صدى الشعب – كتب عاهد أبو ذويب
يحتفي الأردنيون في التاسع من حزيران من كل عام بذكرى عيد الجلوس الملكي، المناسبة الوطنية التي تُمثّل يوم تولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية. مناسبة تحمل في طياتها رمزية الاستمرارية والوفاء، وتجسد مسيرة بناء وازدهار شهدها الأردن في عهد جلالة الملك، وتُعد فرصة لتجديد العهد والولاء للوطن وقيادته.
ولأن مسيرة الأردن ارتبطت بمحطات فاصلة رسمت ملامحه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، نستعرض في هذا المقال أبرز المحطات التي طبعت ذكرى عيد الجلوس الملكي، وأثرها في المشهد الوطني.
المحطة الأولى: تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية
في 9 حزيران 1999، وقف جلالة الملك عبد الله الثاني أمام مجلس الأمة، ليؤدي القسم الدستوري ملكًا للمملكة الأردنية الهاشمية، خلفًا لوالده المغفور له الملك الحسين بن طلال.
تلك اللحظة لم تكن مجرد انتقال للسلطة، بل بداية مرحلة جديدة في تاريخ الأردن، استمرت فيها مسيرة البناء على إرث الهاشميين، وتعزز فيها نهج الدولة الحديثة القائمة على القانون والمؤسسات.
المحطة الثانية: ترسيخ دولة المؤسسات
منذ اللحظة الأولى لتوليه العرش، وضع جلالة الملك عبد الله الثاني في مقدمة أولوياته بناء دولة المؤسسات، وتعزيز مبدأ سيادة القانون، باعتباره الركيزة الأساسية لاستقرار الدولة وضمان حقوق المواطنين.
شهدت السنوات التالية سلسلة من الإصلاحات الدستورية والإدارية، هدفت إلى تحديث التشريعات، وتمكين السلطة القضائية، وتعزيز استقلالية السلطات الثلاث.
المحطة الثالثة: النهوض بالاقتصاد الوطني
أدرك جلالة الملك مبكرًا أن قوة الدولة تقاس بقدرتها الاقتصادية، فأطلق برامج وخطط تنموية متعاقبة ركزت على جذب الاستثمار، تطوير البنية التحتية، وتحفيز ريادة الأعمال.
كما دعم مشاريع الطاقة المتجددة والمبادرات الشبابية، إيمانًا بدور الشباب في قيادة الاقتصاد المستقبلي، وضرورة مواجهة التحديات الإقليمية بحلول وطنية مبتكرة.
المحطة الرابعة: الدور الإقليمي والدولي
لم ينفصل الدور الأردني الخارجي عن مناسبة عيد الجلوس الملكي، إذ عزز جلالة الملك حضور الأردن إقليميًا وعالميًا، بصفته صوت الاعتدال والحكمة.
دافع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وواصل تأكيد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. كما ساهم الأردن في مبادرات دولية إنسانية، وجولات دبلوماسية عززت من مكانة المملكة على خارطة السياسة العالمية.
المحطة الخامسة: التنمية البشرية والتعليم
آمن جلالة الملك عبد الله الثاني أن الإنسان هو رأس المال الأهم في الدولة، فكان محور السياسات الوطنية يرتكز على تطوير التعليم، دعم الشباب، وتمكين المرأة.
أُطلقت استراتيجيات وطنية لتطوير المناهج، وتحفيز الإبداع والبحث العلمي، وتوفير بيئة حاضنة للمواهب الأردنية في مختلف القطاعات.
المحطة السادسة: تعزيز التلاحم الشعبي
في كل عام، تتجدد مشاعر الولاء والانتماء في قلوب الأردنيين مع ذكرى عيد الجلوس الملكي، إذ تشهد المدن والقرى والبوادي الأردنية فعاليات واحتفالات وطنية، تؤكد خصوصية العلاقة بين القيادة والشعب.
ويبرز في هذه المحطة عمق الروابط الوطنية التي تجمع الأردنيين، وتوحّدهم حول قيادتهم وراية وطنهم.
ختامًا
إن عيد الجلوس الملكي ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو محطة وطنية تعيد للأذهان مسيرة وطن كتب تاريخه بتضحيات أبنائه، وحكمة قيادته الهاشمية.
ومع كل محطة من هذه المحطات، يثبت الأردن قدرته على التقدم والتطور، رغم التحديات، مؤكدًا أن مسيرة العطاء والإنجاز مستمرة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وبسواعد الأردنيين الأوفياء.