محمود الفطافطة
يبذل الأردن الجهود المتواصلة وعلى كافة المستويات الاقليمية والدولية لوقف العدوان الغاشم على غزة، والذي أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والآلاف من الجرحى وهدم البيوت وتشريد الأبرياء واستهداف المستشفيات والمرافق الصحية وبحث الخطوات الكفيلة بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام وفوري إلى القطاع.
واستضاف جلالة الملك عبدالله الثاني في مدينة العقبة الأربعاء الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والفلسطيني محمود عباس في قمة ثلاثية لبحث التطورات الخطيرة جراء العدوان على غزة وآخر المستجدات في الضفة الغربية، وهي الأولى لهم منذ اندلاع العدوان الغاشم على غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، وتأتي مع حلول اليوم الـ96 من الحرب المستعرة التي تشنها قوات الاحتلال على غزة، وضمن إطار الجهود الأردنية لتنسيق المواقف العربية لوقف التداعيات الخطيرة للعدوان على غزة.
وحذر جلالة الملك من خطورة استمرار إسرائيل بانتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحديها للإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية، وأن الأولويات واضحة وعاجلة وتتمثل بالوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى غزة، والرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين، وهي خط أحمر وجريمة حرب وفقًا للقانون الدولي.
ويؤكد جلالته باستمرار أن الصراع، لن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء، والذي لن يؤدي إلا للمزيد من دوامات الموت والدمار، وأنه وبينما تقوم إسرائيل بتجويع المدنيين، فإنه لطالما تم تجويع الفلسطينيين لعقود عن الأمل والحرية والمستقبل، وعندما يتوقف القصف، لن تتم محاسبة إسرائيل، وسيستمر ظلم الاحتلال وسيدير العالم ظهره، إلى أن تبدأ دوامة جديدة من العنف.
كما ويؤكد جلالته، بأنه يتعين على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش الفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم المشروعة، وأنه وعلى القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا، وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدًا إذا بنيت على أساس من الظلم.
ويشدد الأردن، بأنه وعلى مدى السنوات الماضية، تحولت أحلام حل الدولتين وآمال جيل كامل إلى يأس، وهذه هي سياسة القيادة الإسرائيلية المتشددة، التي بنيت على الأمن بدل السلام، وفرض حقائق جديدة غير شرعية على الأرض تجعل هدف الدولة الفلسطينية المستقلة غير قابل للتطبيق.
ويدعو جلالته وباستمرار المجتمع الدولي إلى إعادة إطلاق عملية سياسية هادفة يمكنها أن تأخذنا إلى سلام عادل ومستدام على أساس حل الدولتين، حيث أن السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية في القيمة، وينتهي بدولتين، فلسطين وإسرائيل، تتشاركان في الأرض والسلام من النهر إلى البحر.
. وتاتي قمة العقبة كجهود استثتنائية لوقف العدوان والتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية