صدى الشعب – تجربة البروز النسوي للاستعداد للانتخابات الآن ، يتم الغوص فيها بأسلوب سعيد يشبه السباحة في بحر من الورود وأعياد شم النسيم! وخاصة لأن الإعلان الصريح في تحقيق تاريخ الانتخابات النيابية والبلدية جاء في فصل الربيع، وتم التصريح الملكي الرسمي بتلبية مستحقات المرحلة الديمقراطية بإجراء الانتخابات النيابية والبلدية في هذا العام.وبينما الأرض تكتسي بالزهور والبلاد تنتعش بالخضرة وفرح المواسم!
وبرز الفرح النسوي بروز راس السلحفاة او السلحف، وهي فعلاً من اسعد المواسم حيث فجأة برزن للتفكير بطريقة جادة تضمد جراح الماضي الحزين عن أكتاف النساء، وهذه التجربة النوعية المنشرحة تكمن في أجواء التفاؤل الواسع بين قطاعات المرأة الفاعلة في الأردن.
ومع أنه ليس بالضرورة أن يشمل الفرح والانشراح جميع طوابير النساء، وخاصة اللواتي خضن تجربة الجرح العميق في القلب، واللواتي انتكست فوق رؤوسهن البرامج السياسية والتنموية والثقافية المعدة من أفكارهن الخاصة، واللواتي عادت عليهن الشجاعة والإقدام بالإنكار والإهمال وأطنان الاستهتار. ببرامج العمل المتميز عن الرجال والشجاعة الوطنية لأجل الوطن، أنه ليس بالضرورة أن تبتهج اللواتي حملن أعباء التمهيد والتعبيد لحقوق المرأة الأردنية وتمكينها من الوصول لمحطات الجرأة والشجاعة في تقديم قدراتها للمشاركة في العمل العام!
أو في واقع الحال السياسي، سواءً أكان برلمانياً أو بلدياً أو حزيباً أو تنفيذياً، فإن صفحات الذاكرة في التاريخ السياسي الأردني لن تهضم شعاع الشخصيات النسوية الأردنية وكفاءاتها في العمل والسهر والتحدي لإطلاق عنان الحضور النسوي الجاد.
فالنساء الكفؤات اللاتي سهرن الليالي العصيبة ووقفن الأيام العجيبة لتأكيد حضور المرأة في العطاء الوطني ! لم يكن حالهن يسمح بما يسمح به حال النساء الآن (مدللات … منعمات … مسموعات … كوتات … حصص … خطط … دعم …) فلماذا تنهج النساء الآن نفس النهج المترامي الأطراف بالهبة الفجائية المرتجلة في لحظة وضحاها؟
فالنساء السابقات كان حالهن صعباً عسيرا لا يقارن بعهد النساء الآن! وقد عبدن الطرق لأجل حال أرقى وأفضل لنساء المستقبل الموعود.
(الحالي) وهو الوعد الذي ينطبق عليه حقيقة (غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون) فقد عانت النساء في تاريخ البلد أشد المرارة لتصل النساء بسرعة نباهتهن الدائمة وليست اللحظية المؤقتة للاحتفاظ بالموقع المثالي في التمثيل والتشريع، ولكنها مع الأسف ما زالت لم تتعلم وما زالت تنتظر هبة رياح سريعة لتلحق بها وربما تعود اخف من هبة الريح تلك! لتخف وتعود أدراجها منكسرة مثل أختها في السابق، مع أن الفارق في العدة والعتاد يمكن المرأة الحالية من النجاح دون حصص.
كتبت. عائشة الخواجا الرازم