صدى الشعب – كتب د.عبدالله الزعبي
في الغد القريب، يترقّب عشاق كرة القدم العربية واحدة من أقوى المواجهات الكروية بين منتخب النشامى الأردني ومنتخب أسود الرافدين العراقي، في مشهد رياضي ينتظره الملايين، لا كمجرد مباراة، بل كعرس عربي يُجسّد التنافس الشريف، ويُظهر أجمل ما في الرياضة من روح، وأرقى ما في الشعوب من أخلاق.
منتخبنا الوطني، معروف بروحه الأصيلة ومحبة أشقائه.
ونحن في الأردن، شعبًا وقيادة، نعلم جيدًا أن الرد لا يكون بالمثل، بل بالأفضل. نردّ بالتحضّر، بالتسامح، وبالخلق الرفيع الذي لطالما ميّز الأردني في كل الميادين. فمنتخب النشامى لم يكن يوماً وليد حظ، بل ثمرة جهد طويل، وعمل متواصل، وعزيمة رجال آمنوا بأن لا مستحيل مع الإصرار.
نحن لا ننظر للمباراة كصراع، بل كرسالة. رسالة بأن الرياضة تجمع، ولا تفرّق. تُقرّب الشعوب، وتُحيي الروح الطيبة، وتُذكّرنا بأن ما يجمعنا من تاريخ ومحبة وأصالة، أكبر بكثير من أي نتيجة.
الأردن، كما عرفه الجميع، كان وسيبقى البيت العربي المفتوح. حضن لكل شقيق، وأمان لكل ضيف، وخصوصًا لأشقائنا العراقيين الذين نكنّ لهم كل الاحترام والمودة. وإننا نرحب بهم في مدرجاتنا، في شوارعنا، وفي قلوبنا، كما يليق بالأشقاء الذين يربطنا بهم أكثر مما يفرقنا.
إلى جمهورنا الأردني الوفي… لنعبر عن تشجيعنا بأعلى صوت، ولكن بأرقى أسلوب. لنكن كما عهدنا العالم، جمهورًا مثقفًا، حضاريًا، نرتقي بالروح الرياضية ونرد الإساءة بالمحبة، والتعصب بالتسامح، والتجريح بالابتسامة.
وفي النهاية، ستنتهي المباراة بنتيجة، لكن الأخوة بيننا لن تنتهي أبدًا.
عاش الأردن… وعاش العراق… ولتبقَ الرياضة رسالة محبة وسلام