صدى الشعب – سامي القاضي
بهدف الوقوف على احتياجات محافظة معان، افتتح التدريب المهني بالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال، مركز التميّز للطاقة والذي يأتي استكمالًا لاتفاقية التعاون التي عقدت بينهما.
وجاء افتتاح هذا المشغل داخل حرم الجامعة للتدريب في مجال الطاقة المتجددة، وقد وفرت الجامعة المكان المناسب والملائم له، وقامت بتركيب وتشغيل التجهيزات والمعدات التدريبية التي وفرتها مؤسسة التدريب المهني.
وستقوم المؤسسة باستخدام المشغل لأغراض تنفيذ برامج تدريبية للفئات المستهدفة من خلال البرامج التدريبية المتوفرة والمعتمدة لديها مع الإشراف على تنفيذ العملية التدريبية والمشاركة في تنفيذ الاختبارات النظرية والعملية ومنح الشهادات للخريجين مع إتاحة الفرصة للمرشحين من الجامعة للاشتراك بالدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات التي يعقدها.
وفي السيّاق نفسه، عقد مدير عام مؤسسة التدريب المهني وفريق عمل المؤسسة، جلسة حوارية موسعة في جامعةِ الحسين بن طلال بحضور رئيس الجامعة الدكتور عاطف الخرابشة، وعدد من النواب، ورؤساء البلديات، ورئيس المنطقة التنموية، ورئيس وأعضاء اللجان اللامركزية، ومستثمري منطقة معان، ومؤسسات المجتمع المدني وخريجي الجامعات.
وقال رئيس جامعة الحسين بن طلال، الدكتور عاطف الخرابشة، إنَّ الأساس في أحداث التنمية هو التشارك البناء بين القطاعين العام والخاص، والجامعات والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والعمل المشترك لبناء رؤية تنموية قابلة للتنفيذ.
وأضاف الخرابشة، أنّ “واليوم وفي إطار التوجيهات الملكية السامية وتحقيقا لدور الجامعة في خدمة المجتمع المحلي يأتي هذا اللقاء الحواري مع مؤسسة وطنية رائدة، تقدم خدماتها التدريبة في كافة أرجاء الوطن”.
وتابع أنَّه يقع علينا جميعًا اليوم تكثيف الجهود لسدّ احتياجات السوق للأيدي الماهرة إلى جانبِ أهمية إصلاح التعليم وتعزيز خطة وزارة التربية في التوجهِ للتعليم المهني”.
ومن جهةٍ أخرى، استعراض مدير عام مؤسسة التدريب المهني المهندس أحمد الغرايبة، الخطة الاستراتيجية لمؤسسة التدريب المهني للأعوام 2022-2025، مضيفًا أنَّ مؤسسة التدريب المهني تعَّد حاضنة التدريب الأولى في الوطن.
وأضاف الغرايبة أنَّ المؤسسة وضعت خطة استراتيجية وفقًا لتوجيهات جلالة الملك عبد اللّه الثاني المعظم في “ضرورة استمرارية تطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني، وتزويد الشباب بالمهارات المطلوبة لتلبية متطلبات سوق العمل المحلي والدولي”.
وأكد أنَّ المؤسسة تعمل وفق رؤية جديدة بدعم ومتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي وإنترنت الأشياء وتوظيف الذكاء الاصطناعي بالعملية التدريبية.
أضافة إلى ذلك، أشار إلى أنَّ المؤسسة تقوم بتطوير برامجها التدريبية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل والتطور التكنولوجي المتسارع وتخصصات المستقبل، وفق خمسة محاور استراتيجية تسعى من خلالها المساهمة في رفع نسبة الالتحاق بالتدريب المهني بالمملكة من قرابة 13% في العام الحالي إلى 20 %في العام المقبل وصولا إلى 50% فأكثر خلال السنوات المقبلة كما مخطط له في خطة تحديث القطاع العام للعام 2033″.
