ردود الفعل العربية والدولية تتوالى على إسقاط نظام أسد
صدى الشعب – فايز الشاقلدي
مع تصاعد الأحداث بشكلٍ سريع في الاراضي السورية ، وسقوط نظام بشار أسد ، تتوالى ردود الفعل الداخلية والخارجية على سقوط النظام السوري ، وسيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق وسط احتفالات تعم أجزاء كبيرة واسعة في سوريا ، وترقب لما سيحدث في الساعات المقبلة.
بدوره قال الخبير السياسي والاستراتيجي الدكتور محمد عبد الستار جرادات ، أن سوريا تشهد تصعيدًا متسارعًا مع ضعف النظام وتقدم المعارضة المسلحة ، وإسقاط نظام الأسد ، مما يعيد تشكيل خريطة الصراع الإقليمي.
وأكد جرادات ،أن انهيار الدولة السورية يعني تفاقم التحديات الحدودية، أبرزها تهريب المخدرات وتصاعد تهديد الجماعات المسلحة، وهو ما جعل الأردن في خط المواجهة الأول.
وأوضح أن القوات المسلحة الأردنية اتخذت خطوات صارمة، منها إغلاق معابر غير آمنة، في خطوة استباقية لحماية الأمن الوطني ، هذه الإجراءات ليست فقط عسكرية بل استراتيجية؛ فهي تحمي الداخل الأردني وتمنع انزلاق المنطقة للفوضى ، منوها أن الأردن، بخبرته ومرونته، يوازن بين أمنه ومساعدته الإنسانية، متصدّرًا مشهد الاستقرار الإقليمي وسط عاصفة غير مسبوقة.
وبين أن تفجر الازمة السورية في هذا التوقيت يرتبط بعدة عوامل، أبرزها فشل النظام السوري في إنجاز تسوية سياسية داخلية، وتزايد الضغوط الدولية، الأميركية بالذات، التي تمارس على إيران، الحليف لسورية، الى جانب فشل مساري “أستانا” و”جنيف” بالوصول لحل ينهي النزاع في سورية، بمعنى الوصول لحل يكون مقدمة لتحييد العمليات العسكرية بين المعارضة والدولة.
وأشار جرادات ، الى انه واستنادا الى المؤشرات الاولية وتصريحات المعارضة المسلحة وحديث رئيس الوزراء السوري السابق يبدو ان ملامح تسليم سلمي لسلطة ستسود الاجواء في سورية ومن غير المتوقع ان تكون هناك فوضى الا انه قد يكون هناك ارباك في ادارة الدولة لعدة ايام ثم يتم ترتيب ادارة مؤسسات الدولة لحين التوافق على شكل المرحلة السياسية القادمة في سوريا.
وأضاف، “لا يمكنني تفصيل ما يجري بعد اجتياح الهيئة وغيرها من الفصائل المسلحة السورية وغير السورية في إدلب لمدن الشمال السوري الأخرى، عن الفضاء العام المرتبط بالإصرار الإسرائيلي والأميركي على إلحاق الهزيمة بإيران، ووكلائها بالمنطقة”، فـ”النظام السوري جزء من المحور التحالفي الذي صاغته إيران في الأعوام الماضية، وإن كان النظام أبدى منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، موقفا مختلفا عن بقية قوى المحور”.
وقال جرادات ، إن الولايات المتحدة، ومعها إسرائيل، تتعامل مع الدول والشعوب والمنظمات بناءً على مصالحها فقط، بعيدًا عن أي قيم أو مبادئ.
وأشار أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها فوق كل المعايير، حيث ترى أنها تمتلك القدرة على تحديد قواعد العالم وفقاً لرؤيتها الخاصة.
وفي ما يتعلق بتقسيم سوريا، أكد جرادات أن الأمر لا يزال بعيداً عن التحقق وليس بالسهولة المتوقعة .
وأضاف إن إسرائيل، منذ فترة طويلة، تعمل على فكرة تقسيم سوريا وتسعى لإقامة “إقليم مكمل للجولان” يمتد نحو جبل العرب، ليكون دولة أو دويلة موالية لها. كما أشار إلى أن إسرائيل تهدف إلى فصل لبنان جغرافيًا عن سوريا من خلال إنشاء شريط عازل.
وفي السياق ذاته، أوضح جرادات أن تركيا تسعى لتحقيق أطماع إقليمية كبرى، مثل السيطرة على منطقة حلب والتوسع الإقليمي، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدي إلى تغييرات في موازين القوى الإقليمية.
من جانبٍ أخر كشف جرادات أنّ التغيير الجيوسياسي في المنطقة يبدأ من سوريا.
منوهاً “لا يمكن النّظر الى أحداث سوريا ضمن معادلة الشّأن الدّاخلي”، مشيرة إلى أن استهداف سوريا يأتي ضمن إعادة ترتيب المنطقة من جديد.
وأضاف: “هذا التحرّك الذي يديره الإسرائيلي والأمريكي وعلى رأسهم التّركي سيكون له تبعات كبيرة على شكل المنطقة وملامحها، وبالتالي على شكل الصّراع الإسرائيلي الفلسطيني ومكانة المقاومة”.
وأفاد بأن الخروج السريع مع من سوريا قد يكون لمحاولة ترتيب الامور لدى ايران وروسيا قبل وصول ترامب.
وأوضح أن رئيس الوزراء ووزرائه عبارة هم عبارة عن صورة وموظفين ولا يشكلون أي خطر على مستقبل سوريا، مشيراً ان النظام يتثمل في بشار والجهازالأمني.
وأورد بأن رئيس الوزراء قد يصبح رئيسا مؤقتا لسوريا، وتشكيل حكومة مؤقتة إلى حين اجراء انتخابات عامة لمجلس الشعب ورئيس الجمهورية، مبيناً أن عدم نقل السلطة بشكل سلس قد يقود سوريا إلى حرب أهلية.
ولفت إلى أن الاردن يريد أن تكون سوريا مستقرة وبعيدة عن المشاكل، مبيناً أن سوريا كانت مرهقة للأردن من خلال تهريب المخدرات.
وتابع: “ما يهم الأردن هو الدولة السورية والحفاظ عليها، لأن مصلحة الأردن وجود دولة قوية في الجوار تسهم في ضبط الحدود وتمنع أي انفلات”.
وأوضح ، إن سرعة سيطرة المعارضة مؤشر على أن النظام السياسي في سوريا كان متهالكا سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وأضاف أن النظام السوري كان سيسقط منذ عام 2014، ولا تدخل روسيا وغيران وحزب الله.
وتابع: “من أهم عوامل سرعة سقوط بشار، هو توحيد صفوف المعارضة، وانشقاق قيادات من النظام السوري، واغتيال اسرائيل لعدد كبير من قيادات حزب الله، والظروف التي تعانيها إيران وروسيا”.
واشار إلى أن الوعي السياسي لدى قيادات المعارضة السورية ساهم في الحفاظ على أمن واستقرار سوريا، ومنع الفوضى والاقتتال داخل سوريا بعد سقوط الأسد.
واورد بأن أمريكا واسرائيل لن تقفا مكتوفتا الايدي تجاه تشكيل أي حكومة سورية، قد تشكل خطرا على مصالحهما.