الصفدي: نرفض الحديث بسيناريوهات مفترضة لما بعد غزة، ووقف الحرب هو واجب العالم
– لا حل لغزة ولا استقرار للمنطقة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضمان حق الشعب الفلسطيني
– نرفض طروحات إدارة غزة بقوات عربية أو دولية، ولا يمكن فصل القطاع عن الضفة
– نعم.. اي تهجير باتجاه الاردن هو اعلان حرب سنتصدى له بقوة
– لن نقبل بقتل الفلسطينيين بحرمانه من حبة الدواء كما رفضنا قتله بالقنابل
– السلطة الفلسطينية شريكتنا.. واسرائيل هي من تضعفها بصورة ممنهجة لضرب حقوق الفلسطينيين
صدى الشعب _
أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أن الأردن يرفض اليوم أي حديث أو سيناريوهات يتحدث بها البعض عن مرحلة ما بعد غزة وانتهاء الحرب عليها، معتبراً أن ما يطرح من سيناريوهات في هذا السياق “غير واقعي ومرفوض ولا يتعامل معها الأردن”. وقال إن الأردن يشدد الآن في هذا السياق على وقف الحرب والجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين، وأي حديث آخر يتم بعد ذلك، مؤكداً رفض الأردن لأي حديث عن “إدارة غزة ما بعد الحرب عبر قوات عربية أو غير عربية”.
وشدد الصفدي، خلال لقائه مساء الأربعاء بعدد واسع من الصحفيين والكتاب في ندوة استضافها صالون الأمانة الذي تنظمه دائرة المرافق والبرامج الثقافية في الأمانة, بحضور أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، وأدارها الزميل عبد الهادي راجي المجالي، على أن الأردن ومن ناحية مبدئية ومن ناحية المصالح العليا للشعب الفلسطيني وللمملكة أيضاً “يرفض أي سيناريو يتناول قضية غزة لوحدها، وهذا سيكرس هدف إسرائيل بفصل غزة عن الضفة الغربية ويأخذنا لمسارات خطيرة لا تصب بصالح الشعب الفلسطيني وقضيته”.
وقال إن ما يدعو إليه الأردن ويصر عليه هو “التعامل مع القضية الفلسطينية بسياقها الكامل، فلا حل مجزأ، إنما حل سياسي وسلام شامل وعادل يضمن الحقوق الفلسطينية وإقامة دولتهم المستقلة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة ويحاكي ويعالج جذور الصراع منذ بداياته قبل عقود”. وأضاف الصفدي “المشكلة الأساس وسبب تجدد العنف والحروب وعدم الاستقرار هو الاحتلال الإسرائيلي وعدم إنهائه بحل سياسي عادل للشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية”.
وبيّن الصفدي أن أي حديث استباقي يروج له البعض عن سيناريوهات ما بعد غزة “هو قفز في الهواء”، موضحاً “أن كل ذلك لن يناقش إلا بعد وقف الحرب والقتل، كما أن المستقبل يحمل تغييراً للحكومة الإسرائيلية الحالية بلا شك، ناهيك عن أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى غزة على ظهور دبابات الاحتلال”.
وفيما يتعلق بترويج إسرائيل وغيرها للقضاء على حماس وما بعدها، قال “حماس فكرة، والفكرة لا تنتهي، من يريد وضعاً مغايراً عليه أن يلبي حاجات وحقوق الشعب الفلسطيني وبالسلام الشامل. إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها فإننا سنعود للحرب كل ٥ أو ٦ سنوات، ولن يشهد أحدٌ الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم”.
وجدد الصفدي التأكيد على موقف الأردن من أن أي تهجير للشعب الفلسطيني من أرضه باتجاه الأردن هو بمثابة إعلان حرب على الأردن “سنتصدى له بكل قوة”، وأوضح أن خيار التهجير الذي طرحته إسرائيل بداية حرب غزة “فشل ولم يجد قبولاً ليس فقط من مصر والأردن والشعب الفلسطيني بل من كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة”.
واستعرض الصفدي الجهود الأردنية الكبيرة منذ بداية الأحداث في ٧ تشرين الأول الماضي، مشدداً على أن الأردن وبقيادة جلالة الملك انخرط منذ اللحظة الأولى بكل قوة وباستغلال حضوره الدولي في التصدي لهذا العدوان المدمر على غزة”. وأضاف أن المملكة والدبلوماسية الأردنية واجهت تحدياً غير مسبوق في هذه الحرب وهي تعرية الرواية الإسرائيلية لها وتغيير الرأي العام الدولي، وذلك بإعادة كل ما جرى إلى سياقه التاريخي من إمعان إسرائيل بمصادرة الحقوق الفلسطينية ورفض السلام والتسوية ودفع الفلسطينيين إلى اليأس والتوسع في الاستيطان وقضم الأراضي والقضاء على حل الدولتين”. وزاد “تمكنا، بالحضور القوي والمقدر لجلالة الملك والأردن وبدعم عربي وفي ظل تكشف جرائم إسرائيل في عدوانها وخرقها لكل المواثيق الدولية من الرد على السردية الإسرائيلية، وقد بات الرأي العام الدولي اليوم يشهد تحولات مهمة ضد الحرب واستمرار جرائم إسرائيل في غزة”.
وقال إن الأردن لم ولن يدخر جهداً ولا أي من أدواته المتنوعة، سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً، في الضغط باتجاه وقف العدوان على غزة وإعادة الأمور إلى سياقها الصحيح، باعتبار الصراع والمشكلة هي في غياب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وتهرب إسرائيل من عملية السلام واستحقاقاتها”.
