صدى الشعب – كتب محمد داودية
كان يوم أمس، يوم 6 أكتوبر، يوم حرب رمضان 1973، يوم عبَر الجيشُ المصري قناةَ السويس وخطَ بارليف، ويوم اقتحم الجيشُ السوري هضبةَ الجولان المحتلة.
لم يسأل أحدٌ في العالم كله، لماذا شنَّ الجيشان العربيان المصري والسوري الهجومين الصاعقين المباغتين يومذاك على جيش الاحتلال الإسرائيلي في سيناء والهضبة السورية !!
كان الهدف من الهجومين العظيمين، الذي شارك جيشُنا العظيم في أحدهما على الجبهة السورية، هو تحرير الأراضي العربية المحتلة، كان الهجومان حربَ تحرير، مستحقةً واجبة، لم يكن مِن شنِّهما بُد !!
7 أكتوبر 2023، جاء في ذات السياق، معركةٌ مستحقة واجبة في نسق معارك تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة.
طوفان الاقصى يوم 7 أكتوبر 2023، كان معركة دفاع عن النفس والأرض والشرف والكرامة.
كان معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يزعم بعضُ العالم الغربي أنها دفاع إسرائيلي عن النفس !!
والمعادلة هي:
الاحتلال = المقاومة.
وها هي مقاومة الشعب العربي الفلسطيني، ضارية محتدمة مضرجة بالدماء، مضمخة بالآلام والتضحيات، منذ ما يزيد على 75 عامًا، ولن تتوقف.
سيشن الشعبُ العربي الفلسطيني طوفانًا جديدًا، أخفَّ أو أعلى وتيرة، في أكتوبر أو تشرين أو آذار أو حزيران، ذات عام وعام وعام، إلى أن يذعِن كيانُ الاحتلال الإسرائيلي إلى هذه الحقيقة، فيقتنع أن اعتمادَه على القوة لن يجلب له الأمن، بل سيجر عليه طوفانًا آخر.
وإلى أن يذعِن كيانُ الاحتلال الإسرائيلي إلى استحالة أن يركع الشعبُ العربي الفلسطيني، أو يستسلم.
سلامٌ لا استسلام، هذا هو الذي يدرأ الطوفانات عن كيان الاحتلال، ويحقق له الأمنَ والاستقرار والسلام.
و7 أكتوبر، ليس بِدعة،
انه من صُلب تقاليد وتراث الشعوب الحرة العظيمة، انه مرحلة، محطة، معركة، لم نكن نتوقع أن تحقق جلاءَ الاحتلال، فجلاءُ هذا الاحتلال العنصري الفاشي، سيكون بالنقاط “الأكتوبرية” ما دام لن يسقط بالضربة القاضية.