بدأت السلطات الصحية في المملكة حملتها قبل أيام لتقديم الجرعة الثانية من اللقاحات ضد فيروس”كوفيد19″في الموعد المقرر مسبقا لمن تلقوا الجرعة الأولى، ولتسهيل المهمة على المواطنين تم افتتاح مراكز تطعيم إضافية لعل أكبرها في مدينة الحسين للشباب، وفي الطريق خطة لافتتاح مركزين مماثلين، الأول في مدينة الحسن للشباب بمدينة إربد، والثاني بمدينة الأمير محمد في الزرقاء. وكل من تلقى الجرعة الأولى سيحصل على الثانية في موعدها المقرر.
كان من المقرر أن تنطلق خدمة التطعيم في المنازل لكبار السن غير القادرين على الوصول لمراكز التطعيم، لكن عندما تبين لرئيس الوزراء بشر الخصاونة، أن الخدمة ستكون محصورة بداية في عمان فقط، طلب من وزارة الصحة تأجيلها لحين توفير الخدمة لهذه الفئة في جميع محافظات المملكة، انطلاقا من مبدأ العدالة والمساواة في حق الحصول على اللقاح دون تمييز للعاصمة على سواها من محافظات الوطن، وهو الأمر الذي تعمل الجهات المعنية على توفيره قريبا جدا.
إلى جانب الالتزام بإجراءات الوقاية المعروفة كارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وتجنب التجمعات، يبقى اللقاح هو المضاد الأكثر فعالية لتجنب الاصابة بالفيروس اللعين، كما أثبتت تجارب العالم المتقدم وخبرتنا الطويلة مع اللقاحات المضادة للأمراض المعدية.
إقبال الأردنيين على التسجيل على منصة اللقاحات ما يزال دون المستوى المطلوب، لكن هذا الوضع سيتغير في الأسابيع المقبلة مع تزايد الإدراك بأهمية المطعوم.
حاليا يتلقى الأردن عشرين ألف مطعوم أسبوعيا، واعتبارا من بداية الشهر المقبل، سيحصل الأردن على ثلاثين ألف جرعة من لقاح فايزر أسبوعيا، ومن المقرر أيضا وصول مزيد من الشحنات من لقاحات أخرى، سواء تلك التي تم اعتمادها بموجب بروتوكول الاستخدام الطارئ،أو التي يجري النظر في اعتمادها حاليا من قبل مؤسسة الغذاء والدواء.
بمعنى آخر، اللقاحات ستكون متوفرة بكميات كبيرة، ولدى وزارة الصحة من الإمكانيات حاليا، ما يكفي لتقديم اللقاح لما لا يقل عن 17 ألف شخص في اليوم، قابلة للزيادة إلى 30 ألفا في الأسابيع المقبلة. والهدف هو الوصول إلى نسبة لاتقل عن 23 % من السكان، كحد مطلوب وفق المعايير الصحية العالمية، مع استعداد لرفع النسبة في الأشهر المقبلة إلى نحو 60 % من السكان.
والسلطات الصحية لا تميز بين السكان في تقديم اللقاحات، بغض النظر عن جنسياتهم، وهناك نسبة معتبرة من المقيمين واللاجئين في الأردن حصلوا بالفعل على اللقاح في المرحلة الأولى.
والأردن من بين 40 دولة في العالم بدأت بتقديم اللقاحات لمواطنيها، متقدمة بذلك على دول أكثر تطورا وقدرة وأعلى في معدلات الإصابة. كان هذا نتاج جهد كبير بذلته السلطات المختصة لاحتواء فيروس كورونا وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في المملكة.
بالمقابل، يتعين على المواطنين إبداء الاستجابة المطلوبة، والمبادرة إلى التسجيل على المنصة، لضمان الحصول على اللقاحات في وقت مبكر. الحملة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا قد تستغرق عاما كاملا وفق تقديرات المختصين، وكلما أسرعنا في التسجيل سنتمكن من اختصار الفترة اللازمة لتحقيق المناعة المجتمعية ضد الفيروس، ما يعني عودة العمل في جميع القطاعات دون إبطاء، وإنقاذ حياة الآلاف من المواطنين، وتجنب المزيد من التكاليف والخسائر.
وزارة الصحة ليست بعيدة عما يثيره البعض من مخاوف حيال الأعراض الجانبية للقاح، فقد تابعت فرق مختصة الآلاف ممن تلقوا الجرعة الأولى وتبين لها أن أكثر الأعراض انتشارا هي ذاتها التي يعاني منها الأشخاص عند تلقي مطعوم الإنفلونزا الموسمية، وهي تورم وألم في مكان المطعوم، يزول بعد أيام قليلة، وتتفاوت الأعراض من مطعوم لآخر.
بالتأكيد أن عارضا خفيفا كهذا لايعادل أوجاع يوم واحد عند الاصابة بفيروس كورونا أو انقطاع النفس، والدخول في رحلة مجهولة لا نعلم أين تنتهي في حال اضطر المصاب لاستخدام جهاز التنفس الاصطناعي.