بقلم. رئيس مجلس النواب.أحمد الصفدي
تحل اليوم ذكرى عزيزة وغالية على قلوب الأردنيين جميعاً، حيث اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، وجلوس جلالته على العرش، ومع ربع قرن من مسيرة العطاء والإنجاز، يواصل الأردن تراكمية البناء والتطوير والتحديث، وطناً يقوده ملك حكيم، ومن خلفه جيش وأجهزة باسلة، وشعب عظيم، أحب الهاشميين وكان الإخلاص والوفاء عنواناً لهذه المسيرة التي نفاخر بها الأوطان.
إن الحديث عن مسيرة ربع قرن من العهد الميمون لجلالة الملك عبد الله الثاني، يبعث في نفوس الأردنيين على الفخر والاعتزاز، كيف لا؛ وقد شهد الوطن منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، تطوراً كبيراً في شتى المجالات، تجلت اليوم بمشروع وطني كبير يشمل المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية من أجل تحقيق تنمية شاملة وتوسيع قاعد المشاركة الشعبية في صناعة القرار، يلمس معها المواطن تحسناً وتطوراً في شتى الميادين، وهي الغاية الأساس التي يسعى إليها مولاي المعظم، حيث يتوجب على الجميع التسابق في خدمة المواطن وتحقيق تطلعاته ورغباته.
وقد شهدت مسيرتنا الديمقراطية في عهد جلالة الملك المفدى، خطوات مهمة على طريق تهيئة البيئة التشريعية والسياسية الضامنة لدور الشباب والمرأة في الحياة العامة وضمان تمثيل الأحزاب، من أجل الوصول لبرلمانات برامجية، حيث يكون التحديث والتطوير كما يؤكد جلالة الملك من سمات الدول والشعوب الحية، ولذا كان جلالته يطلق مع باكورة المئوية الثانية للدولة مشروعاً كبيراً، نقف اليوم على أعتاب جني ثماره في المسارات كافة.
وعلى العهد مع أبناء أمتنا بقي جلالة الملك عبد الله الثاني، ثابت الموقف، قوي الإرادة والعزيمة، غير مكترث بضغوطات وتحديات، حاملاً لراية الدفاع عن فلسطين، وصياً أميناً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، معلياً على الدوام من صوت الحكمة وتدعيم مساحات تحقيق أمن واستقرار المنطقة والدعوة إلى تغليب لغة الحوار في الأزمات، ما أكسب الأردن ثقة وتقدير واحترام الأسرة الدولية.
لقد بقي صوت الأردن مسموعاً في مختلف مراكز القرار الدولي، وأسهمت مواقف جلالة الملك بمواجهة الحرب الغاشمة على أهلنا في فلسطين، بتحشيد رأي دولي مساند لعدالة الحق الفلسطيني، مثلما كان جلالته يشارك بعليات إنزال جوية إغاثية، وعلى ذات طريق الحق كانت جلالة الملكة رانيا العبد الله تقدم مضامين مهمة أسهمت في تغيير الرأي العام الدولي إزاء ما يجري بحق أهلنا في فلسطين من دمار ومجازر، وكذلك شارك سيدي سمو الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد، وسمو الأميرة سلمى بنت عبد الله مع نشامى صقور سلاح الجو الملكي بعمليات إنزال جوية إغاثية في جهد يتراكم مع عظيم المبذول من تضحيات لنشامى المستشفيات الميدانية.
وحيث كانت السنوات الــ 25 الماضية، عاصفة بالأحداث والتقلبات في المنطقة، وجابتها رياح العنف والتوتر، إلا أن الأردن بفضل الله، وبحكمة مولاي المفدى ووعي أبناء شعبنا، تجاوز أعتى الظروف، فقدم نموذجاً عز نظيره، كان عنوانه التلاحم في جبهة أردنية قوية متماسكة، لا تخترقها أصوات اليأس والتشكيك، بل كانت الثقة والعزيمة والمحبة والوفاء والإخلاص ميزة هذا الحمى، فتبادل الأردنيون مع قيادتهم، أنبل صور الوفاء، لتتجسد مسيرة قائد ملهم مع شعب وفيّ، ليغدو الوطن في طليعة نماذج الدول المستقرة والآمنة والمزدهرة في محيطه، رغم تعاظم الكروب وتراكم التحديات الاقتصادية وتنامي موجات اللجوء وما فرضته من أعباء على مواردنا وموازنتنا.
ولا يسعنى في الختام إلا أن أفاخر بصورة التلاحم لموقفنا الرسمي والشعبي في مختلف الظروف، داعياً العلي القدير أن يحفظ بعين رعايته سيد البلاد المفدى وولي عهده الأمين، وأبناء شعبنا العظيم، وأن نبقى موحدين في جبهة متماسكة، وأن يحفظ أسود وصقور الجيش العربي، ورجال المجد فرسان الحق في جهاز المخابرات العامة، والعيون الساهرة في جهاز الأمن العام.