الطاهات : التضليل الإعلامي يساوي تزييف الوعي والتلاعب بالعقول وتحت مضلته تأتي الاشاعة
ابو العسل واقع التزوير الإعلامي تغيب فيه الحقيقة ويلهث الجميع إلى فرض وجهة النظر بالقوة
صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
قال الدكتور زهير الطاهات نائب عميد كلية الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، إن التضليل الإعلامي من أخطر الأسلحة التي تستخدمها الإشاعة والحرب النفسية، وله اساليب عديدة إذ يعمل على حذف المعلومات والتكيز على زاوية معينة من أجل تشكيل صورة ذهنية مختلفة أو مشوهة من أجل تشكيل رأي عام غير سليم.
وأضاف الدكتور الطاهات في مقابلة مع صحيفة ” صدى الشعب “، أن من صور التضليل الإعلامي انصاف الحقائق وبالتالي فالتضليل الإعلامي يساوي تزييف الوعي والتلاعب بالعقول وهذه من أخطر الأسلحة التي تستخدمها الدعاية، وتحت مضلتها تأتي الاشاعة.
وبالتالي التضليل الإعلامي هو نشر الأخبار والمعلومات المغلوطة والمضللة مع سابق العلم بأنها خاطئة معلومات يشوبها التلاعب بنية الخداع والتسبب في الأذى.
يمارس التضليل الاعلامي من دون أي احساس بالمسؤولية تجاه أخلاقيات المهنة الاعلامية إذ يشكل مخاطر كبيرة تؤثر على المجتمع باكمله ويقول الدكتور الطاهات انه وحسب نظرية الاعتماد يزداد اعتماد الجمهور على وسائل الإعلام في وقت الأزمات والحروب وبالتالي هنا تبدأ عملية التزييف الإعلامي وتزداد في هذا الوقت.
مشيراً إلى أن أكثر مدرسة إعلامية استطاعت أن مي تستخدم التضليل الإعلامي بمهارة عالية الدعاية الصهيونية، حيث اسخدمت تزييف الوعي والتضليل الإعلامي واستخدمت هذه الاستراتيجة منذ مئات السنين من وكالة انباء هافاس عام ١٨٣٢ بدأ وفي عام ۱۸۳۷ وبدأت هذه الوكالة تؤسس من أجل إنشاء دولة صهيونية حيث اصبح التزييف الاعلامي يأخذ اشكال متعددة وخاصة بعد الألفية الثالثة أما الآن أصبح الذكاء الاصطناعي الذي تتوفر فيه كل اشكال التزييف والتضليل الإعلامي لانها تستخدم جميع التقنيات.
وأشار الطاهات إلى أهمية الوسيلة، حسب النظريات التي تؤكد على أن الوسيلة هي الرسالة والوسيلة هي التي تقود التفكير لما لها من تقنيات وتحمل مؤثرات مثل التشويق ومحاصرة المتلقي حتى تغرس هذه القيم مستخدمة اساليب التضليل. الإعلامي حث أن معنى اسم التضليل هو التزييف. لكل المعلومات لكن بطريقة ذكية وبطريقة لا يستطيع الانسان العادي أن يكتشفها لانهم يعملوا على تقديم الشواهد من التزييف وانصاف الحقائق من أجل أن تكون مقنعة.
كما واشار الطاهات إلى أشهر نوع من أنواع الإشاعة ما تسمى الإشاعة الرمادية، حيث استخدمت التزييف الاعلامي بذكاء شديد لسبب ان كما هو معروف الإشاعة الرمادية هذه تستند إلى حقائق لا يمكن انكارها وايضا من خلال استنادها لهذة الحقائق تقوم بوضع السم داخل الدسم وتنطلي على الانسان العادي.
