* الشرفات : المنطقة مهيأة للمشاريع والمؤسسات المعنية غائبة
* موازنة البلدية مليوني دينار وتعاني من عجز ومديونية عالية *نسبة البطالة بين الشباب تصل إلى 60 %
* وزارة الادارة المحلية مغيبة تماما عن البلدية
* اللجوء السوري أثر بشكل كبير على البنية التحتية
* موازنة أم القطين خجولة ولا تلبي المطامح
* منطقة البلدية خط تلاحم بين شبان الأردن ومافيات المخدرات
* أتساءل لماذا تهتم الادارة المحلية فقط بالبلديات الحيوية وتنسى البلديات البعيدة
*مطالبات ملحة بوجود صراف ألي لخدمة المتقاعدين والموظفين والمستفيدين من المعونة الوطنية
كتب: فايز الشاقلدي ورغد دحمس
تعاني بلدية أم القطين والمكيفتة , من أوضاع صعبة على مختلف المستويات وبالذات ما يتعلق بالبنية التحية والتأخير في العطاءات والمماطلة في تقديم الدعم المادي والمساند للبلدية من قبل وزارة الادارة المحلية , وفي ظل موازنة متواضعة يقف أشخاص متنفذين خلف عدم تنفيذ مشاريع للبلدية ,وخاصة فيما يتعلق بمشاريع محاربة الكلاب الضالة التي تأتي من الجانب السوري بكثرة، وعدم الاستثمار وتشغيل الهنجر الذي جاء بمنحة كويتية ، وبحاجة إلى تأثيث .
وعرض رئيس بلدية أم القطين والمكيفتة ، مشرف الشرفات ، في لقاء مع صحيفة ” صدى الشعب ” أداره الزميل حازم الخالدي، أهم المطالبات التي تحتاجها البلدية والتي تعيق عملها ، مشددا أن البلدية تحتاج إلى دعم سواء من الجهات الحكومية أو من خلال التشاركية مع القطاع الخاص ، لا سيما أن في مجال العطاءات وإقامة المشاريع الاسثمارية لرفد خزينة البلدية .
وعبر الشرفات ، عن استيائه إزاء هذه الوضع الذي تعانيه البلدية جراء عدم اهتمام وزارة الادارة المحلية ، والممارسات التي تنتهجها وغياب الاهتمام بمناطق وبلديات دون الاخرى ، لافتا الى أن العديد من المخاطبات والمراسلات في الكثير من المشاريع والأعمال التي تنوي وقامت بها البلدية بتنفيذها لم يتم الرد عليها والموافقة عليها .
وفيما يتعلق بالاستثمارات الاجنبية والمحلية ، أكد الشرفات ، ان القطاع الخاص لا يشجع على إقامة أي مشروع ولا استثمار خاص لسوء البنية التحتية للبلدية ، وبعد المنطقة عن العاصمة عمان ، ولما لها ارتباط بالحدود السورية وخط الاتجار بالمخدرات حيث تعتبر من المناطق التي تكثر فيها عمليات التهريب ،منوها أن الحكومة مقصرة ولا تقوم بتوجيه المستثمر ، ولا المنظمات الدولية نحو هذه المنطقة الحيوية وخاصة أن فيها كميات كبيرة من حجر البازلت الذي يستخدم في مجالات عديدة.
* مشروع هنجر البلدية
وأوضح الشرفات أن هناك مشروعا للاستثمار في هنجر البلدية ،التي تبلغ مساحته 1600 متر معكب ، ولم يتم استغلاله بسبب عدم اكمال البنية التحتية ، وعزوف كثير من المستثمرين لبعده عن المنطقة ، رغم التسهيلات والامتيازات المعلنة من قبل مجلس البلدية .
وقال الشرفات إن المشروع بحاجة إلى دعم مالي لا يقل عن 100 ألف دينار ، لاكمال تجهيز البنية التحتية والسعي لجلب المستثمر ، مشيرا إلى أن المشروع متوقف منذ 8 سنوات ، وإذا لم يتم استغلاله خلال العامين القادمين سيتسبب بخسارته ، لما يتعرض له من السرقة .
*رفض تمويل مشاريع البلدية
وحمل الشرفات ، مسؤولية تمويل صالة البلدية التي تبلغ مساحتها 1024 مترا مكعبا ، على وزارة الادارة المحلية رغم التسهيلات وسهولة الفرص الاستثمارية المتعلقة بالصالة ، منوها أن البلدية ليس لها القدرة على تأثيث الصالة التي يمكن الاستفادة منها في مجالات الاستثمار .
