حازم الخالدي
أمريكيا مؤيدة للحرب على غزة، لا بل أنها أكبر من ذلك كونها مؤيدة، فهي شريك أساس في هذه الحرب المدمرة، حيث تقدم الدعم المادي والعسكري للكيان المحتل في هذه الحرب، أمريكيا تتحول إلى دولة استبدادية مقززة بعيدة عن الاخلاقيات مقيدة للحريات.. ومؤيدة للإبادة الجماعية التي ترتكب في غزة، ومؤيدة لإعدامات المدنيين الذين نشاهدم بين شوارع وأزقة القطاع الصابر، ومدن الضفة الغربية التي أصبحت ساحة حرب يومية لممارسات الاحتلال الوحشية .
واضح أن الولايات المتحدة الأميركية لا تسمح لأي دولة أن تتخذ موقفا معارضا لهذه الحرب، وإلا ما هذا الصمت الذي يحمل التساؤلات الكثيرة، بما فيها الدول العربية والإسلامية التي ربما أنها تعمل ضمن سياسية “ضبط النفس ” ، حتى لا تزيد الحرب اشتعالا، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر عليها، أو أنها لا تشاهد صورة الأطفال والنساء والخسائر المأساوية التي تحدث في غزة، ولا الصور المرعبة التي تخرج من ساحة الاعدامات في الضفة، مثل صورة سيارة الجيب الإسرائيلية التي تدهس شابا بعد إطلاق النار عليه في مدينة طولكرم،وبقية المقاومين الذين تركوهم ينزفون حتى فارقوا الحياة.
تتزايد المظاهرات والوقفات الاحتجاجية على العدوان الإسرائيلي على غزة في الولايات المتحدة الأميركية بين مختلف الفئات وبالذات طلاب الجامعات، الذين أصبحوا عرضة للقمع من قبل الشرطة الأميركية لمنعهم من التعبير عن آراءهم تجاه هذه الحرب، وضرورة وقفها بأسرع وقت.
هذا التحول الشعبي في الولايات المتحدة الأميركية يشبه ما حصل في حرب فيتنام التي ظهرت فيها وحشية الاميركان بقصفهم المدنيين العزل بقنابل النابالم، حيث رفعت صور الأطفال الذين تشوهت أجسادهم من القنابل الكيماوية، حيث توافق أسلوب الاحتجاجات بقيام المتظاهرين “بالتظاهر بالموت “، كتعبير عن رفضهم لقتل الأطفال والمدنيين الذين يقعون ضحايا القتال من دون أي ذنب.
كما حدث في فيتنام حيث كان للطلبة في الجامعات الأميركية الدور الكبير في وقف الحرب، فالاحتجاجات اليوم متماثلة وتتزايد في مختلف الولايات الأميركية، للمطالبة في وقف هذا العدوان الذي اقترب من يومه المائة، ويبدو أن القادة الأميركان الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين مثلهم مثل القادة الإسرائيليين، لا يسمعون، مع أن الأدلة واضحة على ما تقوم به “إسرائيل” من ارتكام جرائم حرب وقتلهم الاف الأطفال والنساء الأبرياء، بطريقة همجية، ستذهب بهولاء القتلة إلى محكمة الجرائم الدولية.
تتنامى الاحتجاجات في الولايات المتحدة الأميركية وفي غيرها من الدول لتقول للعالم الذي يقف متفرجا من هذه الحرب..كفى قتلا وتدميرا.