وصفت مديرة مدرسة راهبات الوردية في العقبة الاخت دميانا بدر الواقع الحالي في ظل جائحة كورونا المستجد وسلالاته ان الايام المقبلة ستكون قاسية وعصيبة اذ لم نعي اننا امام تحديات جمة وكبيرة،
واضافت بدر في مقال لها بعنوان ” ادارة أزمة ام ازمة إدارة” اننا تعبنا من الواقع المعاش، فوطني يئن من الفقر والجوع، ويئن من المرض، ويئن من التعب… وشبابنا مثقل من قلة العمل، وأبناؤنا سيصبحون جهالاً لقلة العلم، وشيوخنا أثقلهم المرض وأنهكت قواهم، وأمهاتنا يمتن باليوم ألف مرة لنبقى سالمين، عائلات مستورة تعيش على فتات من الخبز… ومؤسسات القطاع العام تدفع الضريبة صباح مساء، ومؤسسات القطاع الخاص حدث ولا حرج.
وتسألت بدر الى متى سنعي بأننا منزلقين في كل القطاعات التربوية والصحية والسياحية والمصرفية والصناعية والتجارية، والنقل… ويطول التعداد، إذا في الواقع نحن أمام تحدٍّ في كل القطاعات الخاصة بالدولة… وعليه، ستأتي أيام وستكون بالقاسية والعصيبة إذا لم نعِ حتى الآن أننا أمام تحديات جمة… فنحن لا نحتاج الآن إلا ” لإدارة الأزمة ” .
وتالياً نص مقال بدر … مَن سيكون ( آن مولكاي ) ويعيد السفينة مرة أخرى إلى حالة الطفـو، إلى سابق عهدها وتألقها وربما إلى أفضل مما كانت عليه ؟
يُحكى أن السيدة ( آن مولكاي ) Anne Mulcahy بأنها قد تسلمت منصب رئيسة تنفيذية لشركة (زيروكس) Xerox عام 2001 وتعد هذه الشركة من أكبر الشركات في العالم المتخصصة في مجال إدارة المستندات، والتي تصنع وتبيع عدد من طابعات الألوان (الأبيض، الأسود، الأنظمة المتعددة الوظائف وآلات التصوير الضوئي، بالإضافة إلى خدمات استشارية ذات العلاقة) ، وقد تم تعيينها بناء على ترشيح مجلس الإدارة آنذاك، وقد رافقها شعور غريب من نوعه فبدل أن تغمر السعادة حياتها، أصابها الخوف والرعب من تسلم المنصب الجديد، لا سيما وأنها على دراية تامة بأن شركة ( زيروكس) تمر بأسوأ حالاتها منذ أن تأسست عام 1906م.
Anne Mulcahy تعي تماماً معنى مؤسسة خاصة على حافة الانهيار، لا بل قد انهارت مبدئياً… كما أنها تعي تماماً التخبط الهائل في القرارات الإدارية التي كانت تولد صباحاً وتموت أو تتبدل ليلاً، وكانت تعرف حق المعرفة بأن المدير التنفيذي السابق لم يدم طويلاً في منصبه ولم يستقر أكثر من سنة، كما أن التصريحات حول الشركة كانت دائماً مغلوطة ولم تكن صحيحة (الكل خائف على منصبه في الشركة كما يقال)… وقد حققت الشركة خسائر جمّة في عام 2000 مقدارها مئتان وثلاثة وسبعون مليون دولارا، ومع بدء العام الجديد 2001 وصلت ديون شركة ( زيروكس) Xerox سبعة عشرة ملياراً من الدولار…
( آن مولكاي ) Anne Mulcahy وقفت حائرة ومكبلة أمام الخسائر التي وجدتها أمامها… وأمام انهيار المؤسسة التي ستكون رئيستها التنفيذية الآن… هل تتراجع عن رئاستها، أم تستمر؟ فكرت ملياً بالأمر، وصممت قبل اتخاذ أي قرار، قررت أن تركز فقط على هدف واحد وهو إنقاذ شركة ( زيروكس) Xerox من الافلاس، واستمرار الشركة وبقاء ديمومتها واسمها… مهما كانت الأسباب مؤلمة وثقيلة على موظفيها وعلى شركائها… بدأت باللقاءات الفردية خلال الثلاثة شهور الأولى من توليها المنصب في مختلف مراكز وفروع الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية وجميع أنحاء العالم، تستمع إلى شكاوى وملاحظات الموظفين الصغيرة قبل الكبيرة، بدأت تشرح لهم وضع الشركة المؤلم وبأنها ستبدأ بإتخاذ أكثر الاجراءات صرامة، حتى لو كانت مؤلمة على البعض منهم، بدأت باتخاذ القرارات أهمها:
• تقليل النفقات غير الأساسية بقيمة 1.9 مليارا من الدولار سنوياً.