وطالب أيضا من الديوان الملكي تقديم دعم مالي يقدر 84000 دينار أردني ، لاكمال المشروع على أكمل وجه لتوفير فرص عمل وما تقوم به الصالة بخدمة أهالي البلدية ، وتم لهذه الغاية تقديم دراسات تفصييلية عن المشروع .
وشدد الشرفات على ضرورة وجود صراف آلي في المنطقة يخدم المتقاعدين والمدنيين والمستفيدين من صندوق المعونة الوطنية ، حيث يسهم هذا المشروع بتوفير الوقت والجهد على المستفيدين، لافتا إلى مخاطبة العديد من البنوك في هذا الشأن ولم يتم لغاية الآن الاستجابة لمطالباتنا .
وتابع .. أن البلدية خاطبت بنك تنمية المدن والقرى مع بنك الاستثمار الاوروبي ، لانشاء مزرعة شمسية لما فيها من توجيهات لإنشاء مشاريع طاقة بديلة ، لكن دون جدوى .
وكشف الشرفات أن شركة كهرباء إربد هي من تضع العصي في الدواليب مطالبا إياها بعدم تأخير المشروع الذي كان من المتوقع تنفيذه من عام 2021 .
وبين الشرفات ، أن تم مخاطبة وزارة الادارة المحلية لتنفيذ المشروع من خلال الشراكة مع القطاع الخاص ، حيث قامت البلدية بتقديم مذكرة تفاهم أولية وعند رفعها لتصديقها تم رفضها دون الادلاء بالاسباب .
ودعا الشرفات بهذا الصدد الوزارات والمؤسسات القطاع الخاص والمعنيين الى الاهتمام بمطالب البلديات والتعاون معها ، لانها تعتبر حكومات مصغرة ، ولما يعود عليها من فائدة للمواطن الذي يعاني من أعباء عديدة تأخذ وقتا طويلا في المتابعة من قبل البلدية .
وأكد الشرفات ، أنه لايوجد أي تعاون من قبل نواب البادية الشمالية ، حيث قام بالتواصل المباشر معهم وتقديم مقترحات لدعم مشاريع اقتصادية ، لكن دون جدوى .
*غياب العوائد والميزانية الخجولة
وكشف الشرفات ، أن موازنة البلدية تبلغ 2 مليون دينار ، يذهب منها 70% رواتب موظفين ، و30 % صيانة الاليات البلدية المتهالكة ، حيث تعاني البلدية من عجز في موازنتها ، وكانت قد طالبت بزيادة الموازنة من حصة البلدية من عوائد المحروقات .
وأوضح أن الديون المستحقة على البلدية للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي تبلغ 86000 دينار ، فيما شركة كهرباء محافظة اربد لها 102852 دينار مستحقات على البلدية ، وتبلغ قيمة الديون لبنك تنمية المدن والقرى ما يقارب 35 ألف دينار، منوها أن عوائد البلدية صفر، فيما يصل عوائد بعض البلديات الى 20 مليون دينار بفضل دعم الوزارة للبلديات التي ترغب بدعمها .
*مركز تدريب مهني
وطالب الشرفات ، بانشاء مركز تدريب مهني في المنطقة لتاهيل الشباب الذين يعانون من البطالة ، لغياب المشاريع وفرص العمل ،مشيرا الى أن نسبة البطالة بين الشباب تصل الى نسبة 60% .
*اللجوء السوري
وقال الشرفات ، إن تدفُّق اللاجئين السوريين إلى المملكة قد فرض تحديات ضخمة على القطاعات المفصلية والمهمة في ظل تشارك الخدمات الأساسية والبنى التحتية ما بين المواطنين الأردنيين واللاجئين، الأمر الذي ألقى بمزيد من الأعباء على كاهل المؤسسات الرسمية بشكل عام وعلى بلدية أم القطين والمكيفتة بشكل خاص ، وعلى الرغم من المساعدات التي قدمها المجتمع الدولي ، إلا أنّ حجم تلك المساعدات لم يصل للمستوى المأمول على البلديات .
وفي ذات السياق ، أكد أن اللجوء السوري قد زاد من نسبة البطالة ، بسبب قرب المنطقة من الحدود السورية ، منوها أن المنطقة ملتهبة لوجود منظمات ايرانية ومافيات تجار مخدرات تعمل على الحدود السورية، التي أثرت سلبا على المجتمع الاردني .
