كتب. الدكتور/ رجائي حرب
اليوم ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي نبارك لكل إمرأة في الكون بهذه المناسبة ونخص المرأة العربية والمرأة المسلمة التي احتفل بها الاسلام واعطاها حقوقها واعاد اليها اعتبارها الذي سحقته ذكورية الرجل في مجتمعاتنا التي فقدت قيمها الأخلاقية وابتعدت عن تغليب صوت الضمير الانساني عندما همشتها وأفقدتها قيمة وجودها
نبارك للمرأة التي هي أمنا وأختنا وبنتنا وزوجتنا والتي تربطنا بها روابط كريمة ونبيلة أخرى …
نبارك لهذه المرأة التي نعتز بها والتي هي كل حياتنا
ولكن في خضم الأحاديث الطويلة والمقابلات العديدة التي تحدثت عن الانجازات التي تم تحقيقها في مجالات العمل النسوي لم استمع الى مقابلة واحدة ترسم للمرأة طريقها المستقبلي لقيادة مجتمعاتنا نحو الخلاص من مأساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية
لم اقرأ ولم أستمع لمقابلة واحدة تتحدث عن الفجوات الزمنية والفراغات التي تحيق في أيام فتياتنا ونسائنا وترشدهن لكيفية بناء منظومة القيم التي فقدتها المرأة عندما تم دفعها الى معاني التحرر بطيش وتهور بدل التركيز على زيادة معاني وجودها الانثوي ذو القيمة الأسمى والأرقى والأغلى….
إننا ونحن نحتفل بالمرأة نشعر بالحزن أمام الضياع الذي فرضته قيم المجتمعات المنحلة من الأخلاق على المرأة والتي حولت المرأة الى سلعة جنسية رخيصة ليس لها هم الا التجمل وإثارة إعجاب الرجل وان تكون فاتنة وآلة لنشر قيمة التحرر غير المنضبط وغير المسؤول….
في يوم المرأة العالمي أقول لها :
أن مسؤوليتك كبيرة أمام الأجيال القادمة فكوني كما يجب عليك أن تكوني….
كوني أماً حنونة كي تبني أجيالاً في قلبها رحمة وتخاف الله وتستعظم الحرام ولا تستصغر قطع الرؤوس وقتل الأبرياء …
كوني عظيمة أمام أبنائك كي يتعلموا منك أن الإنسان عظيم بقيمته وأخلاقه وثباته على مبدأه ….
كوني أماً حقيقية لا أماً انفعالية لا تعرف كيف تربي الأطفال وتعتقد أن التربية هي بتوفير كل شيء للطفل حتى يفسده الدلال الزائد واستخدمي الحرمان أحياناً ليشعر الطفل بقيمة الأشياء ….
كوني صابرة وشاكرة لله ومطيعة لزوجك ومربية له ولأولادك حتى تشعر الأسرة بكل مكوناتها أنك هرم وأنك شعلة لا تنطفيء أبداً حتى بعد موتها …
كوني أسطورة خالدة حتى لا ينساك الزمن وحتى يدونك على صفحات التاريخ كما خلد نساء عظيمات من الماضي …
كوني كما أرادك الله وكما رسمتك شرائع أنبيائه عليهم الصلاة والسلام،
فيك حياء الفتاة التي عادت لتطلب موسى عليه السلام ليشكره والدها،
وفيك عفة مريم العذراء عليها السلام والتي تمنت الموت عندما كلفها الله سبحانه بمعجزة عيسى عليه السلام،
وفيك عظمة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها عندما احتوت سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام عندما حمل أعظم رسالة في رحلة وجود الانسان على الأرض …
لا تكوني تافهة وتعتقدي أن الحياة هي لباس وتجمل وزينة وانحلال وخروج للسهرات وقصة حب جنونية …
لا تكوني سطحية وتنظري الى القشور عند اختيارك لشريك الحياة غير الملائم لأن هذا الشريك هو ليس قدرك ولكنه سوء اختيارك واللعنة التي ستلاحقك حتى مماتك لا بل وحتى بعد مماتك لأنه سيكون الشماعة التي ستعلقين عليها كل أخطائك وسلوكياتك السيئة …
لا تكوني منغمسة بالحياة والمجون وتعتقدي أن ما بين يديك من نعمة العائلة والوظيفة والعافية والراحة النفسية هي نعم التحصيل الحاصل
بل لا بد من شكر الله على نعمة البيت والعائلة والزوج والوظيفة،
ولا بد من التقرب الى الله سبحانه بالدعاء وبالشكر لانه بالشكر تدوم النعم….
كوني كما نحبك أن تكوني أماً عظيمة وأختاً عفيفة وزوجة رائعة بحبها لأهل بيتها وبنتاً شريفةً تعتز بشرفها وبقيمة وجودها.
عندها ستكونين جديرة بأن نقول لك: كل عام وانت بخير أيها المرأة الرائعة