صدى الشعب – وكالات
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها في واشنطن جوليان بورغر، قال فيه إن الرئيس جو بايدن يحاول حشد إدارته وراء سياسته تجاه إسرائيل، وهي محاولة تحتاج لقوة. فقرار تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل هي رسالة لنتنياهو أن “الكلب الأمريكي بدأ يستعيد السيطرة على ذنبه”، وهي رسالة من بايدن إلى نتنياهو بأن الولايات المتحدة ليست مستعدة لأن تظل الكلب الذي يهز ذيله، بحسب الكاتب.
وقام تحدي نتنياهو للتحذيرات الأمريكية بعدم اجتياح رفح على فرضية أن الحد من إمدادات السلاح الأمريكية سيضر سياسيا ببايدن أكثر منه، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحدث الفوضى في المعسكر الديمقراطي في عام انتخابي حساس.
قرار تعليق إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل هي رسالة لنتنياهو أن الكلب الأمريكي بدأ يستعيد السيطرة على ذنبه
ويحاول البيت الأبيض قلب هذه الفرضية رأسا على عقب. ويقول الكاتب إنه يُحظر على مسؤولي الإدارة الأمريكية استخدام كلمة “أحمر” و”خط” في نفس الجملة، نظرا لعدم وفاء الرئيس باراك أوباما بتهديده للنظام السوري بعدم استخدام السلاح الكيماوي، وأنه “خط أحمر” ما يعني تدخلا أمريكيا. وبالنسبة لبايدن، فهو يواجه مسارا حرجا، خط أحمر في كل شيء.
ولم يخفِ قادة الإدارة الأمريكية أن تعليق شحنة القنابل بزنة 2,000- 5,000 رطل ناجم عن مشكلة لوجيستية. كما أخبر المسؤولون الأمريكيون الصحافيين سابقا، وقام وزير الدفاع لويد أوستن بالتأكيد عليه في مجلس الشيوخ، موضحا أن هناك إمكانية أن تواجه شحنات أسلحة بعض التأخير.
ويتحدث المسؤولون الأمريكيون عن نقطة ارتكاز في العلاقات، وستكون الشحنات التي تم تأخيرها هي أول مظهر لها بناء على تصرفات إسرائيل في رفح. ولا يحتاج الجيش الإسرائيلي لهذه القنابل لغزو رفح، فلديه ما يكفي من الذخيرة لتحويل المدينة إلى أنقاض، وفق تعبير الكاتب. وعليه فتحرك بايدن هو رمزي ولكنه مهم؛ لأن تحركات كهذه موجهة ضد إسرائيل تظل نادرة. وكان آخر رئيس أمريكي يمنع شحنات أسلحة هو رونالد ريغان.
وصبّ المسؤولون الإسرائيليون جام غضبهم على الإدارة الأمريكية من خلال المكالمات الهاتفية خلال الأيام الماضية، وسيحاول حلفاء إسرائيل الجمهوريون تصوير إدارة بايدن بأنها تركت إسرائيل بشكل “أعزل” من السلاح. وكان السناتور الجمهوري، ليندزي غراهام، أول من رمى الاتهامات حيث قال: “هذا فحش، هذا غريب”، وأضاف في بيان: “أعطوا إسرائيل ما تريده للحرب التي لا تستطيع تحمل خسارتها”.
وقال المسؤولون الإسرائيليون موقع “أكسيوس” الذي نشر الأخبار عن تعليق الشحنة العسكرية أولا، إن قرار الرئيس قد يخرّب مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في القاهرة. وردّ المسؤولون الأمريكيون على الاتهامات، حيث ركّزوا ضغطهم على إسرائيل، منذ قبول حركة حماس شروط الهدنة يوم الإثنين.
فتعليق السلاح والتهديد بتحركات جديدة، قد يدفع الإسرائيليين للتنازل، ويعطي حماس الثقة بتحول وقف إطلاق النار إلى خطة سلام، وهو أمر لم يكن واضحا طوال الأسابيع الماضية من المفاوضات حول الاتفاق.
ومع أن مقامرة بايدن قد تطيل محادثات السلام، إلا أن مسؤولي الإدارة الأمريكية يرون أن هذا ثمن يجب دفعه، لأن التداعيات الإنسانية لغزو رفح ستكون كارثية على أكثر من مليون نسمة لجأوا إلى المدينة.
وأكدت إدارة بايدن أن قرار تأخير شحنة الأسلحة متعلق بالسياسة وليس قرارا قانونيا، مع أن إسقاط قنبلة زنتها 2,000 رطل من النوع في الشحنة المؤجلة، يعتبر بالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان، دليلا واضحا على جرائم الحرب.
ويحاول الجيش الأمريكي تجنب وضع سوابق عامة بشأن تقييد طريقة استخدام الأسلحة في ترسانته. ولهذا يتوقع المسؤولون الأمريكيون ألا يصدر التقرير المتوقع من وزارة الخارجية بشأن التزام إسرائيل بالقانون الأمريكي والدولي أحكاما حاسمة.
ويقول الكاتب إن السياسة بشأن تزويد إسرائيل بالسلاح هي من واجب الرئيس. وهذا التوقف في شحن القنابل إليها خطوة واحدة في طريق إعادة ضبط العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية. وسيردّ نتنياهو وحلفاؤه، وسيحاولون ردع الرئيس عن اتخاذ قرارات مماثلة، وهو ما يحتاج إلى قوة. فالكلب الأمريكي بدأ باستعادة السيطرة على ذنبه، ولا توجد ضمانات بأن المحاولة ستنجح.