من يصدق أن فريقا مغمورا مثل قاديش، تمكن من هزيمة فريقي ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الاسباني لكرة القدم؛ حيث تغلب على “حامل اللقب” بهدف في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ثم تغلب على “الوصيف” بهدفين لهدف، أول من أمس؟.
من يصدق أن برشلونة استحوذ على الكرة بنسبة 82 % مقابل 18 % لقاديش، وأن الأول سدد 21 كرة منها 8 على المرمى، فيما سدد الثاني 8 كرات منها 3 على المرمى ومع ذلك خسر برشلونة؟، ومن يصدق أن قاديش له 18 نقطة في 12 مباراة، بينما يتأخر عنه برشلونة في الترتيب حيث جمع 14 نقطة في 10 مباريات؟.
من يصدق أن قاديش الذي وإن تأسس قبل 110 أعوام، ويشارك للمرة الثانية في “الليغا” بعد أن شارك في الموسم 2005-2006، وحل في المركز التاسع عشر وقبل الأخير جامعا 36 نقطة في 38 مباراة آنذاك وهبط إلى الدرجة الأدنى، فعل ما فعله مع “كبيري” الكرة الاسبانية بهذا الشكل؟.
من يصدق أن برشلونة جمع 14 نقطة فقط وخسر 16 نقطة في 10 مباريات؛ حيث فاز في 4 مباريات وخسر مثلها وتعادل مرتين وسجل 20 هدفا مقابل 11 هدفا دخلت مرماه؟.
كان الممثل الراحل قبل عام نبيل المشيني يردد مقولة شهيرة في مسلسل “حارة أبوعواد”، حفظها الناس عن ظهر قلب “يا زمان الشقلبة، ويش سويت؟”.
نعم، إنه “زمن كورونا” و”زمن قاديش”، الذي أطاح بالفريقين الكبيرين وجعل أنصارهما يشمتون ببعضهما بعضا، بعد أن أصبح الفريقان “في الهوا سوا”.. فريق لا إنجاز له وصاعد حديثا لدوري الدرجة الأولى، يفعل كل ذلك، بعد أن امتلك إرادة قوية وعزيمة على قهر الصعاب وجعل المستحيل ممكنا.
بعد أن فاز برشلونة في آخر ثلاث مباريات قبل مواجهة قاديش، وسجل خلالها 11 هدفا دون أن تهتز شباكه بهدف “فاز على دينامو كييف 4-0 واوساسونا 4-0 وفرينكفاروزي المجري 3-0”، كان من الطبيعي أن يتفوق على فريق بوزن قاديش، لكن الأخير فرض كلمته ومنطق العطاء بعيدا عن الأسماء والتاريخ.
بعد الخسارة، يقول مدرب برشلونة، الهولندي رونالد كومان، أن فريقه تراجع “خطوة هائلة إلى الوراء على صعيد احتمالات المنافسة على اللقب، يجب أن نرى الأمور من هذه الزاوية”.
حتى أنت يا قاديش!.