ولفت إلى أن البعد الإغاثي الأردني لغزة متواصل، مشيراً إلى إنزال حمولة الطائرة الإغاثية للمستشفى الميداني الأردني في غزة، لضمان استمراره في تقديم خدماته للأشقاء الفلسطينيين في القطاع، فضلاً عن المساعدات الكبيرة لغزة وللضفة الغربية”، مؤكداً أن الأردن سيواصل هذه الجهود ويراكم عليها، ولديه تنسيق مع الدول العربية والمنظمات الأممية ودول عديدة لضمان هذا الإمداد ووقف قتل الشعب الفلسطيني ليس فقط بالقنابل بل وأيضاً بحرمانه من حبة الدواء كما أكد جلالة الملك”.
وشدد على أن الدور الأردني “وجهودنا مستمرة وعلى كل الصعد، وبعضها معلن والآخر غير معلن، وجلالة الملك يقود خلية العمل الأردنية التي تعمل بكفاءة للتصدي للجرائم الإسرائيلية وتضغط باتجاه وقف الحرب والذهاب لحل سياسي للقضية الفلسطينية يقوم على الشرعية الدولية”. ورأى أن الضغط الدولي على إسرائيل لوقف جرائمها بحق الغزيين في تزايد، وأن “واجبنا في الأردن العمل على زيادة هذا الضغط باتجاه وقف الحرب، ورفع الحصار والبحث عن حلول سياسية جذرية”.
ورداً على أسئلة صحفيين، أوضح الصفدي أن الأردن والدول العربية والسلطة الفلسطينية تتعرض لحرب إشاعات وتضليل من قبل إسرائيل وما تمتلكه من نفوذ إعلامي، وهو “لن يثنينا عن الاستمرار بدورنا وواجبنا في الدفاع عن فلسطين والأردن وتعرية الجرائم الإسرائيلية”. واستغرب في هذا السياق ما زُعم من نقل أسلحة أمريكية من الأردن لإسرائيل، وقال “حتى بعيداً عن الناحية المبدئية والقيمية برفض المساعدة على تدمير غزة، فإن من مصلحة الأردن وقف الحرب وهو ما يعمل عليه ليل نهار مع كل دول العالم، فكيف سيساهم بنقل أسلحة لاستمرار الحرب؟!”.
وأكد أن “الأردن ومن منطلق واجبه بحماية أراضيه من أي آثار للعدوان وتداعياته لم يتردد في طلب توريد أسلحة لمقاومة الصواريخ والدفاع الجوي لحماية أجوائنا من أية صورايخ تقع بالخطأ على أراضينا”.
وحول سيناريوهات تطور العدوان على غزة ومآلاته، قال الصفدي إن إسرائيل “عرفت الخطوة الأولى والثانية لكنها لا تعرف ماذا بعد فهي تتخبط، ونحن نرفض أن ننجر إلى نقاش مساحات وسيناريوهات تحاول خلقها إسرائيل على الأرض”، وزاد موضحاً “نحن لا نعرف إلا سيناريو واحد، هو وقف الحرب وفوراً والذهاب إلى حل جذري للصراع وعدم تهميش القضية الفلسطينية وضمان حل دائم وشامل يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني وإقامته دولته المستقلة، وهذه هي رسالة جلالة الملك لكل قادة العالم الذين يلتقيهم”.
وشدد الصفدي على أن الأردن قوي وثابت ومتماسك بانسجام تام بين شعبه وقيادته ودولته ولن يتردد في القيام بواجبه مع شقيقه الفلسطيني ومع مصالحنا العليا.
ورداً على سؤال حول “ضعف” موقف السلطة الفلسطينية، لفت الصفدي إلى ضرورة الانتباه إلى أن المصلحة الإسرائيلية هي في “إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير، وهي تقوم بجهود ممنهجة منذ توقيع اتفاق أوسلو، ويجب أن لا ينجر أحد إليه في هذه الحرب”. وبين أن الأردن يرى في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير “شريكنا، وهي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ونعمل معاً كفريق واحد”.
وزاد “السلطة تتعرض لتحديات كبيرة وقاسية ومن أضعف السلطة هو الاحتلال وبسياسة ممنهجة والهدف من ذلك هو للقول للعالم أن لا قيادة للشعب الفلسطيني يقام معها سلام شامل وحقيقي وليبرر لنفسه تقديم نوع من الحكم الذاتي أو البلدي فقط”. وقال “تقوية السلطة الفلسطينية إذا أراد العالم ذلك يتم بإعطائها ما أسست من أجله، أي تحقيق السلام الشامل وإقامة الدولة المستقلة وتأمين الحقوق لشعبها”.
وكان امين عمان الكبرى د. الشواربة قد رجب بالوزير الصفدي والاسرة الصحفية، مؤكدا تثمينه وفخر كل الاردنيين بمواقف جلالة الملك عبد الله الثاني والاردن تجاه الاشقاء في فلسطين وضد العدوان على قطاع غزة.
وقال الشواربة “ما يحدث في غزة كبير ومؤلم.. وجرائم يندى لها جبين البشرية”، داعيا العالم الى الاستماع الى صوت العقل والحكمة الذي يمثله جلالة الملك من ضرورة وقف هذه الحرب العبثية والذهاب الى حلول حقيقية للقضية الفلسطينية واعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بارضه ودولته المستقلة المطلوبة، لضمان الامن والاستقرار لهذه المنطقة.