زواتي لــ”صدى الشعب”: استراتيجية الطاقة لغاية 2030 تعتمد على سيناريو “الاعتماد على الذات”
صدى الشعب – سيف الدين القومان –
قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأسبق، المهندسة هالة زواتي، إن استراتيجية الطاقة التي تم اعتمادها عام ٢٠٢٠، هي استراتيجية الأردن لقطاع الطاقة لغاية 2030 ، واعتمدت على سيناريو “الاعتماد على الذات” وذلك من أجل الحفاظ على أمن الطاقة والتخلي التدريجي عن الاعتماد على ما هو مستورد ما أمكن.
وأضافت زاوتي خلال حديثها لــ”صدى الشعب”، إن الأردن ليست دولة نفطية ولا يمكنه التخلي الكلي عن الاستيراد، حيث نصت هذه الاستراتيجيه على تخفيض استخدام الغاز الطبيعي (المستورد) في توليد الكهرباء من 61% في عام 2020 إلى 53% في عام 2030 مقابل زيادة استخدام البدائل المحلية في توليد الكهرباء، مثل الطاقه المتجددة والصخر الزيتي في توليد الكهربا.
وبحسب زواتي، فقد رفعت الاستراتيجية من استخدام الطاقة المتجددة من 21% في عام 2020 إلى 31% في عام 2030 في توليد الكهرباء، وبالرغم من ذلك نرى بأن الاستراتيجية نصت على زيادة نسبة الغاز الطبيعي في خليط الطاقه الكلي من 21% الى 25% وذلك لزيادة استخدامه في قطاع النقل والصناعات والاستخدامات الأخرى، واليوم وصلنا إلى العام 2025 ، ما زال استخدام الغاز في النقل والصناعات متواضعا وأقل مما كنا نتأمل عندما وضعت الاستراتيجيةعام 2020 وذلك بالرغم من ارتفاع الانتاج المحلي من الغاز من حقل الريشة والذي وصل الى ما يقارب خمسين مليون قدم مكعب يوميا.
وأشارت إلى أنه وفي حال تم استخدام الغاز في النقل وفي الاستخدامات المنزلية وفي الصناعات فإن ذلك سيؤدي حتمًا الى تخفيف الا عباء المالية؛ سواءً على المواطنين أو على قطاع الأعمال، حيث أن التحول مثلا من استخدام الديزل أو الغاز البترولي المسال في المنازل أو المصانع أو المكاتب سيخفض كلفة الطاقة من 30% الى 50 %، وهناك بعض المنازل والمكاتب قامت بالتحول من استخدام الديزل الى الغاز الطبيعي ولمست هذا الانخفاض في الكلف المالية، كما قامت بعض المصانع بهذا التحول ولمست فرق كبير في كلفة الطاقة.
وحول مدى جاهزية البنية التحتية في المملكة لتلبية احتياجات قطاعي النقل والصناعة إذا ما تم التحول بشكل واسع للغاز الطبيعي، قالت إن البنية التحتية في موضوع نقل الغاز دون ماهو مؤمل، خاصة اذا كان الطموح بالاعتماد على الذات في زيادة استخدام الغاز الطبيعي.
وأشارت إلى أن البنية التحتية يمكن تقسمها إلى ثلاثة اقسام، الأول، هو ربط حقل غاز الريشة بخط الغاز العربي لنتمكن من استخدام كل ما يمكن انتاجه في الريشة في استخداماتنا المحلية، وهذا مشروع طموح ومكلف، ولكن آن الآوان للبدء بتنفيذه، خاصة بأننا رفعنا من انتاج حقل الريشة الى خمسين مليون قدم مكعب يوميا وهذا يجعل من المشروع مجديا، والثاني: هو ربط المناطق الصناعيه بخط الغاز العربي وبدأت الحكومه بتشجيع مشاريع ربط المناطق الصناعية ونأمل بأن تقوم المصانع بالتحول الى الغاز الطبيعي حين تجهز البنية التحتية لذلك، والثالث: شبكة للغاز الطبيعي في المدن بحيث تصل الى المنازل والمكاتب والمصانع ومحطات المحروقات وكان هناك مشروعين مخطط تنفيذهما؛ الأول شبكة الغاز في عمان والثاني شبكة الغاز في الزرقاء ولكن للاسف لم يتم ذلك لتاريخه.
ولفتت أن، جميع الصناعات ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة وخاصة الديزل والوقود الثقيل والغاز البترولي المسال وحتى الكهرباء لها مصلحة في التحول الى استخدام الغاز الطبيعي، وبالرغم من عدم جاهزية البنية التحتيه لنقل الغاز الا ان هناك مشاريع لنقل الغاز باستخدام صهاريج خاصة الى مناطق الاستخدام، وبالرغم من ارتفاع كلف النقل بهذه الطريقه الا انه اجدى من استخدام مصادر الطاقة الاخرى، وهنا ايضا يجب التركيز على غاز الريشه والمشاريع التي يتم انجازها الان هناك من اجل ضغط الغاز ( تسييله) ونقله باستخدام الصهاريج الى المصانع.
وأوضت زواتي بالاستمرار في تنويع مصادر الغاز قدر الامكان، وزيادة الوعي حول اهمية هذا التحول في فاتورة الطاقة.
وحول إذا كان الغاز الطبيعي ما يزال هو الخيار الأفضل للأردن لتحقيق أمن الطاقة وتقليل التلوث، وإن كانت هناك خيارات أخرى قد تكون أكثر جدوى، قالت إن أمن الطاقة لا يتأتى من زيادة استخدام الغاز الطبيعي وانما يتأتى من تنويع المصادر وعدم الاعتماد المميت على مصدر واحد والتحول ما امكن نحو الطاقة المحلية، ولذلك فإن زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد لا يؤدي الى تحقيق هدفنا في زيادة أمن الطاقة ولكن إن كان ذلك الغاز محلي سيسهم حتما في زيادة أمن الطاقة.
