صدى الشعب – كتبت د.ميرفت المهيرات
في عالم الأشرطة الوردية ورسائل التوعية بالفحص المبكر، يختبئ سؤال صامت لكنه مؤثر: لماذا ننتظر حتى يظهر المرض لنتحرك، بدل أن نمنعه من الأساس؟ الفحص المبكر بلا شك ينقذ الأرواح، لكنه مجرد شبكة أمان في نهاية الطريق، بينما القوة الحقيقية تبدأ في كل لحظة نختار فيها أن نعتني بأنفسنا.
تخيلي جسدك كحديقة ، مليئة بالحياة والزهور. الفحص يشبه الحارس الذي يكتشف الأعشاب الضارة حين تظهر، لكنه لا يمنع نموها إذا كانت التربة فقيرة والماء قليل والشمس ضعيفة نمط حياتك اليومي هو التربة الحقيقية، هو الشمس والماء والهواء الذي يحمي الحديقة ويمنع أي تهديد من الاقتراب النوم العميق هو الري الذي يصلح الأرض ويعيد التوازن، الطعام الذي تختارينه هو السماد الذي يغذي الحياة أو يفتح الطريق للفوضى، والحركة اليومية هي النسيم الذي يجعل كل شيء يتحرك بسلاسة، بينما التوتر المزمن يشبه العاصفة التي تهدم كل ما بنيته.
هذه التفاصيل اليومية قد تبدو مملة، لكنها تحمل قوة صامتة. كل ليلة نوم كافية، كل وجبة صحية، كل لحظة حركة، وكل تمرين لإدارة التوتر يصنع فارقًا أكبر من أي فحص طبي. الوقاية ليست مجرد حدث في التقويم، بل أسلوب حياة، وليست شيئًا تقومين به، بل الشخص الذي تصبحين عليه.
في هذا اليوم الوردي، ارتدي شريطك واذهبي للفحص، لكن لا تجعليه النهاية؛اجعلي منه خطوة صغيرة ضمن رحلة أكبر، رحلة تصنعين فيها جسدك حصنًا ضد المرض، حياة تُحفظ وتُعتنى بها بكل تفاصيلها، حياة تستحق أن تُعاش بحماية ووعي لا يتوقف.






