الرمثا _ صدى الشعب.
خلصت ورقة سياسات بعنوان (أسباب عزوف الشباب في محافظة إربد عن العمل في منشآت مدينة الحسن الصناعية) أعدها مركز دراسات التنمية المستدامة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية بتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان إلى مجموعة من التوصيات قد تعمل على تصويب الاختلالات التي تشكل تحديا أمام عملية جذب الشباب المتعطل عن العمل في القطاع الصناعي في مدينة الحسن الصناعية، والتي تمثلت بضرورة إيجاد آليات بجهد تشاركي بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمنشآت العاملة في مدينة الحسن الصناعية لزيادة الإمتيازات والحوافز التي تضاف إلى رواتب العامل المحلي في تلك المنشآت ، والتي تنعكس على مستوى الرفاه المادي والمعنوي لأن الرواتب الممنوحة قد لا تلبي حاجات العامل المحلي، ولكنها تكفي العامل الأجنبي الذي يستفيد من فرق العملة، تكثيف الحملات الترويجية والدعائية (حملات علاقات عامة مصورة تعرض على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي) من قبل الجهات الحكومية وشبه الحكومية والمنشآت العاملة في مدينة الحسن الصناعية بهدف تحسين الصورة الذهنية لدى الأفراد تجاه بيئة العمل في تلك المنشآت وجعلها أكثر جذباً للعمالة المحلية، عقد لقاءات وورش توعوية من قبل جهات حكومية بالتعاون مع مؤسسات دولية ومؤسسات مجتمع مدني بهدف تشجيع الشباب في محافظة إربد على الالتحاق بالوظائف المتوفرة في تلك المنشآت، زيادة عدد البرامج التدريبية عالية الجودة (سواءً كانت من جهات حكومية أو منظمات دولية أو بالتشاركية معاً) التي تؤهل الشباب وتكسبهم المهارات اللازمة للمنافسة مع العامل الوافد، توسيع نطاق الشراكات بين الجهات الحكومية المعنية بالتشغيل ومنشآت مدينة الحسن الصناعية والمنظمات الدولية لغايات توفير حزمة مزايا شاملة للعمالة الأردنية كالتأمين الصحي لجميع العاملين، ودور الحضانة للأمهات العاملات، إلزام المنشآت العاملة في مدينة الحسن الصناعية بتوفير عقود عمل ثابتة ( سنوية ) للعمالة المحلية تعزيزاً لفكرة الأمان الوظيفي، ضرورة إدخال مواد دراسية في المنهاج المدرسي لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي تكسب الطلبة مهارات التنظيم وتحديد الأولويات والقدرة على التكيف وتعزز ثقافة التعليم المهني لديهم وتوجههم نحو العمل في قطاع المهن.
وقال مدير مركز دراسات التنمية المستدامة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور عمار المعايطة :”أن فكرة إعداد هذه الورقة جاءت بناءً على مجموعة معطيات تلخصت في أن نسبة العمالة في مدينة الحسن الصناعية تشكل 51% من إجمالي العمالة في المدن الصناعية الأردنية كافة وعلى الرغم من ذلك فإن العمالة المحلية فيها لا تتجاوز 20% من العدد الكلي ، في حين أن معظم العمالة في المدن الصناعية الأخرى محلية، إضافة إلى أن بعض أصحاب المنشآت العاملة في مدينة الحسن الصناعية ممن تم لقاؤهم لديهم الرغبة في تشغيل العمالة المحلية خاصة أنهم يشتركون مع الجهات الحكومية الأردنية بخطط ومشاريع استراتيجية لتشغيل الأردنيين.”
وأضاف المعايطة أن هذه الورقة جاءت تحقيقاً لرؤية مركز دراسات التنمية المستدامة المنبثقة عن رؤية رسالة جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية المتمثلة بضرورة أن يكون للمراكز الفكرية والبحثية والمؤسسات والهيئات الأكاديمية دوراً ريادياً في صناعة المعرفة ونشرها والمساهمة في قيادة المجتمع وتنميته، مشيرا إلى أن الورقة تسعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة خاصة الهدفين الأول والثامن المتمثلين في القضاء على الفقر والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، وأنها أعدت من منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية لمساعدة مؤسسات الدولة وهيئاتها في إيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل تحديا لمسيرة البناء والإنجاز.
مدير دائرة الأبحاث والدراسات في مركز دراسات التنمية المستدامة علاء الدين اللوباني قال إن نتائج ورقة السياسات تم التوصل إليها من خلال دراسة ميدانية استقصائية جمعت بين المقابلات الشخصية لمدراء منشآت عاملة في مدينة الحسن الصناعية، واستبيان أجاب على أسئلته عينة ممثلة من الشباب المتعطل ممن راجعوا مديرية عمل إربد باحثين عن وظائف، مشيرا الى أن الورقة تقدم مجموعة من التوصيات المستندة إلى نتائج علمية للمعنيين وأصحاب القرار.
يشار إلى أن مركز دراسات التنمية المستدامة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية يعنى بقضايا تمكين الشباب والمرأة والتشاركية مع المجتمع المحلي وبمواضيع التنمية المستدامة ككل.