صدى الشعب -كتب راكان الخريشا
نعيش في وطن ننعم فيه بنعمة الأمن والأمان، وهي نعمة لا تأتي من فراغ، بل تُصنع بعيون ساهرة وسواعد قوية، هم رجال الأمن العام، الذين يبذلون الغالي والنفيس ليبقى الأردن واحة مستقرة في محيط مضطرب.
كرامة وهيبة وسلامة رجل الأمن العام، ليست مجرد شعارات، بل هي انعكاس حقيقي لكرامة كل أردني وأردنية، فهم حماة الوطن، وصمّام الأمان الذي نحتمي به في لحظات الشدة، وهم العنوان الأول للطمأنينة في الشارع والمدرسة والبيت، ومن المؤسف أن يصل بنا الحال لنرى من يتجاوز حدود الأدب واللياقة، ويطاول على رجال الأمن الذين يتحلون بأخلاق عالية، وصبر كبير، وانضباط نادر.
فحين تدفع بعض التصرفات الطائشة أصحابها للتطاول على من يحمونهم، فإنها لا تعكس إلا خللاً في التربية وضعفاً في الحس الوطني، وتستحق وقفة حازمة ومحاسبة عادلة، ولولا رجل الأمن، لما استطاعت من تسيء أن ترفع صوتها، أو أن تعبّر عن غضبها، أو حتى أن تتنقّل بأمان في شوارع الوطن.
فقد بلغ الأمر ببعضهن إلى اتهام رجال الأمن العام، بل والدولة بأكملها، باتهامات لا تليق، وصلت حدّ وصفهم بالصهاينة، وهذا تجنٍ سافر وسقوط أخلاقي كبير.يا أنتِ، حين قُلتِ ما قلتِ، لم تُسقطي هيبة رجل الأمن، بل أسقطتِ نفسكِ أمام صبرهم واحتمالهم وسمو أخلاقهم، فأن تُقابل الإساءة بالحِلم، وأن يُردّ على التطاول بالحكمة، هو دليل قوة لا ضعف، ورجولة لا يُجاريها أحد.
نقولها بكل فخر: نحن فخورون برجال أمننا، فخورون بانضباطهم، بتضحياتهم، بحبهم للوطن، بتفانيهم في أداء الواجب، فأنتم يا رجال الأمن، لستم فقط درع الوطن، بل أنتم تاج على رؤوسنا، وسندنا في كل الظروف.
فإلى كل من تُسوّل له نفسه التطاول على رجال الأمن العام، نقول: أنتم تمسون بهيبة الدولة، وتطعنون في صميم كرامتنا، ولن نقبل أن يتحول الحِلم الذي يتحلى به رجال الأمن إلى ضعف، أو أن يُساء فهم صبرهم.
تحية فخر واعتزاز لكل رجل أمن، أنتم محل تقدير وامتنان، واليوم، وغداً، ودائماً، سنبقى نقول: كرامتكم من كرامتنا، وهيبتكم من هيبة الوطن.





