صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
قالت المدربة الفلكية دلال خالد اللالا من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن السماء ستشهد في شهر أغسطس واحدًا من أبهى العروض الكونية التي ينتظرها عشاق الفلك كل عام، وهي زخة شهب البرشاويات، التي تُعد من أجمل الظواهر الفلكية وأكثرها جذبًا للأنظار حول العالم.
وأضافت أن هذه الزخة السنوية تبدأ بالظهور منذ 17 تموز/يوليو وتستمر حتى 24 آب/أغسطس، غير أن ذروتها ستكون فجر الأربعاء الموافق 13 آب 2025، وذلك بين الساعة الثانية والرابعة صباحًا ،إلا أن القمر سيكون حينها في طور الأحدب المتناقص بنسبة إشراق تصل إلى 84%، الأمر الذي قد يحجب الشهب الخافتة، لكن السماء ستظل مرصعة بالشهب اللامعة، خاصة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
وأوضحت أن مصدر هذه الزخة هو مرور الأرض في المسار الذي خلّفه المذنب الشهير Swift–Tuttle، الذي يدور حول الشمس مرة كل 133 عامًا ،وعندها تدخل جسيمات الغبار التي تركها المذنب الغلاف الجوي بسرعة تقارب 60 كيلومترًا في الثانية، فتحتك به وتشتعل، محدثةً منظر الشهب المتوهجة التي تزين السماء.
وبيّنت أن تسمية الزخة بـ”البرشاويات” تعود إلى كوكبة برشاوس (Perseus) في السماء الشمالية الشرقية، حيث يظهر منها مركز الإشعاع الظاهري للشهب، ومن ثم تتوزع عبر السماء وكأنها تنطلق من نقطة واحدة.
وأشارت إلى أن القمر في هذه الليلة سيؤثر بشكل ملحوظ على الرؤية، إذ إن سطوعه القوي سيحجب الشهب الضعيفة ويقلل فرص رصدها بنسبة تتراوح بين 70 و75% مقارنة بالليالي غير المقمرة. وبالتالي قد تنخفض معدلات الرصد من نحو 80–100 شهاب في الساعة إلى ما بين 15 و25 شهابًا فقط، وذلك حتى في أفضل الظروف الجوية والمواقع المظلمة.
وأوضحت انه ومع ذلك، ستظل الشهب الساطعة مرئية بوضوح، خاصة في الأماكن المعتمة والبعيدة عن الإنارة الاصطناعية. ولهذا أوصت اللالا الراغبين في الرصد بالتوجه إلى مواقع مثل وادي رم، مرتفعات البتراء، مناطق الشوبك ومعان، صحراء الأزرق، أو أي موقع مظلم بعيد عن أضواء المدن والطرق.
وشددت على أهمية توجيه النظر نحو جهة الشمال الشرقي حيث تقع كوكبة برشاوس، مع الإشارة إلى أن الشهب قد تظهر في أي جزء من السماء. وقدمت عدة نصائح للرصد، منها اختيار موقع مفتوح ومظلم، تجنب مصادر الضوء المباشر، وترك العينين تتأقلمان مع الظلام لمدة 20 دقيقة على الأقل، ايضاً عدم استخدام الهواتف أو المصابيح البيضاء، وإحضار بطانية أو كرسي للاستلقاء، وارتداء ملابس دافئة نسبيًا خاصة في المناطق الجبلية والصحراوية.
أما لمحبي التصوير الفلكي، فنصحت اللالا باستخدام كاميرا احترافية بعدسة واسعة (14–24 مم) وفتحة عدسة f/2.8 أو أقل، وضبط حساسية الضوء (ISO) بين 800 و3200، مع تعريض ضوئي يتراوح بين 10 و30 ثانية، مع تثبيت الكاميرا على حامل وتوجيهها نحو السماء الشمالية الشرقية.
واختتمت اللالا بالإشارة إلى أن عام 2026 سيحمل فرصة أفضل لرصد شهب البرشاويات، إذ ستتزامن ذروتها مع غياب القمر عن السماء، ما سيوفر ظروفًا مثالية للرؤية والتصوير.






