صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
أكدت ماجدة محمد الشوبكي، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام ووحدة تمكين المرأة، في تصريح خاص لـ”صدى الشعب”، أن تأهيل الصف الثاني من القيادات النسائية يعد ركيزة أساسية لضمان استدامة التنمية وتعزيز المشاركة النسائية في مواقع صنع القرار.
وأوضحت الشوبكي أنه بناءً على التحولات النشطة التي يشهدها المجتمع، يبرز الدور المحوري للمرأة في البناء المؤسسي بوصفها شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا ، غير أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في حضور النساء في الصف الأول من القيادة، بل في غياب استراتيجية واضحة لتأهيل الصف الثاني، وهو ما يطرح سؤالًا جوهريًا: كيف نهيئ نساء اليوم ليكن قائدات الغد؟
وأضافت أن هذا التأهيل لا يمثل خيارًا تنمويًا أو مطلبًا حقوقيًا فحسب، بل يعد ضرورة استراتيجية لضمان ديمومة المشاركة النسائية ومنع انقطاعها أو بقائها رهينة استثناءات فردية ،فغياب البناء القيادي المتدرج يؤدي إلى فراغات في التمثيل النوعي ويضعف البنى المؤسسية التي تعتمد على التنوع والتجديد.
وبينت الشوبكي أن البرامج التدريبية الموجهة للقيادات النسائية يجب أن تتضمن محاور متقدمة، مثل التخطيط الاستراتيجي، إدارة التغيير، الاتصال المؤثر، التفاوض، التفكير النقدي، قيادة الفرق، إضافة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وذلك باعتبارها مهارات معاصرة لا غنى عنها.
وشددت على أن بناء منظومة تأهيلية محكمة للقيادات الناشئة ينبغي أن يرتكز على التمكين المعرفي، والتدريب العملي، وإتاحة فرص المشاركة في المهام القيادية، إلى جانب توفير بيئة مؤسسية مرنة قادرة على استيعاب طاقات النساء وتطويرها.
كما لفتت إلى أن التأهيل لا يبدأ من القمة، بل من القاعدة، من الجامعات والمجالس المحلية والمؤسسات المدنية، بحيث تتعدى المسارات المتاحة للنساء الطابع الشكلي لتصل إلى التمكين الحقيقي من خلال العمل التنفيذي والمشاركة في السياسات العامة والتدرج في تحمل المسؤوليات.
وأشارت الشوبكي إلى أن مرافقة القيادات النسائية الشابة للقيادات المخضرمة تسهم في صقل المهارات، وبناء الثقة، وتعزيز الحس بالمسؤولية، إضافة إلى اختصار خطوات تطوير القدرات ،كما أن الاستثمار في البرامج التدريبية يتكامل مع مبادرات الإرشاد والتوجيه، التي تتيح نقل الخبرات بين الأجيال وضمان استدامة التأثير.
وأكدت الشوبكي أنه لا يمكن فصل تأهيل الصف الثاني عن المناخ السياسي والاجتماعي الداعم له، إذ إن وجود قوانين عادلة، وسياسات تمييز إيجابي، وأنظمة تعترف بالكفاءة بعيدًا عن النوع، يعزز فرص بروز قيادات نسائية جديدة قادرة على التأثير والمساءلة والمبادرة.
إلى جانب ذلك، شددت على أن الإعلام، والمؤسسات الأكاديمية، والمجتمع المدني، يشكلون دائرة ضغط إيجابية على صناع القرار لتبني نهج تكاملي يؤسس لقيادة نسائية جماعية تمثل قضايا المجتمع وتمتلك أدوات التغيير.
واختتمت الشوبكي تصريحها بالقول إن تأهيل الصف الثاني من القيادات النسائية ليس مجرد إجراء إصلاحي محدود الأثر، بل هو رافعة تنموية مستدامة ترفد التنمية برؤية أكثر شمولًا وعدالة، وتدعم تحقيق الأهداف الوطنية بفاعلية، خصوصًا في القطاعات الحساسة كالتعليم، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، والعدالة الاقتصادية ، فحضور النساء في مواقع القرار عبر صفوف قيادية متجددة يسهم في بناء مجتمعات متماسكة ومؤسسات أكثر جاهزية واستدامة، وعليه فإن ربط هذه الجهود برؤية وطنية وخطط تنموية واضحة يعد الطريق الأمثل لبناء دولة حديثة متمكنة وذات طاقات خلاقة متجددة.
