صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
هزت قضية اعتداء وحشية على الاستاذ الاكاديمي بجامعة مؤتة الدكتور احمد ألزعبي الشارع الاردني عندما أقدم طالب بنفس الجامعه وبكلية الهندسة على طعن الاستاذ الدكتور ب 13 طعنة ، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد وسط موجة عارمة من الغضب والتنديد والمطالبة الشعبية بتنفيذ أقصى العقوبات في حق مرتكبي الجرائم البشعة.
هذه الجريمة النكراء يضاف اليها جرائم ربما أكثر دموية وبشاعة تضعنا في خانة ان جرائم الاونة الاخيرة غير مسبوقة ويجب الوقوف عندها لتحليلها ومن المؤسف اننا قبل اسابيع شاهدنا فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بسحب رشاشات على سائق تكسي بالشارع العام وكأنك في ولاية تكساس الامريكية ما الذي حصل في المجتمع ، هل هو الانفلات الامني ؟ أو بعد النازع القيمي والديني ؟ أم سوء الاوضاع الاقتصادية ؟ وتنوعت الجريمة وأصبحت تصلح لصناعة أفلام جرائم الاثارة في (هولوود ) مثل جريمة قتل وإحراق للجثة في بناية بشفا بدران وقتل وتقطيع ورمي أعضاء الجثة في اماكن متفرقة في منطقة سلحوب وغيرها .
إن هذا الحجم المتنامي للعنف والجريمة في بلدنا يدعونا إلى عدم الاستهانة بهذا الجنون الذي يجتاح مجتمعنا , ويأخذ شكل العنف الذي يعبر عن نفسه بطرق وصور كثيره من الخشونة والفضاضة المادية والمعنوية وكأنه أصبح ظاهرة وليس حاله عابرة وتنوع العنف أصبح سلوكاً اجتماعياً يترسخ في المجتمع بكل شرائحه وفئاته وأعماره ، الشهور الماضية مليئة بالجرائم البشعة مثل قتل والدة لابنتها الوليدة ومشاجرة جماعية في لواء عين الباشا قتل فيها اثنان ومقتل طبيب على يد طبيب آخر وقيام شقيق سوري في مخيم الزعتري بقتل شقيقه طعنا لخلافات بينهما بينما الجريمة الابشع قتل شاب لوالدته طعنا في الكرك حيث طعن ست الحبايب ب 40 طعنة ، وجريمة من نوع اخر وقعت في الشونة الجنوبية حيث قام عدد من السارقين بمداهمة مزرعة وإثناء عملية السرقة تصدى لهم الحارس إلا إنهم قاموا بقتله وكذلك قيام شخص بقتل شقيقته في عين الباشا ضربا لخلافات بينهما .
وأحدث الجرائم الناجمة عن المخدرات وآخرها ارتكبها شاب سوري مقيم في الأردن قتل ثلاثة من إخوته ذبحاً قبل أن يقوم بالانتحار بإلقاء نفسه من فوق جسر عبدون وتشير تفاصيل الحادثة إلى طلب الجاني الذي يتعاطى المخدرات من ذويه المال إلا أنهم رفضوا طلبه فأقدم على قتل عدد من أفراد عائلته وهم نيام وأعادت هذه الجريمة المروعة إلى الأذهان جريمة أخرى ارتكبها شاب أردني بحق والدته قبل سنوات حيث أقدم على قطع رأسها وفصله عن جسدها تحت تأثير أشد أنواع المخدرات فتكاً بمتعاطيه والذي يطلق عليه محلياً اسم “الجوكر” ، المسئولين الامنيين يقولون ان حجم الجرائم المكتشفة 100% لكن هل جففنا أسباب هذا المستنقع الدموي ؟ لا أعرف كم شخصا سوف يلقى حتفه في المستقبل القريب بسبب الطعن أو الطخ بمسدس أو رشاش لكن أستطيع القول بأن قضايا قتل الناس يجب أن تتوقف ولا نريد ان يستيقظ طفل ويسمع على منصات التواصل أن والده مات مطعونا بسكين كحالة الاستاذ الجامعي البريء هؤلاء يحتاجهم أبناءهم ولا يجوز أن يفقدوا الدفيء والحنان بسبب جنوننا وإهمالنا وإذا أردنا أن نروّج لأنفسنا كمجتمع متصالح يحترم حقوق الآخرين فإننا نستحق أكثر من كلمات “أفكار وصلوات” من قادتنا في الاجهزة الامنية والحكومة لأن هذه المشاعر لن تُحيي هؤلاء الضحايا المفقودين وحتى لا تتكرر جريمة بشعة أخرى .