صدى الشعب – كتب محمد داودية
من أهم وأبرز النتائج الاستراتيجية لما يقع في سورية الحبيبة، ان المشروع الطائفي التوسعي الإيراني، أخذ ينكسر، وسيصبح خارج قدرة إلحاق المزيد من الأضرار بأمتنا.
لم يلجأ طاغية إلى الذبح، كما لجأ نظام الأسد الأب والإبن، والنتيجة المطلقة أن القمع بأعلى درجات الإفراط لم يُجدِ، ولم يحقق الأمن للطاغية.
وكان طبيعيا ان يستجر ظلم الطاغية إلى سورية، تنظيمات الإرهاب وتنظيمات الحرية !!
وحقيقة ان القوة لا تثمر أمنًا، لا يتعظ بها كيان التوسع والاستيطان الإسرائيلي الوحشي، الذي سيصل إلى الحتمية ذاتها، التي انتهى إليها الطغاة والمحتلون.
لقد تجلى فساد وسقوط وصفة البراميل المتفجرة، والمقابر الجماعية، والزعيم الخالد الأوحد.
الحمد لله انني لم أكن من المثقفين العرب مؤيدي هذا النظام الدموي، ولا من أحباب الطغاة كلهم، ولا من المخدوعين بعرط نظام الملالي الطائفي، كي لا اكون مطالَبًا أمام ضميري، وكي لا يطالبني أحد، وكي لا يستنجد بي النظام الدموي مطالِبًا بانسجام القول مع الفعل، والتوجه إلى خنادق دمشق وسواترها للدفاع عن نظام الأسد الممانع، قائلًا لي: تفضل مانع !!
لقد تلطّى الأسد واحتمى، خلف ساتر “اليوم التالي بعد الأسد”. وهو الساتر الوهمي الذي لم يعد العالم يراه، على أمل ان الفصائل المعادية للنظام، التي يرعاها النظام التوسعي التركي، قد تخلت عن عقيدتها الإرهابية، التي صبت في جعبة النظام طيلة عقد من الزمان.
يتم الآن طرح أكثر من احتمال في حال سقط النظام الدموي، للحكم الانتقالي التالي بعد نظام الأسد.
والمؤكد ان بشار الأسد، لن يقوم بالاصلاحات اللازمة للمصالحة الوطنية العامة، فأصبح أحد الحلول أن يقوم الجيش السوري أو الطائفة العلوية ب”انقلاب القصر” فيغير الطاقم السوري الحاكم، قبل أن ينهار النظام وتعم الفوضى التي باتت على الأبواب.
نحن في الأردن، في مأمن من أية احتمالات قد تتشكل على حدودنا الشمالية، لأن جدار “الوسائد” الصلب الذي بنته المخابرات الأردنية العملاقة، على طول حدودنا الشمالية، يعمل بكفاءة كافية وأكثر.