• تقليل رواتب الموظفين التي تتجاوز رواتبهم عن 10000 دولار شهرياً.
• دمج الدوائر المتشابكة في العمل لتقليل نسبة أعداد الموظفين في الشركة.
• بيع الأصول غير المستعملة من سنوات في الشركة والتي كانت بقيمة 2.6 مليارا من الدولار لتقليل حجم الديون.
النتيجة كانت في عام 2003 أي بعد عامين من توليها المنصب أن بدأت الشركة تسترجع قواها، فقد حققت أرباحاً لا بأس بها قُدرت بـ 98 مليون دولاراً لا سيما بعد سنوات طويلة من تحقيق الخسائر…
كما قررت ( آن مولكاي ) Anne Mulcahy مع إدارتها بالانسحاب بشكل كامل من خطط التوسع العالمي في استثمار أموالها في اسواق جديدة حول العالم، لأنها على علم ويقين بأن منتجات زيروكس كانت جودتها وكفاءتها تتراجع أمام الشركات العالمية… وبدأت في خلق التكنولوجيا وفي ضخ الاستثمارات التي تفيد في البحث والتطوير لإنتاج منتجات وخدمات جديدة، تتناسب والتغيرات في السوق التنافسي التي تعتمد عليها في الأعوام المقبلة.
نحن الآن لا نحتاج لأشخاص يجلسون على كرسي فحسب… لا نحتاج إلى مسميات ومناصب، بل نحتاج إلى ” رُبان” يدير السفينة مرة أخرى إلى حالة الطفـو، وإعادتها إلى سابق عهدها وتألقها وربما إلى أفضل مما كانت عليه…. نستبشر بك خيراً ( دولة بشر الخصاونة وطاقمه الوزاري )… نسأل الله أن تكون ” أنت الربان ” الذي سيعيد أحلامنا الهادئة وآمالنا المفعمة واستقرارنا المؤسسي، وطموحنا الأردني إلى سفينة وطننا الحبيب…
فماذا لو أدرنا الأزمة بطريقة أفضل؟؟؟
ماذا لو ضحينا بمصالحنا الشخصية مقابل المصلحة العامة وهو ” الوطن والمواطن”؟
ماذا لو اهتز كرسينا ليستقر ” وطننا الحبيب ”
فإلى متى سنظل نسمع عبر إذعات المملكة بأن الوضع العام لجائحة كورونا مطمئناً، ونسمع في الوقت نفسه محطات تلفزيونية أخرى تشير إلى أن الأردن الأول عالمياً نسبة إلى عدد السكان مصاباً في جائحة كورونا…..؟!!
تعبنا من كثرة التصريحات، وتعبنا من الواقع المعاش، فوطني يئن من الفقر والجوع، ويئن من المرض، ويئن من التعب… وشبابنا مثقل من قلة العمل، وأبناؤنا سيصبحون جهالاً لقلة العلم، وشيوخنا أثقلهم المرض وأنهكت قواهم، وأمهاتنا يمتن باليوم ألف مرة لنبقى سالمين، عائلات مستورة تعيش على فتات من الخبز… ومؤسسات القطاع العام تدفع الضريبة صباح مساء، ومؤسسات القطاع الخاص حدث ولا حرج… السؤال: متى سنعي بأننا منزلقين في كل القطاعات التربوية والصحية والسياحية والمصرفية والصناعية والتجارية، والنقل… ويطول التعداد، إذا في الواقع نحن أمام تحدٍّ في كل القطاعات الخاصة بالدولة… وعليه، ستأتي أيام وستكون بالقاسية والعصيبة إذا لم نعِ حتى الآن أننا أمام تحديات جمة… فنحن لا نحتاج الآن إلا ” لإدارة الأزمة ” .
ونسأل الله العلي القدير أن يهيئ لفرسان الأردن النشامى، وأصحاب المروءة، انتزاع ” فتيلها “.