صدى الشعب – كتب عبدالرحمن البلاونه
حب الوطن فرض علينا وواجب، وهو من الايمان، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، فقد علمنا عليه الصلاة والسلام أروع المواقف في حب الوطن، عندما قال بحق موطنه مكة المكرمة، عندما أخرجوه منها، ” إنكِ أحب أرض الله إلى الله، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت “
فلا يمكن لأحد أن يعرف قيمة الشيء إلا بعد فقده، من هنا يجب علينا أن نعرف قيمة وطننا، ونحافظ على أمنه واستقراره، وأن لا ننساق خلف ضعاف النفوس الذين يقتنصون الفرصة لبث سمومهم، ويبثون بذور الفتنة والفرقة، ويسعون لتنفيذ أجندات قذرة تستهدف الوطن، وأخذ العبر مما حصل في العديد من البلدان المجاورة، التي عمل أبناءها على دمارها، وفقدوا الأمن والأمان، وتشردوا هنا وهناك.
أن ما هو مهم في هذا الشأن، أن الأردن قوي بشعبه وجيشه وأجهزته الأمنية وقيادته الهاشمية الحكيمة، وسيقفون جميعا بالمرصاد صفاً واحداً، لكل من تسول له نفسه العبث والإساءة لهذا الوطن الذي فتح ذراعيه لجميع من لجأوا اليه، ولم يتوانى في يوم من الأيام عن نصرة أشقائه، واحتضانهم رغم شح موارده ومحدوديتها، ومواقفه مشرفة ولا يمكن نكرانها، ولا ينكرها إلا جاحد.
أما بالنسبة لمواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، فلا يمكن لأحد المزاودة على مواقف المملكة، قيادة وحكومة، وشعبًا، فقد سعى جلالة الملك ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية، لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وقد ظهر ذلك جليا بجميع خطابات جلالته، وفي جميع المحافل الدولية والإقليمية والمحلية.
وما ظهر مؤخرا من اساءات للدولة الأردنية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في المسيرات والاعتصامات التي كفلها الدستور وأعطى الحق للمواطنين للتعبير عن مواقفهم تجاه القضايا الوطنية بطرق سلمية، فهو غير مقبول، ومرفوض جملة وتفصيلا.
فمن الظلم تحميل المملكة فوق طاقتها، ومن المعيب ان تكال التهم لنشامى الوطن، وهم يحرسون حدوده، ويصلون الليل بالنهار لننعم بالأمن والأمان، وننام نحن وأطفالنا الليل الطويل قريرين الأعين.
فجميع من يسكنون على ثرى الأردن الطهور يرفضون العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ويقفون ضده، فمملكتنا الأبية هي أول الدول التي قدمت الدعم والمساعدات للأشقاء في غزة، وسيرت قوافل الإغاثة لكسر الحصار المفروض عليها، وجلالة الملك شارك بنفسة بالإنزالات الجوية، رغم خطورة ذلك، ولم يدخر جهدا وفي جميع المحافل لوقف هذه المجازر، بحق الأطفال الأبرياء، والنساء والشيوخ.
فما يحدث في غزة ليس مسؤولية الأردن وحدها، بل مسؤولية الأمتين العربية والإسلامية، والعالم بأسره، ورغم ذلك لم تتردد أو تتقاعص في تقديم العون ومساعدة الأشقاء ضمن الإمكانات المتاحة، ومن هنا يجب علينا أن نحافظ على وطننا أمناً مستقرًا، وعلاقة الأردن بفلسطين كعلاقة الروح بالجسد، والنبض بالقلب، ولن يفلح المتربصون بمساعيهم، وسيردون على أعقابهم خائبين مندحرين، حمى الله الوطن أرضاً وقيادة وشعبا من كل سوء، وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار.