وأوضح أن الاشاعات والدعاية تنشر خاصة في المجتمعات غير المتعلمة وايضا تنتشر في المجتمعات العاطفية. كانتشار النار في الهشيم وهذا كله يسبب تزييف وتضليل الرأي العام وهي أخطر الأسلحة التي تستخدمها الآله الإعلامية، لافتا أن الانسان كلما ارتقى بعلمه وثقافته زاد وعيه فيستطيع أن يكتشف التضليل الاعلامي. بدوره يقول الطاهات أن التضليل الاعلامي بجميع اشكاله عبارة عن مساوي وأن جميع اشكال التضليل التي نراها في العالم العربي وهذا التشتت والتشرذم ثمار للتضليل الإعلامي الذي مارسه الاعلام الغربي أما بالنسبة لمواجهة التضليل الاعلامي فقال إنه لابد من مواجهته بالحقائق مثال على ذلك كما هو موجود في إعلام حماس واعلام الصهاينة نجد أن اعلام حماس يقدم لنا الخبر بالدليل والبرهان، اما الصهاينة لا يمثل أي من علامة من علامات الوضوح في الخبر فهو يقتل المدنيين والشيوخ والكبار والنساء لذلك تقوم الصهاينة بقتل من يوضح صورتهم أن قتلوا صحفيين وصل عددهم إلى 100 صحفي إلى حد هذا الوقت حتى يستطيعوا الاكمال بمسيرة التضليل الاعلامي اما حماس فهي واضحة وتأتي بالخبر بالصورة والدليل فهي لا تقتل مدنيين أو شيوخ أو نساء أو أطفال وإعلام حماس كانت على دراية وذكاء ووعي نام بالتضليل الاعلامي لذلك كانت تقدم لنا الخبر بالصورة والصوت والبرهان التام، إذ يجب علينا أن تكون واعيين في كل خبر يصل وهذا مثال لما نعيشه في هذا الوقت بما يخص التضليل الإعلامي حيث نشبه التضليل الاعلامي بالعتمة وتسليط الضوء على الحقيقة بالبرهان والدليل والوثائق هو النور وبالتالي تستطيع أن نواجه وتحارب التضليل الاعلامي من خلال الحقائق . من جهتها، تقول الدكتورة نوزت ابو العسل خبيرة في مجال علوم الاعلام والاتصال أن التضليل الإعلامي هو موضوع هام جدا والحديث فيه في هذا الوقت مهم وحيوي وضروري وذلك لأسباب أهمها ما نحن فيه من ثورة الرقمية التي تداخلت معها أيضا ثورة الذكاء الاصطناعي وبتنا نستخدم أدوات ناقلة للمعلومة بشكل هائل وكبير على مستوى المشتغلين بالاعلام أو حتى صحافة المواطن أو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي تنحى وسائل الإعلام الأخذ من موادها ومحتوياتها، وهذا أمر حساس جدا وخطير فالتضليل الاعلامي يحيط بنا من كل جانب. ويتخذ وجوه متعددة ومفزعة في كثير من الأحيان فهو يتخذ أشكال من التضليل سواء في المحتويات الاعلامية وليس شرطا أن تكون المادة جميعها كاذبة إنما قد يتم التضليل من خلال الإجتزاء أو التشويه أو حتى في إخفاء الحقائق وتمويهها، وفي الأدوات الرقمية نجد أيضا وكثيرا أن هنالك صناعة للكذب وتدليس للمعلومات والحقائق، فالتضليل الإعلامي له عدة صور منها قلب الحقائق أو التضليل بالمعلومات غير المرتبطة بالحدث أو لا علاقة لها به من قريب أو بعيد.
كما وأشارت ابو العسل، أن الإعلام يمارس دوراً خطيراً وهاما وأساسيات في التوعية أو الإرشاد أو الحفز أو التنشئة الاجتماعية في المجتمع فما بالنا أن اختلط الاعلام بالتضليل وفقد اخلاقياته ومعاييره وضوابطه وثوابته أو وظائفه أعلاه، وعليه لا نستطيع حصر دور الإعلام في نقل الأخبار والأحداث وحسب وإنما في صياغة وتحديد اتجاهات الرأي العام وتوجيهها، ومن هنا يصبح التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام حاليا بمثابة حرب نفسية أو غسيل دماغي يمارس بحق المتلقي عنوة تجاه ظواهر أو قضايا أو احداث تترك أكبر قدر من التأثير السلبي أو التشويه المتعمد.
وأضافت الدكتورة أبو العسل يواجه المجتمع حاليا تحديات كبيرة فيما يصله من اعلام ويجب الا تقف فقط أمام ما يصلنا من اعلام عبر الوسائل الرسمية أو الخاصة، وانما صحافة المواطن أيضا وأدوات السوشال ميديا هي من تزودنا بالمعلومات بالأخبار بالمعارف وتزود اطفالنا أيضا والنشئ واليافعين والشباب وهي تفتقر للقيم أو الثوابت بل نجدها تتخبط لأن مكوناتها غير سليمة بل واضيف غير بريئة . وتابعت لذلك بات واقع التزوير والتضليل الإعلامي بإشكاله وصوره المختلفة، هو السائد في هذا العالم الذي تغيب فيه الحقيقة ويلهث الجميع إلى تطبيق وفرض وجهة النظر بالقوة عبر التحكم بما يتم بله وتلقيه بل ويلهث من يقدم أي محتوى رقمي نحو الأمور المادية وهذا بحد ذاته يخضع السكين التضليل . وحول مهام التضليل الاعلامي وضحت ابو العسل، أنها تتلخص في قلب الحقائق، أو التضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث أو باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى إصدار انتقائية أو متحيزة نحو أجندة معينة مما يعزز ممارسة أنانية واضحة بعيدة عن الحقيقة.
