2025-12-08 | 8:47 مساءً
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home كتاب وأراء

صناعة الفتنة بعد الخراب

الإثنين, 8 ديسمبر 2025, 18:55

صدى الشعب – كتبت نادية سعد الدين

عندما فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه الإستراتيجية من حرب الإبادة ضد قطاع غزة، باستثناء إراقة الدم الفلسطيني والدمار، لجأ إلى تكتيك بديل عبر محاولة إنتاج الفتنة وصناعة الفوضى داخل البيئة المحلية، سبيلا لإعادة هندسة المجتمع وتفكيكه حتى يضحى أقل قدرة على المقاومة والوحدة الجمعية وأكثر عُرْضة للنزاع والاقتتال الداخلي، بما يخدم مصالحه، أو هكذا يتخيل ساسَّته.


إلا أن أدوات التخريب لم تخدم الاحتلال كثيرا، حينما اتجه لنشر الشائعات والمعلومات المضللة للتشكيك بمقاصد المقاومة الفلسطينية وقدرتها على الصمود في مواجهة عدوانه، بهدف إضعاف الثقة المتبادلة مع الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع مسعى استمالة العشائر العربية في غزة كورقة ضغط عبر بوابة إناطة مهمة توزيع المساعدات الإنسانية بهم بعيدا عن الدور التقليدي للقيادات المحلية والمؤسسات الأهلية، أو محاولة تعطيله على الأقل.


ويريد الاحتلال استهداف البنى الاجتماعية الحافظة للتماسك، مثل المقاومة والعشائر والعائلات والقيادات التقليدية والمرجعيات الدينية، التي تُمثل جدران حماية ومراكز توازن مجتمعي في وجه الفوضى، بهدف ضرب الثقة الأفقية بين سكان غزة، وتفكيك النسيج الأهلي.


وحينما فشل الكيان المحتل بذلك؛ لجأ إلى الوسيلة الأكثر شيوعا في التاريخ عبر التشبيك مع أفراد محليين متكاملين مع مشروعه الصهيوني، أو ما يُسمون “بالوكلاء المحليين للاحتلال”، مقابل امتيازات ومكاسب شخصية، بهدف توليد صراعات محلية قد تبدو في ظاهرها اجتماعية لكنها في جوهرها أحد أدواته الهندسية الرامية لتحويل البيئة الغزّية إلى ساحة نزاع داخلي دائم، لتفتيت الروابط بين الفلسطينيين، وإعادة تشكيلها حتى تصبح مشوهة ومضطربة غير قادرة على احتضان المقاومة وتوليدها أو إنتاج وحدة داخلية مستقرة في مواجهة الاحتلال.


 وتكمن الخطورة عندما يعمل الاحتلال على إنتاج الفوضى ومن ثم تقديم نفسه بوصفه القوة القادرة على ضبطها، كذريعة لاستمرار سيطرته الأمنية والعسكرية بالقطاع. وتقوم هذه السياسة على معادلة مزدوجة؛ إيجاد بيئة مضطربة لا يستطيع المجتمع الغزّي إدارتها، والظهور بمظهر القوة الضرورية لمنع انفجارها.


 وبذلك، يعيد الاحتلال إنتاج شرعية وجوده عبر الأزمة التي ساهم في صناعتها، من بين ثنايا حرب الإبادة الصهيونية.


وبهذه الآليات الاستعمارية المُستوحاة من نظرية “الفوضى الخلاقة”، التي برزت في خطاب المحافظين الجدد بالولايات المتحدة وارتبطت بتصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة “كونداليزا رايس” عام 2005 عن “شرق أوسط جديد”، فإن “نتنياهو” يسعى لإيجاد “فوضى مُدارة” داخل مجتمع غزة، عبر تفكيك البُنى القائمة وإبقاء الساحة المحلية في حالة “صراع منخفض الوتيرة” لاستنزاف قدراته الذاتية، والانشغال بخلافاته عن مواجهة الاحتلال، وصولا إلى إعادة تركيب المشهد السياسي في القطاع، لجهة تشكيل نظام سياسي جديد خالٍ من حركة “حماس” والمقاومة.


وبهذا المعنى، تتحول الفوضى من حالة سلبية إلى أداة هندسة سياسية، يستخدمها الاحتلال عقب فشله في تحقيق أهداف القضاء على “حماس” وضرب بنيتها العسكرية والتنظيمية ونزع سلاح المقاومة وإزالتها من المشهد السياسي بغزة، ولدى الاصطدام بصلابة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري وإخفاق محاولات تهجيره، بما ينسجم مع خطة الرئيس “ترامب” للسلام في غزة، التي تقوم على مفهوم “الهدم قبل البناء”، حيث إن زعزعة الاستقرار الداخلي في قطاع غزة قد تكون، من منظورها، وسيلة لتغيير النظام القائم فيه وإعادة رسم خريطة النفوذ الإقليمي، عبر محاولة إحياء “مشروع الشرق الأوسط الجديد” على أنقاض جرائم الإبادة في غزة والعدوان في سورية ولبنان.


وبالنسبة للكيان الصهيوني، كلما تعمقت الفتنة وازدادت الفوضى، وجد بيئة أكثر ملاءمة لمصالحه، حتى من دون تحقيق نصر عسكري أو سياسي حاسم، عند استهداف السلم المجتمعي باعتباره قاعدة بناء القدرة على المقاومة وصنع القرار الجماعي، بحيث يضحى المجتمع أقل قدرة على المقاومة أو التفاوض، وصياغة موقف موحد، وأكثر عرضة للصراعات والاقتتال الداخلي، وفق منظوره.


 إن مساعي الاحتلال البائسة داخل قطاع غزة تكشف يأسه ومأزقه السياسي وبحثه الدائم عن أي إنجاز لمداراة فشله أمام صمود الشعب الفلسطيني وصلابة المقاومة. وباستمرارهما سيتم إحباط محاولاته الصهيونية للهروب من فشله العسكري إلى عمق المجتمع الغزّي نفسه.

Tags: آخر الاخبارالأردن
ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

كتاب وأراء

ماذا لو انطبقت شروط خدمة العلم على أبناء المسؤولين؟

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 23:34
كتاب وأراء

تربية الأطفال والتوتر الزوجي ..

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 15:49
كتاب وأراء

بين كانونين سافر يا شقي

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 10:52
كتاب وأراء

وظيفة الحاكم الإداري في الفكر الاجتماعي الأردني

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 10:18
كتاب وأراء

وحدة الموقف الفلسطيني.. من يعطلها؟

السبت, 6 ديسمبر 2025, 12:28
كتاب وأراء

حل أم عدم حل الحزب !!

السبت, 6 ديسمبر 2025, 12:26
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية