“طَبَلنا الدنيا”، ذمّاً وشتماً لوعد بلفور، وتبياناً لخطورته، ودوره التأسيسي في إنشاء الكيان التوسعي الصهيوني، على أرضنا العربية الفلسطينية !
علّقنا على هذا الوعد المشؤوم، هزائمَنا، فأقنعنا أنفسنا أن إسرائيل ما كانت لتقوم، لو لم تُقِطع بريطانيا وعدَها إلى الحركة الصهيونية !!.
لقد روّجنا «تحاميل» مقولات مثل: «الوعدُ قطعه من لا يملك إلى من لا يستحق». وأن اللورد بلفور تصرف على اساس أن فلسطين «أرض بلا شعب، وهبها لشعبٍ بلا أرض» وهكذا، وهي مقولات صحيحة، لكنها مقولات تنطوي على تضليل، لأنها لا تقف على موقع ودور وعد بلفور، من عناصر القوة والضعف في الصراع العربي الإسرائيلي !.
في المكتبة العربية -والعالمية- اعترافات، نعم اعترافات، أمهات الحركة الصهيونية وآبائها، الذين تمكنوا من هزيمتنا وإقامة «الهيكل» العنصري الجديد على انقاض حقوقنا !!.
تبوح جولدا مائير أقوى نساء اليهود على مر العقود، في كتابها «اعترافات جولدا مائير» وتكشف عن دور الجسر الجوي الأمريكي في إنقاذ إسرائيل عام 1973: «لقد بكيت عندما علمت ان الطائرات الأمريكية وصلت مطار اللد».
يستهتر المؤسسون الصهاينة بوعد بلفور ويزدرونه. تقول عنه جولدا مائير: «هو مجرد وعد، لقد حررنا إسرائيل بنضال الإسرائيليين».
لقد أسس اليهود الصهاينة كيانهم بالقوة والبارود، لا بالوعود.
وانتصرنا على الحركة الصهيونية في معارك الكرامة وعبور القناة وتحطيم خط بارليف واكتساح الجولان، بالتخطيط والاستعداد والقوة، والقدرة على تقديم التضحيات الكافية.
ولو لم يتواصل جسر الامدادات الجوي الأمريكي «لاستقعد» الكيان الصهيوني لشروط السلام كاملة. ألم تعتبر جولدا مائير أن هذا الجسر أنقذ اسرائيل؟
هزم العربُ اسرائيلَ في حرب تشرين الأول عام 1973، لأن قادة إسرائيل -جولدا ودايان- بنوا حساباتهم على استمرار الأحوال العسكرية العربية التي كانت سنة 1967.
ولأنهم بنوا حساباتهم على عجز العرب عن الهجوم، فلم يفكر أحد في مركز القرار الإسرائيلي، أن الحرب وشيكة الوقوع، حتى يوم الجمعة، اليوم السابق على اندلاع الهجومين المصري والسوري !.
أظن أن علينا ان نضع نسخاً من كتاب «اعترافات جولدا مائير» في جيوبنا ومكاتبنا ومنازلنا وأجهزة الكمبيوتر المكتبية كي نتفكر ونتدبر ولا ننسى.