كما اشارت ابو العسل أن أكبر دليل قاطع ما نراه نحو القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي، فهناك حالة يومية من الفوضى ونشر أكاذيب اعتبرها مهزلة يقوم بها الإعلام المضلل عبر تصريحات مفبركة تستهدف الرأي العام الدولي وخداع المتلقي، وخاصة في المنطقة العربية، تشمل غسيل الأدمغة وقلب الحقائق وتغيير القناعات وضرب القيم وتكذيب الصادق وتصديق الكاذب ونجد الاستغلال الواضح لوسائل الاعلام لتنفيذ مهمة السيطرة وممارسة تفريغ المحتوى الواقعي ومضامين الرسائل الاعلامية من مفادها الصح صحيح والاتجاه نحو التزوير الواضح.
وحول أساليب التضليل الإعلامي، وضحت ابو العسل انها حالياً كثيرة ومتعددة بل تخدمها أدوات إعلامية كبيرة وواسعة وممتدة تساندها تقانات تشكل أرضية خصبة لنماءها.
فمن الاساليب على سبيل المثال لا الحصر ما يسمى بالتعمية فمثلا عدم المعلومات على الأحداث أو التكتم على المعـلومات فمثلاً عدم التطرق من الأصل لأحداث ميدانية أو سياسية أو اقتصادية مهمة مفصلية بصورة نهائية والتعامل كأنها غير موجودة أصلاً، أو قطع أي امكانية لنشر معلومات صحيحة وعدم توفير أي فرصة لمتابعة خبر أو تصوير حدث معين ومنع الصحفيين من الاقتراب من الحدث وفي ظل انتشار استخدام الأدوات الرقمية مثل السوشيال ميديا بشكل جنوني خاصة بفئات الشباب لا بد من التوعية الأساليب التضليل المتعلقة بالتداول غير المسؤول لما ينشر سواء قضايا التشهير والفضائح وتلطيخ السمعة، أو حتى تداول آية معلومات فيها جوانب تفكيك النسيج الاجتماعي أو إضعاف الروح المعنوية أو نشر الكراهية.
كما تقول الدكتورة نوزت ابو العسل إنها تؤكد على طلبتها دائما على أهمية الوضوح والدقة في الخبر لأنهم بالنسبة لنا يشكلون مشاعل النور والبذار الغض الذي تتوسم به الخير والصلاح وهم الصحفيين الذين سيقودون دفة القيادة في مؤسسات الاعلام مستقبلا، وهم الكوادر البشرية التي تراهن على تمسكها بالثوابت والقيم والاخلاقيات الإعلامية بأن يتمسكون بالحقائق والقيم الصحفية وأخلاقيات الاعلام مهما تعددت المجريات والتداعيات وأن يقدموا الاعلام النزيه الذي يخدم الصالح العام ويرفع الذائقة ويحمي العقول من التشويه فاساس التدليس والتضليل الإعلامي يقوم على إجراء أو ادخال تحويرات وتغييرات على الأخبار والمعلومات عن عن طريق على النصوص التلاعب بمحتواها سواء على النصوص او التزويرللمعاني والمقاصد، وعليه فإن الحلال بين والحرام بين والثوابت والأخلاقيات أساس للعمل المهنى فى هذا الحقل الشائك .
كما أنها تذكر طلبتها كثيرا ًحينما نتحدث عن الاعلام الرقمي وخطورته نه بمقال جلالة الملك عبدالله الثاني حول (منه منصات تناحرام توا تناحرام تواصل اجتماعي بأن يتوخوا دائما الدقة وأن القيم المهنية في من بين نواظرهم أن يضعوا فجلالته أشار على ما تسببه بية المنصات خلخل خلة وكم بها من كم هائل من العدوانية. والتجريح والكراهية حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم والقدح تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة، والتي تكاد أحيانا تخلو من اللباقة سواء في التخاطب أو الكتابة. ودون تحمل المسؤولية الأخلاقية أو الاجتماعية أو الالتزام بالقوانين التي وجدت لردع ومحاسبة كل مسيء، وعليه تؤوكد ابو العسل في ضوء ذلك انه يجب التنبه دوما إلى مبادئ وأخلاقيات العمل الصحفي الاعلامي المهني الذي يحتكم إلى الحقائق لا إلى التضليل وان يكون الاعلام ومنصاته وأدواته معاول بناء وليس هدم يحافظ على لحمة المجتمع ومكوناته ونمائه.