على الرغم من أن الأردن يقع في وسط منطقة، أقل ما يُطلق عليه بأنها “مُلتهبة”، إذ تشهد العديد من دولها، حروب وانقسامات وأزمات داخلية وخارجية، وفي ظل ظروف اقتصادية “عصيبة”، إلا أن المملكة، شهدت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، العديد من المُنجزات، أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم تعليمية أم صحية أم ثقافية أم فكرية أم رياضية.
منذ 25 عامًا، أي منذ استلام جلالة الملك سلطاته الدستورية، وجلالته يضع نُصب عينيه أهدافًا كُلها تصب في مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، ويواصل الليل بالنهار من أجل رفعة الأردن وتقدمه وازدهاره وتطوره، وخصوصًا للأجيال القادمة.. فسياسة جلالة الملك الحكيمة، التي يُشار لها بالبنان، تؤكد أن جلالته مهتمًا بمستقبل الأردنيين.
يستحق الأردن، الذي احتفل يوم أمس باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك على العرش، ومن قبل أشهر بمناسبة استلام جلالته سلطاته الدستورية، الاحتفاء والاعتزاز بما تم إنجازه على أكثر من صعيد.. يستحق أن نُطلق “ربع قرن من العطاء المُستمر”.
حاقد أو حاسد أو حانق كُل من لا يرى الاستقرار والأمن الذي يعيشه الأردن، فضلًا عن تنمية مُستدامة، مرئية للبعيد قبل القريب، فجلالة الملك عمل وما يزال، على مدى عقدين ونصف من العقد، على تحسين مُستوى معيشة المواطن، من خلال تطوير الاقتصاد الوطني، والعمل على نموه من خلال جذب الاستثمارات، وتحفيز المُستثمرين.
وفي مجال الإصلاح السياسي، قاد جلالة الملك جهودًا حثيثة، بُغية تعزيز الديمقراطية، وتوسيع المُشاركة الشعبية في صنع القرار، فقد شهد الأردن خلال فترة حكمه تطورًا ملحوظًا في هذا المجال، حيث أُجريت عدة انتخابات برلمانية ومحلية نزيهة وشفافة، بينما تم إجراء تعديلات جمة على الدستور الأردني، بالإضافة إلى إصدار قوانين جديدة تهدف إلى تعزيز حقوق المواطن، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وبما يخص قطاعي التعليم والصحة، فقد كان لمُبادرات جلالة الملك في هذين القطاعين، نتائج قطف الأردنيون ثمارها، فجلالته كان دومًا يوجه الحُكومات المُتعاقبة من أجل تحسين جودة التعليم، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين، ناهيك عن فترة الـ25 عامًا الماضية
وشهدت إنشاء جامعات جديدة، ومُستشفيات ومراكز صحية شاملة مُتقدمة، الأمر الذي ساهم في رفع مُستوى الخدمات المُقدمة للمواطن.
إلى جانب، إعطاء جلالة الملك الأولوية لـ”أمن” الأردن واستقراره، فجلالته دائمًا يوصل الرسائل بأن هذا الوطن عصي عن الاختراق، أو مُحاولات العبث بأمنه واستقراره، بسواعد أبناء الأردن، كُل في موقعه، أكان عسكري أم رجل أمن أم مهندس أم طبيب أم موظف أم عامل.
إقليميًا، فقد كان لجلالة الملك دورًا بارزًا في تعزيز أمن واستقرار في المنطقة، ناهيك عن أنه جلالته قاد جهودًا دؤوبة لمُكافحة الإرهاب والتطرف، وساهم في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق الأمن والسلم في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالقضية المركزية، القضية الفلسطينية، فقد كان للأردن، بقيادة جلالة الملك، دورًا محوريًا في دعمها، ففي كُل لقاءات جلالته الدولية والإقليمية، كان دومًا يعمل على إحياء القضية الفلسطينية، وضرورة أن ينال الفلسطينيون حقوقهم، وعلى رأسها إقامة دولتهم المُستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.. فجلالة الملك يُعتبر المُدافع القوي عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة.
الاحتفالات بأعياد الوطن (اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك على العرش، استلام جلالته سلطاته الدستورية، الاستقلال، عيد الجيش، ذكرى الثورة العربية الكُبرى، مُناسبات ليست فقط فُرصة للتأمل في النجاحات الماضية، بل هي أيضًا دعوة لتجديد العزم والعمل المُشترك لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
مُناسبات تاريخية تعكس مدى العطاء والتفاني الذي قدمه جلالة الملك، من أجل رفعة الأردن وتحقيق طموحات شعبه.. مُناسبات تُجدد الأمل في مُستقبل مُشرق للأردن بقيادة ملك حكيم، وشعب وفيّ، يعملون يدًا بيد لبناء وطن قوي ومُزدهر، يرتقي إلى مكانته المُستحقة بين الأمم.
وسيبقى الأردنيون، بقيادة جلالة الملك، يسعون دومًا إلى الأفضل، ويعملون بكُل جهد وإخلاص وانتماء، من أجل تحقيق مُستقبل زاهر، على الرغم من كُل المُعيقات والتحديات التي تُحيط بالأردن.. ونستطيع القول بأن جلالته عبر بـ”سفينة” الوطن إلى بر الأمان.