كتبت. هند السليم
المرأة هي صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغير جيلاً بأكمله إن أرادت ذلك، إلا أن البعض من الناس يمنعوا عنها حقوقها وبشكل يجعلها كائن عادي شأنه كشأن أي مخلوق آخر لم يكرمه الله تعالى، وهذا الأمر موجود في كافة الثقافات اليوم، وليس مقتصراً على فئة معينة وكل شخص يتعامل مع المرأة بالطريقة التي تعجبه.
هي المرأة في يومها، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بل تتقدم بجدارة، لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود وما تقيدت به من عصبيات جاهليه، مؤمنة بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة إلى الأمام بلا تراجع يملأها الأمل وثقة المدافع عن الحق.
يوم المرأة هو احتفال عالمي بجهود المرأة ودورها الفعال في شتى مجالات الحياة، ويعبر فيه العالم عن حبه وتقديره للمرأة بشتى أدوارها في حياتنا، وما قامت وما زالت تقوم به من إنجازات اجتماعية وسياسية واقتصادية عظيمة بارزة في المجتمع، ويهدف هذا اليوم لكسر التميز والاعتراف بكل الجهود التي تبذلها المرأة في شتى نواحي الحياة، ولهن لمسات مميزة في دعم كافة المجالات.
في زمننا الحاضر، نلاحظ أن مجتمعنا النسوي بات متنوع بين ربة منزل أو عاملة، منهن نساء يجاهدن في البيت ويضحين في معظم الأحيان؛ فالمرأة كائن متعدد الأوجه والقوى والطاقات … هي الأم والبنت والأخت والزوجة والخليلة، هي الإبداع والجمال والضعف والقوة والصفاء والبهاء.
ومنهن أيضاً المرأة التي تمكنت من تجاوز العقبات وأثبتت جدارتها وكفاءتها الى أن بتنا نرى اليوم الوزيرة والصحفية والنائبة …. الخ ، فنجد الكثير من السيدات اللواتي سجلن انجازات عملية وعلمية غيرت وجه العصر الحديث؛ كما يوجد الكثير من النساء اللواتي قدمن مزيجاً نادراً من حيث الجمع بين المعرفة والكفاءة العلميّة، والنماذج النسائية التي أحرزت مكانة مرموقة بما حققته من انجازات يشار لها … كما هي السلطانة الحاكمة، والتاجرة الرابحة برأس مال وحيد أوحد وهو أنوثتها وأمومتها.
إن الحياة لا تقتصر على رجل لأنها في حد ذاتها مؤنثة؛ والجنة بوعودها وذخائرها مؤنثة؛ والسعادة مؤنثة لأنها تختنق بدون وجود الأنثى، وما التأنيث سوى فخر لكل من عاشت في تصالح مع طبيعتها الأنثوية التي قد يزداد بريقها ويكتمل رونقها تحت ظل رجولة حقيقية تعتبر كل نساء الأرض أميرات حتى لو اقتصر رصيدهن في الجمال على ابتسامة ذكية.
وفي هذا اليوم الثامن من آذار والذي يصادف يوم المرأة العالمي، ننحني إجلالا لكل الماجدات اللواتي قدمن أرواحهن في سبيل تحرير الوطن والخلاص من المحتل، ولكل من عذبن في السجون والمعتقلات وقدمن أرواحن فداءا على طريق الحرية والاستقلال، ونبارك للمرأة يومها وندعو لها بالمزيد من التقدم والعطاء على ذات الطريق لرفعة المجتمع وتطوره ومزيدا من العطاء يا نساء بلادي.
زميلاتي العاملات … عزيزاتي ربات البيوت
أعطيتم فتسامى عطاؤكم حيث اصطفت العبارات والاحاسيس الصادقة النابعة من قلوبنا أمام نهر متدفق من المهنية العلمية الطبية المكللة بالمقدرة والكفاءة العظيمة والتي امتزجت بالإنسانية والرعاية وبكل سعة ورحابة صدر ورقي أخلاق، فلا نملك إلا ان نقول لكن جزاكن الله خيرا وبارك لكن وعليكن بعملكن خيراً وصحة وعافية وألف شكر.