الهدنة الإنسانية لم تقدم الدعم الطبي اللازم لمعالجة الحالات الطبية الطارئة
إصابات بصفوف جنود الاحتلال بمرض الشيغيلا
نقص الموارد يفاقم الحالة الصحية مع عدم توفر العناية الطبية اللازمة
المضاعفات النفسية تضعف المناعة
نقص وسائل التشخيص يعقد تحديد الأمراض ويزيد من التساؤلات حول الحالات الموجودة
الاحتلال يتعمد خلق بيئة خصبة للأمراض والفيروسات بغزة
صدى الشعب – سليمان ابو خرمة
قال عضو لجنة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي ان تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية بقطاع غزة أثر عدوان الاحتلال الإسرائيلي يعرض سكان القطاع للإصابة بالأمراض والفيروسات، مشيراً إلى أن القطاع يشهد نقصًا حادًا في المياه الصالحة للشرب، وفي حال توفرت فإنها غالبًا ما تكون ملوثة.
وأضاف الحجاوي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن أنظمة الصرف الصحي بها غير صالحة أو متضررة، وقد يتم تخريبها بشكل متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما يؤدي إلى خلط المياه العادمة بمياه الشرب، مما يزيد من حالات التلوث.
وعبر عن قلقه من عدم توفر الموارد والقدرات الضرورية لإصلاح هذه المشكلات، مشيرًا إلى أن عدم توفر الوقود، لتشغيل المستشفيات والمياه يزيد من المعاناة.
وأكد أن هذه الظروف تؤدي إلى بيئة غير صحية، حيث تتراكم القمامة وبقايا القصف، وتظل جثث تحت الأنقاض، مما يُخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروسات والبكتيريا وزيادة خطر انتشار الأمراض المعدية.
وأشار إلى احتمالية استفحال أمراض مثل الشيغيلا، مشيرًا إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية التي تؤكد وجود حالات من هذا المرض، خاصة بين جنود الاحتلال.
وأوضح أن رغم استخدام جنود الاحتلال لطعام طازج في دباباتهم، فإنهم لا يمكنهم تجنب التلوث بسبب البيئة المحيطة التي يتواجدون فيها، حيث يكون الاتصال مباشرًا مع الرمال والأرض الملوثة بالصرف الصحي، والتي قد تكون ملوثة بمياه البحر التي تصل إليها الرمال، مؤكداً على أن من سبب التلوث عاد إليهم بالوباء والميكروبات.
وبين الحجاوي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن الالتهاب الكبدي الوبائيa أحد الأمراض التي يمكن انتقالها عبر الطعام والماء الملوثين، مشيراً إلى أن تقارير منظمة الصحة العالمية حول وجود العديد حالات الإصابة بهذا المرض.
ونوه الى أن الالتهاب الكبد الوبائيa ينتقل بسبب عدم توفر الاصحاح البيئي مما يودي الى انتشار الالتهابات والزحار، مشيراً إلى إدخال الأردن لهذا اللقاح الذي يكون توفره محدوداً في العديد من الدول، وربما يكون غير متاح في غزة، مما أدى إلى خلق بيئة مواتية لانتشار هذا المرض وحذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة هذا المرض.
ولفت إلى إمكانية انتشار أمراض أخرى مثل الشيغيلا والأميبا، بالإضافة إلى حالات التسمم الغذائي التي تنجم عن المسببات الممرضة مثل السالمونيلا، والتي تُسببها البكتيريا الممرضة.
وأوضح أن هذه الأمراض تزداد عند تناول الطعام، الأمر الذي غالباً ما يكون غير متوفر في غزة بسبب قيود وحصار الاحتلال لوصول الوقود والمواد الغذائية واللقاحات والأدوية خلال الهدن الإنسانية وبعدها.
وأكد إن هنالك عدد كبير من الجرحى بالمستشفيات والوفيات تحت ركام القصف، لافتاً أن كل هذه الأمور تُخلق بيئة ملائمة لانتشار الأوبئة وتشكل خطراً على سكان غزة الصامدين وتنذر بالخطر على الدول المجاورة التي تستقبل المرضى لعلاجهم.
أشار إلى أن حتى جنود الاحتلال، وحتى لو كانوا داخل الدبابات، سيتعرضون لهذه الظروف البيئية، وبالتالي ستصل لهم أيضًا الأمراض.
وأكد على وجود أولويات في مجال الصحة العامة مثل علاج الجرحى ودفن الوفيات لمنع تفاقم المشاكل الصحية وتكوُّن التراكمات التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية أكبر.
وبين أن هذه الظروف البيئية خلقت بيئة غير صالحة تنذر بحدوث الأوبئة، التي تنتج عن الطعام والشراب والرمال الملوثة وشواطئ البحر الملوثة والتي قد لا يمكن تطهيرها إلا بتشغيل المحطات الصحية التي من شأنها تحسين الوضع الصحي.
ولفت إلى أن الهدنة الإنسانية لم تقدم أي شي كالوقود والمعدات الطبية لتشغيل المستشفيات والمحطات الطبية بحيث هنالك نقص بالأوكسجين، مما يجعل التعامل مع الحالات الطبية صعبًا، بالإضافة إلى أن العمليات الجراحية تُجرى من دون البنج اللازم.
ونوه إلى أن المضاعفات النفسية التي تصيب إسكان القطاع بسبب مشاهدة أحبائهم يستشهدون أمام أعينهم تؤثر على المناعة وتسهم في نقل الأمراض.
وأشار إلى ضرورة توفر وسائل التشخيص في غزة، حيث يفتقر النظام الصحي إلى القدرة على تحديد الأمراض بدقة، مشيراً إلى وجود حالات الإسهال والزحار ووجود المخاط والدم في البراز.
وأضاف أن تلك الحالات تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة الأمراض المتواجدة، سواء كانت السالمونيلا أو الشيغيلا أو الأميبا أو تسمم غذائي بأشكاله المختلفة أو حتى إمكانية تفشي الأمراض المعدية بسبب الوضع الصحي.
وأكد أن كل هذه العوامل خلقها الاحتلال لتسهم بشكل متعمد في إحداث هذه الحالة الصحية المأساوية.
وأشار إلى أنه خلال الحروب التي سبقت عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان النهج مختلفًا مثلاً الحرب الأوكرانية، لم يتجرأ أحد على استهداف المستشفيات أو الأطفال.
وأشار الى أن منظمة اليونيسف حذرت من أن الالتهابات قد تصيب بشكل أكبر الأطفال صغر السن، مؤكداً أن هناك حاجة ماسة لتقديم اللقاحات لتعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال بغزة وحمايتهم من الأمراض المعدية والوبائية التي قد تنتشر بشكل كبير.
وأوضح أن جميع هذه العوامل تُدار بشكل متعمد من قبل الاحتلال الإسرائيلي بهدف خلق بيئة ملائمة لانتشار الأوبئة بقطاع غزة، مؤكداً أنه من الضروري أن تتدخل منظمة الصحة العالمية لمعالجة هذا الوضع والعمل بجدية أكبر لمنع انتشار الأمراض والأوبئة في قطاع غزة.