2025-12-07 | 5:13 مساءً
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home كتاب وأراء

بين كانونين سافر يا شقي

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 10:52

صدى الشعب – كتب م.مدحت الخطيب

مع كل شتوة تدخل علينا، أشعر أن السماء تُعيد فتح صندوقٍ قديمٍ خبّأت فيه أجمل ما عشته وأكثر ما أوجعني في هذه الحياة ..تساقط المطر بالنسبة لي ليس ماءً ينزل من الغيم ليسقي الأرض والزرع، بل ذاكرة كاملة تفتح أبوابها ، لتعود بي إلى أكثر من عشرين عاماً.


إلى تلك الأيام التي بدأت فيها طريقي نحو العمل في مطار الملكة علياء وأيام الدراسة في الجامعة ، يوم كان الشتاء امتحاناً حقيقياً لا يعرف لينا ولا هوادة.. كان إمتحانا يبدأ قبل الفجر وينتهي عند أبواب التعب اخر النهار

كنت أغادر قبل صلاة الفجر، لا أحمل معي إلا برد الطريق وإصرار شابٍ طلب العُلا، لا يريد أن يتأخر عن عمله وتحقيق مستقبل أراده لنفسه.. لم تكن الرحلة الحقيقية رحلتي لوحدي بل رحلة أمي عليها رحمة الله ، فهي من كانت تستيقظ قبل الموعد بساعات، كانت تراقب حركة السيارات وتميز باص أبو عدنان عن باص أبو فراس كانت تتهيأ وكأنها هي التي ستسافر، لا تغادر نافذتها، لا ترتاح، لا تتنهّد ولا تتذمر حتى تسمع صوتي يقول: وصلت يمه ارجعي نامي ساعةً قبل أن يبدأ يومك الجديد في خدمة أبي أمد الله في عمره وإخواني فلكل منهم قصةً أخرى مع الجامعات والمدارس..

ما زال صدى عبارتها يتردد في أذني كأنها قالتها هذا الصباح:
“بين كانونين… سافر يا شقي.”

أمي لم تكن مثل باقي النساء..كانت تحمل قلق العالم كله لوحدها، كانت خَفَرًا على هيئة إنسانة، كانت تملك قلباً يسع خوف الدنيا بأكملها، تقف خلف زجاج نافذة معتمة، تراقب الشارع الذي لم يكن يرحم أحداً في تلك الليالي من شدة الظلام ، وتشدّ على الطريق بالدعاء أكثر مما تشدّ يدي على الحقيبة..

اليوم يمه، مع أوّل ساعات الفجر و قطرة مطر، شعرت أن كل ذلك يعود دفعة واحدة، عاد بنور وجهك الوضاء وجه أمي الذي أشرقت منه الشمس ، عاد بقلقها، عاد بدفؤها الذي كان يهزم برد كانون..
نعم تغيّرت حياتنا للأفضل يمه، توسعت الطرق وامتلكنا السيارات واستقرت بي الحياة في العاصمة وعلى رأيك صرت (اكابري عماني) وبشم نفس الهوا الي بشمه الملك ،نعم صارت السيارات أسرع والظروف أسهل… لكن شيئاً واحداً بقي كما هو: ذلك الفراغ الذي لا يملأه شيء بعد رحيل الام ..

صدقوني رحلت أمي وهي لا تطلب من الدنيا إلا سلامتنا، رحلت رغم تعبها وهي تردد دعاءها الذي كان يكفي لحماية مدينة بأكملها:


“شوفاتهم بالدروب ولا حسراتهم بالمقلوب… ربي لا يشعث حدا فيكم.”
كانت تترافع يومياً أمام محكمة الحياة بهذا القسم الذي لا يشبه إلا قسم أمهاتنا:
“الشوكة اللي بدها تيجي بإصبع واحد فيكم… تدخل بصبّي عيني..

نعم كبرنا و تغيّر كل شيء، لكن قلب الأم لا يغيّره الزمن، ولا يمحوه الغياب. هناك دعوات تظل تحرسك حتى بعد أن يُغطّي التراب أصحابها. وهناك حنين يشتدّ كلما نزل المطر، كأنه يقول لك:


بعض الرحيل لا يُنسى… وبعض الأمهات لا يغيبن مهما غبن…
في هذه الأيام المباركة
ربي أنزل على قبر أمي وامواتنا جميعاً رحمة واسعة ، اللهُم أسقي قبور موتانا غيثاً ترتوي به تربتهم وأجعل قبورهم بردًا وسلاماً إلى يوم يبعثون..

Medhat_505@yahoo.com

Tags: آخر الاخبار
ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

كتاب وأراء

تربية الأطفال والتوتر الزوجي ..

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 15:49
كتاب وأراء

وظيفة الحاكم الإداري في الفكر الاجتماعي الأردني

الأحد, 7 ديسمبر 2025, 10:18
كتاب وأراء

وحدة الموقف الفلسطيني.. من يعطلها؟

السبت, 6 ديسمبر 2025, 12:28
كتاب وأراء

حل أم عدم حل الحزب !!

السبت, 6 ديسمبر 2025, 12:26
كتاب وأراء

حرب الدولة على الإشاعة

السبت, 6 ديسمبر 2025, 11:57
كتاب وأراء

السوار الإلكتروني في القضايا الشرعية .. خطوة تُضعف العدالة الأسرية

الجمعة, 5 ديسمبر 2025, 15:15
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية