شارع الصحافة.. التعاطف مع الطوفان
حازم الخالدي
عاد الناس إلى شاشات المحطات الفضائية ليتابعوا نشرات الأخبار ، إنها حرب حقيقية ، هكذا اعترف الاحتلال الذي لم يكن مستعدا لمجرياتها، ولم يتوقع نتائجها ، فلم تخسر “إسرائيل”، بمثل هذه الأعداد وخاصة في أولى أيام الحروب،فكانت “إسرائيل” تنظر إلينا (العرب) باستخفاف، وتقلل من قدراتنا على المواجهة وكأنها عندما تدخل حربا كأنها في نزهة .
هذه الحرب بكل تفاصيلها وتنفيذها ومهماتها الحرفية وما أحدثته من خسائر غيرت كل أوجه الحروب ، فهي (طوفان)، ستغير طبيعة الصراع بيننا وبينهم، الصورة اختلفت ؛ كم كانت صورتنا مؤلمة في السابق بعد أن عشنا هزائم متوالية ، لذلك كلنا متعطشون للفرح، لأن كل ويلاتنا ومصائبنا ومعاناتنا في العالم هي منهم ومن صناعة الغرب الذي لم يتوقف دعمه لهذا الكيان.
البعض يقول إن هذه العملية لم تكن موفقة ، فإسرائيل حصلت على تعاطف دولي غير مسبوق، بعد أن ظهرت مهزومة منكسرة ، قادتها في قبضة المقاومة ، وفي مشاهد غير مألوفة، بينما الفلسطينيون أو العرب فلن يكسبوا أي تعاطف دولي .
وأنا أسال هؤلاء، منذ متى تعاطف معنا الغرب ، فاسرائيل هذا الوحش الذي ظل يطلق يده للبطش بالفلسطينيين والعرب، كانت هذه اليد تُغذى بالأسلحة بمختلف أنواعها وتمارس القتل والتشريد والتدمير ضد شعب أعزل
لا ناقة له ولا جمل ، وظلت “إسرائيل” منذ أكثر من 75 عاما وما تزال تمارس البطش والعنصرية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ولا تعترف بكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، وترفض كل اتفاقيات السلام بما في ذلك حق الدولتين ، كل ذلك ولم نشهد أي تعاطف عالمي مع القضية الفلسطينية ، لا بل أن الغرب الذي يعرف جيدا حقيقة الصراع وهو الذي زرع هذا المحتل في المنطقة وبقي تحت رعايته، يتناقض مع نفسه وليس لديه جدية بحل هذا الصراع ، لاسباب عديدة وأهمها ما يتعلق بالتخلص من مشكلة اليهود في أوروبا.
لا أستطيع أن أفهم هذا العالم،الذي يتعاطف مع الاسرائليين لمجرد ظهور مجندات في مشاهد لم يتحملوها من قبل ، فيما لم يتعاطف مع شعب شرد من أرضه وظل على مدى سنوات يعاني من الحروب والبطش والقتل ويطالب بحقوقه المشروعة ، هذا الغرب يثبت أنه يمارس العنصرية وما يزال يكيل بمكيالين.