صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
تتجلى أمامنا اليوم صورة مشرقة لمشروع المدينة الجديدة، الذي يمثل قمة في التنسيق الوطني بين أصحاب الدولة الثلاث: دولة الدكتور هاني الملقي، الذي زرع بذور الحلم، ووضع أسس التخطيط الاستراتيجي، ودولة الدكتور بشر الخصاونة، الذي صاغ الرؤية الشاملة للمدينة، مُرسخًا طموحات التنمية المستدامة، ودولة الدكتور جعفر حسان، الذي يقود التنفيذ الحاسم لتحقيق هذا الحلم على الأرض.
كان دولة الدكتور هاني الملقي البادئ في إرساء دعائم المشروع، حيث عمل على تحديد المقومات الأساسية التي تجعل من المدينة الجديدة نموذجًا حضريًا متكاملاً، قائمًا على تخطيط مستقبلي يراعي التوازن بين العمران، الاقتصاد، والبيئة. أما دولة الدكتور بشر الخصاونة، فقد أعطى المشروع بعدًا جديدًا من خلال صياغته رؤية متكاملة ترتكز على التحديث الاقتصادي والاجتماعي، عبر تبني معايير التنمية الذكية والاستثمار في القطاعات الحيوية، ما جعل المدينة الجديدة تحمل في جوهرها أهدافًا وطنية استراتيجية لا تقل أهمية عن دورها العمراني.
وعندما وصل المشعل إلى دولة الدكتور جعفر حسان، كانت الإشارات واضحة لحكومته بالتوجه الفعلي إلى إظهار هذا المشروع إلى حيز التنفيذ، حيث لم يكن مجرد منفذ لخطط مدونة، بل قائد مشروع بأتم معنى الكلمة، حدد مواعيد دقيقة، وجند فرق عمل مهنية، وحرص على توفير الموارد المطلوبة، لضمان إنجاز المشروع وفق أعلى المعايير وبأقصى سرعة ممكنة.
هذا التناغم بين التخطيط والتمويل والتنفيذ يشكل نموذجًا يحتذى به في الإدارة الوطنية، ويعكس مدى التزام الأردن بتحويل رؤى التطوير إلى واقع ملموس. فالمشروع الاقتصادي والاجتماعي لهذه المدينة الجديدة يتجاوز حدود العمران ليشمل توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ودعم قطاع الصناعة، وتعزيز السياحة، وتحسين الخدمات التعليمية والصحية، مما يجعلها نقطة جذب للمستثمرين، وحاضنة للأفكار والمشاريع الجديدة.
إن هذا النجاح الميداني هو ثمرة استمرارية القيادة الحكيمة، التي عبرت عن نفسها بوضوح في التعاون بين الرؤى الثلاث، وتمكين التنفيذ، ومتابعة الإنجاز، وهو مثال حي على أن الأردن قادر على المضي قدمًا بثبات نحو مستقبل واعد، لا تعوقه العقبات ولا تردعه التحديات.






