صدى الشعب – كتب رئيس التحرير – خالد خازر الخريشا
أعلنت المجر الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية لتتهرب من تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وفي ذات السياق وتحديا للمجازر البشعة التي قام بها الصهاينة تم منح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة الخدمة العامة ألمجرية خلال زيارته الرسمية إلى بودابست وللأسف الشديد أشادت الجامعة بنتنياهو معتبرةً إياه شخصية محورية في تعزيز قوة إسرائيل ومساهمته الكبيرة في التأريخ بحسب تعبيرها وأضافت أن نتنياهو أظهر براعة في التعامل مع بيئة جيو سياسية معقده وقوة في اتخاذ القرار خلال الأزمات وفي خطاب القبول اقتبس نتنياهو مبدأ روماني شهير حول ألشجاعة مشدداً على شجاعة جنود إسرائيل في مواجهة الأعداء واستعادة الرهائن .
هذه الجامعة كان من المفروض ان تمنح نتنياهو شهادة فخرية كمجرم حرب لأنه المسؤول عن قتل حوالي (50) ألف فلسطيني أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وحصيلة الإصابات ارتفعت إلى (115 ) ألف مصاب منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 ، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت ألأنقاض ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم وهذا ما قاله قضاة المحكمة الجنائية الدولية عند إصدارهم مذكرتي الاعتقال إن هناك أسسا قانونية معقولة للاعتقاد بأن نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يتحملان مسؤولية جنائية عن جرائم تشمل القتل والاضطهاد واستخدام التجويع كسلاح في الحرب في إطار هجوم واسع النطاق وممنهج على السكان المدنيين في غزة .
العلاقات المجرية الإسرائيلية هي العلاقات الثنائية التي تجمع بين المجر وإسرائيل ، للمجر سفارة في تل أبيب وأربع قنصليات فخرية (في إيلات وحيفا والقدس المحتلة وتل أبيب) أما إسرائيل فلديها سفارة في بودابست وقنصلية فخرية في مدينة سيجد ، وحسب المكتب الاحصائي الاسرائيلي كان هناك (47500) يهودي يعيشون في المجر في عام 2018 وتشير التقديرات الى ان ما يقرب من 30 ألف يهودي مجري هاجروا الى اسرائيل .
وتعتبر العلاقات المجرية الإسرائيلية هي الأقوى في أوروبا حيث تنشط الجالية اليهودية في بودابست كما عرقلت المجر وتشيكيا قراراَ للاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المستوطنين اليهود الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وبحسب مصادر دبلوماسيه فقد حدثت خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب خطة لفرض حظر على منح تأشيرات دخول لـ 12 مستوطنا يهودياً ممن ثبت أنهم ارتكبوا أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وأعربت تشيكيا والمجر عن اعتراضهما على القرار بذريعة أن هذا يعني أن الاتحاد الأوروبي يساوي بين المستوطنين اليهود وحماس.
في ١٩ شباط الماضي حذرت دول الاتحاد الأوروبي جميعا باستثناء المجر، الاحتلال الإسرائيلي من شن هجوم على رفح قالوا إنه سيفاقم الوضع الكارثي الذي يعيشه نحو 1.5 مليون فلسطيني في المدينة الواقعة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة.
بعض الدول مثل المجر مستمر في العلاقات السياسية والاقتصادية وداعم لهذا الكيان وتتواطأ مع الاحتلال في مجازره الوحشية بحق أهل غزة وكان من المفروض أن تكون العناوين العريضة لهذه الشهادة هي : دكتوراه فى الإبادة الجماعية ، دكتوراه فى الارقام القياسية بقتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ ، دكتوراه فى الكراهية والبغضاء للبشرية ، دكتوراه فخرية في الإجرام والقتل ، والمجر في هذا التكريم توجه رسالة للمجتمع الدولي وتشجع وتدعم النتنياهو على زيادة القتل والحرق والدمار في غزة .