وتناول محاور الخطة بمحاورها الخمس، مؤكدًا أنَّ التدريب المهني يقوم بتصميم وتطوير برامج تدريبية تتضمن مهارات المستقبل بشراكة مع القطاع الخاص، وتحديد مهارات المستقبل المطلوبة في سوق العمل ، ومنها التدريب على تقنيات الطائرات المسيرة (درونز) والتدريب عبر الواقع الافتراضي (VR)، والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا أشباه الموصلات، والمهارات الخضراء التي تساهم في الحفاظ على البيئة ومنها إدارة النفايات، إدارة المياه، وتقليل التلوث، الطاقة المتجددة، إضافة إلى المهارات التي تحافظ على التغير المناخي والبيئة وارتباطها في التكنولوجيا الحديثة، وتسعى المؤسسة لتعزيز شراكتها مع جميع الجهات المانحة لتطوير المنظومة التدريبية وتوفير الفرص النوعية للشباب الأردني الطموح في كافة المحافظات.
وبينَّ أنَّ المؤسسة تطرح أكثر من 120 برنامجًا تدريبيًا معتمدًا من هيئة تنمية وتطوير المهارات، مشيرًا إلى أنَّ المؤسسة تتوجه نحو تحقيق الشراكة الحقيقية مع الجامعات بهدف تدريب طلابها على مهارات نوعية، وكذلك حصول خريجي المؤسسة على شهادات معتمدة من الجامعات في تخصصات فنية تساعدهم في إكمال تعليمهم الأكاديمي في المستقبل خاصة مع فتح مسارات التعليم ما بعد التدريب.
وأشار إلى أنَّ العمل جارٍ حاليًا على صياغةِ وتعديل البرامج التدريبية وتنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، عبر تدريب منتهي بالتشغيل في عدة قطاعات.
وذكر أنَّ المؤسسة تعمل على استحداث مراكز تميز بالشراكة مع القطاع الخاص والجامعات الحكومية والخاصة وجهات مانحة ومنظمات دولية لتوفير خدمات تدريبية نوعية للشباب في المحافظات، ومنها مركز الطاقة الذي تم افتتاحه اليوم بالتعاون مع جامعة الحسين بن طلال.
وشهد اللقاء حوارًا مثمرًا حوّل برامج وخطط مؤسسة التدريب المهني وسبل تطويرها لتأخذ دورها في تأهيل الشباب الاردني لدخول سوق العمل والمساهمة في بناء الوطن، والوقوف على احتياجات المحافظة.
وتحدث مساعد مدير عام المؤسسة للتدريب، المهندس إبراهيم الطراونة عن أهمية دعم مجالس المحافظات، وتعاون الجامعات والقطاع الخاص مع المؤسسة لتقوم بدورها المحوري والتنموي الشامل.
واضاف الطراونة بأنَّ لدى المؤسسة برامج متميزة ومنها البرنامج الزراعي والمشروع السياحي بالتعاون مع وزارتي الزراعة والسياحية وإمكانية إشراك المحافظة في البرنامجين.
ودعا شباب وشابات محافظة معان التوجه للالتحاق بمعاهد مؤسسة التدريب المهني بهدف تزويدهم بالمهارات وتدريبهم وتأهيلهم وفق احتياجات ومتطلبات سوق العمل.
ومن جهة أخرى، أكد الحضور أنَّ الهدف من هذه اللقاءات الاطلاع على الخطط المستقبلية لمؤسسة التدريب المهني، ومن أبرزها استحداث مشاغل جديدة وفق متطلبات سوق العمل في المحافظة والتعاون مع البلديات ومراكز الشباب في تقديم خدمة التدريب المتنقلة وخاصة في المناطق النائية في المحافظة.
كما أعرب عدد من الحضور عن إعجابهم بالمستوى المتميز الذي وصلت اليه معاهد التدريب المهني في المحافظة داعين في الوقت نفسه الى ضرورة الوصول الى جميع مناطق المحافظة وخاصة النائية منها وتقديم كافة أشكال التدريب والتأهيل لشباب وشابات المحافظة.