صدى الشعب _ليندا المواجدة
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبو زيد في حديثه لـ صدى الشعب التطورات الأخيرة في مسار المفاوضات بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي مركّزًا على أربعة محاور أساسية: أسباب تنازل المقاومة عن ورقة الأسرى، احتمالات عودة نتنياهو إلى الحرب، ظهور جاريد كوشنير في المفاوضات لأول مرة، والرمزية الزمنية للأيام 6 و7 و10 أكتوبر.
واعتبر أبو زيد أن هذه الملفات مجتمعة تشكّل مفتاح فهم المرحلة الحالية من الصراع حيث تتداخل الاعتبارات السياسية والميدانية والدبلوماسية في رسم ملامح السيناريو المتوقع خلال الأيام المقبلة وتؤثر بشكل مباشر على التوازنات بين الأطراف كافة.
وأوضح أبو زيد أن ما بعد ردّ المقاومة يطرح ثلاث نقاط لافتة تتعلق بـ التوقيت، والشخوص، والمكان، مشيرًا إلى أن اختيار السادس من أكتوبر كبداية زمنية لم يكن مصادفة فبحسبه، كان ترامب يرغب بانطلاق العملية قبل هذا التاريخ لكن تم دفعها إلى السادس من أكتوبر بذكاء مصري لأن هذا اليوم يحمل رمزية قومية للمصريين باعتباره ذكرى حرب العبور، ما جعل اختياره خطوة ذات دلالة سياسية وتاريخية .
وأضاف أن اختيار مدينة العريش كمقرّ للتفاوض لم يكن عشوائيًا أيضًا فهي المنطقة نفسها التي شهدت معركة السادس من أكتوبر والتي مُني فيها الاحتلال الإسرائيلي بإهانة عسكرية ما يمنح للمكان رمزية مضاعفة.
وأشار أبو زيد إلى أن العاشر من أكتوبر يحمل أهمية خاصة أيضًا، إذ يتزامن مع موعد إعلان جائزة نوبل للسلام التي يسعى ترامب للحصول عليها لذلك يمكن فهم استعجاله في الوصول إلى نتائج ملموسة خلال 72 ساعة فقط رغم أن ذلك غير واقعي لكنه يسعى لتسجيل إنجاز سياسي قبل العاشر من أكتوبر ، أما السابع من أكتوبر فيرى أبو زيد أنه يحمل رمزية عند المقاومة كونه تاريخ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” ما يفسّر تمسّكها بعدم التفريط بمكتسباتها السياسية والميدانية رغم التنازلات المرحلية.
وبيّن أن المقاومة تراهن حاليًا على عنصر الوقت، وتسعى إلى كسبه عبر تقديم تنازلات محسوبة وهو ما يفسّر دخول شخصية جديدة إلى طاولة المفاوضات هي جاريد كوشنير، مشيرًا إلى أن الوفد الأميركي يضم الآن ويتكوف وكوشنير معًا.
وقال أبو زيد: إن وجود كوشنير في هذا التوقيت تحديدًا يعكس رغبة ترامب في الدفع بوجهه إلى المفاوضات لأنه قادر على إقناع نتنياهو بتقديم تنازلات مقابل مقايضة إقليمية يقودها بنفسه باعتباره مهندس الاتفاقات الإبراهيمية في المنطقة.
وأضاف أن ترامب يرمي بكل ثقله لإنجاز المرحلة الأولى من الاتفاق، بحيث يقدم كل طرف تنازلات محدودة، إلا ان المقاومة من خلال تنازلاتها لن تقبل المساس بالثوابت الجوهرية مثل نزع السلاح أو برمجة انسحاب قوات الاحتلال أو ملف الرهائن الفلسطينيين الموجودة في سجون الاحتلال.
وأكد أبو زيد أن مسألة نزع سلاح المقاومة ستخضع وفق رؤيته لتلاعب لغوي ودبلوماسي دقيقًا موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا جدًا بين نزع السلاح ووضع السلاح، فالأول يتم بالقوة ومن قبل الاحتلال الإسرائيلي، أما الثاني فيتم مقابل ضمانات بعدم استخدامه ولو كان ذلك مؤقتًا، ويمكن تسليمه لأي جهة مصرية أو جهة دولية، لكن لا يُسلم للاحتلال الإسرائيلي.
المقاومة لن تقدم تنازلات بالثوابت، بمعنى نزع السلاح، وبرمجة انسحاب قوات الاحتلال، والرهائن الفلسطينية الموجودة في سجون الاحتلال، وهذا السيناريو المرجح الذي قد يجري والسؤال القوي الآن والمتبادر إلى الذهن: ماذا لو أن نتنياهو أخذ الأسرى وعاد للحرب بعد المرحلة الأولى؟ المقاومة تدرك خطورة هذا السيناريو، لذلك تطلب ضمانات إقليمية ومن ترامب نفسه بأن يكون هناك ضامن بعدم العودة للعملية. وفي حال ضرب ذلك بعرض الحائط وعاد، فإنه سيصطدم ليس فقط بالمجتمع الدولي، بل أيضًا بالشارع الإسرائيلي الذي بدأ يتقلب على نتنياهو