وأفاد الشرفات ، أن البلدية خط تلاحم ومواجهات دائمة بين الشباب الذين يقومون بتهريب المخدرات عبر الحدود السورية مقابل مبالغ كبيرة من المال.
*السياحة والخيرات الزراعية
وفيما يتعلق بالموارد الطبيعية كشف الشرفات ، أن بلدية أم القطين والمكيفتة تشتهر بحجر البازلت الذي تضم مشاريعه ما يقارب 20 مستثمرا ، موضحا أن البازلت صخر ناري طفحي اندفاعي أسود اللون، أو رمادي داكن، ويتكون من الصخور النارية المصهورة الصاعدة من أعماق تراوح بين 10- 100 كم تحت سطح الأرض، على هيئة مُهْل (ماغما) ذائب يتجمد على سطح الأرض بعد تبريده، مكوناً لابات وأغشية من الحمم أو البراكين مخروطية الشكل.
ويؤكد الشرفات ، أن حجارة البازلت تشهد على حضارة كانت هناك في بعض الأودية، أبرزها وادي سلمى الذي يضم ثلاثة مساجد مبنية من حجارة سوداء غير مشذبة .
كما نوه ،الى استعمال حجارة البازلت في البناء، ووضعت على مدافن قديمة لمن سكنوها، خوفاً من نبش الحيوانات الضالة المفترسة التي كانت تجوب الصحراء للجثامين المدفونة فيها، وتتواجد حجارة البازلت في قرى: أم القطين، أم الجمال، الدفيانة، صبحا وصبحية، وفي منطقة الصفاوي.
وعلى كتف وادي راجل الذي تنحدر مياهه القادمة من جبل العرب عبر ممر يزيد طوله على 100 كم، يبدأ من قرية المنصورة الشرقية، على الحدود الأردنية السورية، وينتهي في الأزرق،ويوضح الشرفات أن المياه جذبت السكان في العصور الماضية، كما تضم بركا لتخزين المياه شتاءً لاستخدامها قي الصيف، وهي ما زالت ماثلة حتى اليوم .
ويقول الشرفات ، في بلدة أم القطين في المفرق ، بدأ الناس في استخدام حجر البازلت في البناء لصلابته، ولمنحه الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، وأصبحت البيوت الجديدة تستخدم هذه الحجارة في البناء .
وضمن باكورة المشاريع قامت البلدية بانشاء بيوت بلاستيكية وأستخدام أنظمة الري الحديثة ، متأملا الشرفات بزيادة البيوت البلاستيكية في الأيام القادمة ، لتمكين الأسر العفيفة من العيش ، ورفع معدل الايرادات للبلدية .
ويسعى الشرفات ،الى تحقيق الأهداف الإنمائية والزراعية ، لما لها من دور كبير في التنمية الزراعية ، واستقطاب واستحداث وتدريب شباب على الزراعة ،كما يهدف إلى استحداث خطة بمشروع الزراعة الذاتية والذي يشتمل على زراعة الخضار والورقيات ، مؤكدا أهمية انشاء مشاريع زراعية بالشراكة مع وزارة البيئة ومنظمات المجتمع المدني .
وأضاف الشرفات ، أن بلدية أم القطين والمكيفتة تتميز ببيئة سياحية جاذبة ، لكنها تحتاج الى مسار سياحي خاص بها ، فهي تحتوي على أثار سياحية هامة من زمن الرومان ، ويتواجد في البلدية أثار لها قيمة تاريخية داعيا الى الاهتمام بالمنطقة .
وكشف الشرفات ، أن الاثار القديمة الموجودة في البلدية يتم سرقتها ، ولا يتم صيانتها لغياب دور وزارة السياحة ولاثار العامة ، ونظرا للبيئة المناسبة للمنطقة يجب الاهتمام بها وترويجها سياحيا .
ورغم غياب المشاريع السياحية من قبل المستثمرين الا أن الشرفات ، يبين أن البلدية تسعى الى إقامة مخيمات سياحية تتيح للسائح التمتع باجواء المنطقة ، مطالبا وزارة السياحة بلفت انظارها على المنطقة .
وتحتوي البلدية على العديد من الاطلالات التي تعود للفترة الرومانية والبيزنطية ، بالاضافة الى الفترة المبكرة من الحضارة الاسلامية .