بقلم: د. ذوقان عبيدات
تشهد الحكومة انفراجة واسعة هذه الأيام، فلديها فرصة تعيين خمسة أمناء عامين، لأسطول وزارة التربية والموارد البشرية! هذه الفرصة تعني وأنا القائل:
لم يعيَّن أمين عام في الأردن عبر تاريخ الأمانة إلّا بالواسطة أو بالوساطة، أو بمعرفة شخصية، أو بتوجيه، ولينتقدني أي أمين عام قادته “كفايته” فقط لهذا المنصب! فالأمين العام فرصة لمنافسة بين الضاغطين والمبتزين والمتنفذين، والواهبين، حيثي فوز واحد فقط؛ لكن وزارة التربية الجديدة ستفتح الباب واسعًا أمام الجميع، فهناك خمس فرص على الأقل، يعني الفرصة قد تصلني أنا ممن لا حول لهم قويًا، ولا نفوذ مهمّا!!
وسمعت أنّ قوى الضغط بدأت منذ الأمس، والموعودون كثر!
(01)
أمناء يفوق عددهم مستشاري بايدن!
أعجبني أحد “المادحين” للحكومة في حديث له داعمًا المولود الجديد: وزارة التربية والموارد البشرية، أنه قال: الدمج ضروري! ولكن لا علاقة له بجودة التعليم!! إذن؛ ما تمّ فعله ليس بهدف تحسين التعليم! فلتقل لنا الحكومة ومادحوها: لماذا هذا الدمج الذي لا علاقة له بجودة التعليم!
إنه يُذكّرُ بقرارات إدارية عبثية لا تهدف إلى تحسين التعليم! فما الذي تهدف إليه عملية الدمج؟
تعيين أمناء عامين خمسة، هذا هدف مقبول أردنيّا.
إصدار قوانين بغياب مجلس النواب؟ هذا هدف جليل أيضًا.
زيادة سلطات مسؤول، وهذا مقبول أردنيّا؛ فكلما اتسع نطاق إشراف الأردني زادت هيبته، فما بالك من لديه من الأمناء خمسة، ومن المديرين العامين عشرة، ومن الجغرافيا جامعات ومدارس ودور”حضانة ” لا تعدّ ولا تحصى؟
نعم لدى مسؤول الوزارة أي مسؤول قادم في الحكومة الجديدة من المساعدين ما يفوق عدد مستشاري الرئيس بايدن!
وجميع هؤلاء لا علاقة لهم بجودة التعليم!
(02)
كلفة الأمناء العامين
-تقدَّر كلفة الأمناء الخمسة بما يفوق المليون ونصف المليون دينارًا سنويّا موزعة كما يأتي:
-رواتب شهرية بمئات الآلاف.
-أثمان سيارات موديل 2024 فاخرة بمئات الآلاف أيضا.
-سيارات موديل2023 لمنازل الأمناء بسواقيها، بمبلغ وقدره…!
-مكافآت الأمناء العامين من اللجان وغيرها بما يفوق كل ما سبق!
-كلفة المكاتب الخمسة ماديّا وبشريّا بمبالغ لا يستهان فيها.
-ولا تنس مصروفات الحوزة ” السُلفة” والنثريات، فالأردنيون يكرمون الضيف!!
تهون كل هذه الكلف لو كانت موظفة لتحسين التعليم، لكن المسؤول السابق المادح نفى العلاقة بالقرار”التوجّهي” وجودة التعليم!!
وإنني إذ أبارك للأمناء الخمسة القادمين لغير تحسين التعليم وأسأل كوني مواطنا: لماذا هذا الإنفاق؟
يمكن؛ والله أعلم أن يتحدثوا بمصطلح: الفجوة الصحية في حضانات الأطفال، ويعملوا مناهج لمواجهتها، ففي هذا خير لكثيرين كما فعلت الفجوات للذين من قبلهم!
فهمت عليّ جنابك؟!!