الخريشا : بعض وسائل الاعلام تتناول الجريمة والعنف بغرض الإثارة وتتحرى الفضائح لتسرف في تصويرها
الزرقاء – عبدالرحمن البلاونه
قال رئيس تحرير صحيفة (صدى الشعب اليومية و الإخبارية)، الأستاذ خالد الخريشا، أن بعض وسائل الاعلام تتناول الجريمة والعنف بغرض الاثارة، وتتحرى الفضائح لتسرف في تصويرها.
جاء ذلك خلال الندوة النقاشية التي نظمتها مؤسسة وياكم للتدريب والتنمية المستدامة بمناسة الحملة العالمية ١٦ يوم من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات والتي تبدأ في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء بتاريخ ٢٥ تشرين الثاني من كل عام وتستمر الى ١٠ كانون اول الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الانسان.
و شارك في الندوة النقاشية التي إدارتها مدير عام المؤسسة الدكتورة يسرا الخريشا،
رئيس تحرير صحيفة صدى الشعب، الأستاذ خالد الخريشا، والصحفي عبدالرحمن البلاونه، و المختصة في مجال دراسات المرأة، الاستاذة أماني العواملة.
وأشادت الدكتورة الخريشا بأهمية دور الإعلام في الحد من العنف ضد النساء والفتيات وبينت الهدف من هذه اللقاءات والجلسات النقاشية، وتطرقت الى تعرف العنف ودور الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي، وتم توجيه الاسئلة حول الدور الأساسي الذي تلعبه وسائل الإعلام في الحد من العنف، وكيفية كتابة التقارير الصحفية حول قضايا العنف ضد النساء، ودور الإعلام في التوعية حل العنف ضد الأطفال والنساء، ودور الإعلام كأداة قوية للكشف عن حالات العنف ضد النساء واشارت الى هدف ١٦ يوما من النشاط ، ورفع مستوى الوعي بالأثار السلبية التي يسببها العنف.
وقال الأستاذ الخريشا،: ” أنه مع قيام الثورة التكنولوجية الهائلة اصبح العالم الذي يقدر سكانه اكثر من 8 مليار انسان عبارة عن قرية صغيرة ونحن في الاردن وصل عدد مستخدمي الهواتف النقالة ما يزيد عن 8 مليون جهاز بين يدي المواطنين وهؤلاء متابعين لكل البرامج المتنوعة الموجودة على منصات التواصل الاجتماعي من الطفل الصغير الى الكهل الكبير وهذه الوسائل تبث وجبات هائلة منها ما هو مخادع وكاذب ومنها ما هو منافي للعرق والعادات والدين ومنها ما هو مثير ومرعب ومنها ما هو محبط يؤذي الى العنف والجريمة خاصة تلك الفيديوهات الموجهة للاطفال واليوم نحن نبحث عن الحقيقة في كومة الاخبار الكاذبة واخبار الجريمة والعنف تحتل مساحة كبيرة وغالبيتها وجدت للاثارة والتهويل وللاسف العنف اصبح بحر تحت مسميات متعددة الاسري والجسدي والنفسي والمجتمعي والاجتماعي والجامعي والمدرسي والمعنوي والرقمي والعنف السياسي”.
واضاف الخريشا في ظل بحر العنف هناك اعلام ظهر تحت مسمى الاعلام القضائي الذي يتخذ من الجريمة والعنف مادة اخبارية دسمه له وذلك نجد اجهزة الاعلام تتعقب الجرائم لتصفها وصف مثير وتتحرى الفضائح لتسرف في تصويرها مهما جانبت ادب اللباقة اي تهتم بالجانب السلبي للحياة لكن وظيفة الاعلام هي عرض الجوانب الايجابية ايضا واوضح الخريشا عند تناول قضايا العنف من اجل النشر غير مصرح للصحفي والاعلامي التعدي على اختصاص السلطة القضائية لان موجات الاثير الاعلامي تؤثر على سير التحقيقات وانا يحكمني ميثاق الشرف الاردني وتحكمني اخلاقيات المهنة وفي حقيقة الامر تقارير قضايا العنف تعتبر تحدي امام اكثر الصحفيين خبرة خاصة عند محاولة وضع المصلحة للناجين من العنف في المقام الاول ومن هذه المباديء الدقة والعدالة والموضوعية وحماية المصدر وعدم الحاق الضرر لأصحاب القضايا وتحقيق توازن بين حق الجمهور الحصول على معلومات وحق المشتبه به الحصول على محاكمة عادلة واجاب الخريشا على دور وسائل الاعلام للحد من العنف من خلال المساعدة في تطبيق القوانين والسياسات ومساعدة الاطفال واليافعين والنساء على مواجهة المخاطر والتحديات وكذلك تغيير العادات الاجتماعية التي تشجع على العنف والتمييز .
من جهته، تحدث البلاونه عن دور الإعلام في تغيير الصور النمطية وفي صناعة ثقافة متطورة تجاه كافة القضايا، وامكانية ممارسة دور فعال ومؤثر في مناهضة العنف ضد المرأة من خلال العديد من الإجراءات والجهود، ودور الاعلام في عرض وكشف وتوضيح أشكال العنف الذي تتعرض له النساء سواء في داخل الأسرة أو المجتمع او العمل ، وتحديد شكل الاعتداء سواء كان جسدي، أو معنوي أو نفسي.
وأشار البلاونه إلى دور الإعلام في تكوين رأي عام مناهض ورافض للعنف بجميع أشكاله وخلق بيئة صديقة للمرأة، وتأثير الإعلام في سياسات مكافحة العنف ضد المرأة وكيف يساعد تناول وسائل الاعلام لقضية العنف ضد المرأة في الحد منها ، فعندما يتم توعية الفرد بعواقب العنف ضد المرأة فإن ذلك يدفع الافراد إلى اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن المواقف التي تؤدي إلى ذلك، ويولد لديهم وعي جماهيري، ينتج عنه بروز رأي عام يضغط باتجاه اجراء اصلاح لنظام العدالة الاجتماعية، وان النشر الإعلامي لتلك القضايا والموضوعات يساعد جميع افراد المجتمع في التعرف على الخير والشر والتمييز بينهما.
وتحدثت الأستاذة العواملة عن دور التوعية في الحد من العنف مؤكده أهمية وجود بيئة داعمه للمرأة الأردنية ووجود اراده سياسيه وتربه خصبة محفزه بوجود جلالة الملك ودعمه للمرأة وتمكينها ، كما تحدثت عن دور المؤسسات التعليمية في طرح مساقات خاصه بالأسرة والمرأة تساهم في نشر الثقافة المجتمعية الإيجابية ، وضرورة التوعية في مجال العنف الإلكتروني وعقد جلسات توعويه وتكاتف مؤسسات المجتمع المدني للحد من مشاكل المجتمع التي لها دور في العنف كالبطالة من خلال عقد برامج تدريب وتأهيل للمرأة والشباب مؤكده على أن التغيير يبدأ من المرأة نفسها والراجل داعم للمرأة ومؤكدة دور الإعلام في تعزيز الصورة الايجابية للمرأة والاستماع لتجارب النساء أنفسهن وتبادل الخبرات.