صدى الشعب – كتب د.ماجد الخضري
لم يكن سقوط نظام الأسد بالمفاجئ ، ولكن كانت المفاجئة بالسقوط السريع جدا لهذا النظام ، فكل الدلائل كانت تشير الى ان النظام سيستمر ولو لأشهر او اسابيع ولكن المعركة كلها لم تتعدى اياما معدودة .
ومما سرع من سقوط النظام هو فرار الجيش من امام المقاتلين او استلامه في بعض المحافظات او عدم رغبة الجيش بالقتال مما ساهم بسقوط النظام وهروب بشار الاسد بعد حكم استمر لعقود .
وبسقوط نظام بشار الاسد وخروج القوات الإيرانية من سوريا وعودة مقاتلي حزب الله الى لبنان فان اهم جبهة من الجبهات التي كانت تقف في وجه اسرائيل قد أزيلت ، ولا يخفي القادة اليهود فرحهم العامر بسقوط نظام بشار الاسد واعتقادهم انهم قد حققوا نصرا كبيرا بزوال هذا النظام .
وأيا كانت الظروف التي سقط بها النظام وأيا كانت علاقة النظام مع شعبة المبتهج بسقوطه فان القضية الفلسطينية قد خسرت احد الإطراف الرئيسة التي وقفت الى جانب قضية فلسطين بغض النظر عن تشابك الجبهات واختلاف الو لاءات وعدم القدرة على التميز بين الحق والباطل في معظم الاحيان.
واعتقد انه بعد ما جرى في سوريا سوف يجري الانتهاء من قضية فلسطين ووقف الحرب في غزة والبدء بمرحلة جديدة من مراحل الصراع في هذه المنطقة التي امتدت لعقود عديدة وكانت القوى الاجنبية هي المحركة لما يجري فيها على الدوام ، فما يجري لا يجري بعيدا عن أمريكا التي ترسم خيوط اللعبة ويجري تنفيذها بدهاء ومكر وسياسية من قبل الساسة مما يجعل الحليم حيرانا في هذا الزمان الذي اختلط الحابل فيه بالنابل .
ولولا الدعم الذي قدم للمعارضة السورية التي اصبحت اليوم تحكم لما سقط نظام الأسد بهذه السهولة فالدول الكبرى تلعب في المنطقة العربية كيفما تشاء فهي التي تشعل الازمات والحروب وهي التي تتحكم في مصير القادة والشعوب وكان هذه الدويلات العربية احجار في لعبة الشطرنج ليس الا تتحرك بامر ألاعب الوحيد المسيطر على هذا العالم .