يستعّد الأردنيون لموسم الانتخابات النيابة التي تاتي بظرف استثنائي وتحديات صحية بالغة الخطورة و التي من المقرّر أن تجري قريباً، ويستعّد الأردنيون لبلورة خياراتهم واصطفافاتهم وتوجهاتهم الانتخابية وفقاً لمعايير عامة يلعب الولاء العشائري الدور البارز فيها ومع تشكيل حكومة جديدة نتفائل بدولة رئيسها الدكتور بشر الخصاونة الذي ينتمي الى بيت سياسي وعريق ومثقف .
ويحدث أن تشهد ساحات الاقتراع وميادينها نوعاً من استقطابات حادّة، يمكن أن تشكّل تهديداً للنسيج المجتمعي ، ولدينا أمثلة كثيرة من واقع الممارسة الانتخابية خلال سنوات طويلة مضت أسهمت في الى حدّ كبير في ذلك.
الأهم من الممارسة الانتخابية بدورتها الكاملة ، من الاعداد لها الى فرز نتائجها وما بينهما، هو طبيعة العلاقة التي تحكم الناس بعضهم ببعض، على العكس يجب أن تكون هذه العلاقة مبنية على الاحترام حتى يصار الى انجاز عملية انتخابية ديمقراطية سليمة ، اذ لا يمكن تخيّل عملية انتخابية يمكن ممارستها على قاعدة غياب الاحترام !!
لا بد من احترام الآخرين انطلاقاً من صون حريتهم في الرأي والتعبير، ومن الصعب أن تجد أن هناك تطابقاً في طبائع البشر بشكلٍ مطلق، فالانسان بطبعه مجبول على الاختلاف مع غيره، والحياة بطبيعتها مصنوعة على التعدّد والتنوع، تماماً مثل »بصمة الابهام« بالنسبة للانسان، اذ أن احتمالية تشابه بصمتين لانسانين مختلقين تصل الى واحد من كل تريليون انسان كما دلّت عليه الأبحاث الوراثية . وهذه نسبة ضئيلة بكل المقاييس .
يختلف الناس في قناعاتهم وفي اتجاهاتهم وكذلك في دوافعهم التي تحملهم على تشكيل مواقفهم ، ومن الطبيعي أن تجد أن هناك تبايناً واضحاً عند الكثيرين ازاء قضية ما أو موقف محدّد وهذا ناتج عن تراكم الخبرة المعرفية والاجتماعية والنفسية لأيٍ منهم وتأثير المجتمع عليه .
لقد قيل قديماً ” أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوّد قضية ” وقيل ما هو أكثر بلاغةً على لسان الامام الشافعي – رحمه الله – بأن رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأٌ يحتمل الصواب ، فمن هو المعصوم عن الخطأ من بني البشر ، ومن ذا الذي يستطيع أن يحتكر الصواب والحقيقة بشكل مطلق ؟
المطلوب في هذه المرحلة هو أن نحجم عن الخلاف الذي يمكن أن يقود اليه الاختلاف في الآراء والمواقف والقناعات ، بفكرٍ يتقبل الآخر ولا يقصيه أو ينفيه ، حتى نتمكن من حماية المجتمع من التفكك ونحمي بلدنا بالبدء بمرحلة جديدة وانا على ثقة سوف يتجاوز الاردن الحبيب المرحلة بسلام بضل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني
كاظم الكفيري