الحياري لـ”صدى الشعب”: الغذاء الذكي عنصر مهم من عناصر الأمن الغذائي
مهيدات : دعم شامل لتوطين الغذاء الصحي وتعزيز الوعي الغذائي
عساف: المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي باستخدامات المضادات الحيوية
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
تصوير – عبد الرحمن حسن
بدأت اليوم الأربعاء في عمان فعاليات مؤتمر الغذاء الوظيفي (الذكي) الرابع، بحضور ممثلين عن السفارات، النقابات، الاتحادات الزراعية، ومنظمات دولية. يأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الوعي حول الأغذية الوظيفية ودورها في تحسين الصحة العامة وتطوير القطاع الغذائي.
وقال أمين عام وزارة الزراعة المهندس محمد الحياري الذي رعى المؤتمر، إن المؤتمر ناقش محاور عدة أبرزها هدر الغذاء وإنتاج المحاصيل الاستراتيجية والتصنيع الغذائي، مؤكدًا أن هدر الغذاء يشكل تحديًا عالميًا استوجب اتخاذ إجراءات فورية وفعالة، حيث يُهدر ثلث إنتاج العالم نتيجة ضعف الوعي أو قلة الإمكانات، ما يسبب آثارًا تغذوية وبيئية واقتصادية خطيرة.
وأضاف، إن الوزارة أطلقت حملة وطنية تحت عنوان “لا لهدر الغذاء” لتوجيه سلوك الأفراد نحو الحد من الهدر، الذي يقدر سنوياً بـ 93 كيلوغرامًا للفرد الواحد وبما يعادل نحو 955 ألف طن تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لحوالي 1.5 مليون شخص لعام كامل، مشيرا الى أن المبادرة شملت إطلاق البرنامج التدريبي الإبداعي لتحدي هدر الغذاء، وتطوير منهجيات لاحتساب الهدر، وإنشاء مؤشر وطني للهدر. وأوضح الحياري أن الوزارة تعمل على تحسين تقنيات الزراعة وزيادة كفاءتها، من خلال إطلاق مبادرات لتمويل الزراعات الذكية ودعم الإنتاج الحديث، مشيرا إلى مشروع الاستثمار في حوضي السرحان والحماد، الذي يوفر 36 فرصة استثمارية على مساحة 36 ألف دونم، لاستغلال مخزون مياه يصل إلى 24 مليون متر مكعب، بهدف تأسيس مشاريع تصنيعية أو تصديرية أو إنتاج محاصيل استراتيجية. وأكد أن محور التصنيع الغذائي يعد حلقة وصل حيوية بين الإنتاج والاستهلاك، حيث يتيح للمشاركين استعراض آفاق تحسين عمليات التصنيع وتطبيق معايير الجودة العالية، ما يضمن الحفاظ على القيمة الغذائية للغذاء وتقليل الفاقد خلال مراحل المعالجة والتوزيع. وبيّن أن الوزارة تعمل على تحفيز الصناعات الغذائية بالشراكة مع القطاع الخاص، من خلال مشروع تحفيز الصناعات الزراعية واستقطاب الاستثمار في المدن الصناعية، بالإضافة إلى إقامة مجمع للصناعات الغذائية في الأغوار الجنوبية.
وعلى هامش المؤتمر، قال الدكتور الحياري لـ”صدى الشعب” بأن الغذاء الذكي هو النوع الذي يتوافق مع متطلبات التصنيع الغذائي بما يضمن الصحة العامة والسلامة.
وأكد أن الغذاء يشكل مؤشراً أساسياً في تشكيل ملامح الصحة العامة للمواطنين فإذا كان الاستهلاك الغذائي سليماً، فإنه يعزز الصحة العامة ويضيف قيمة في استخدام الموارد بشكل أمثل ويأخذ في اعتباره متطلبات البيئة، مما يجعله عنصراً مهم من عناصر الأمن الغذائي.
بدوره، أكد رئيس المؤتمر، مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات دعم المؤسسة لتوطين صناعة غذائية صحية وظيفية، وتبسيط إجراءات توطينها، ودعم برامج التوعية الصحية التغذوية من قبل ذوي الاختصاص في المؤسسة لتعزيز الوعي لدى مستهلكي الغذاء الوظيفي، لافتا إلى أن الغذاء الصحي علاج. وأشار إلى أن الصحة الجيدة نعمة من الضروري المحافظة عليها، مثمنا التشاركية الحقيقية التي تجمع بين الجهات المختصة ممثلة بوزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والقطاع الخاص وغرف صناعة الأردن وكافة الجهات المعنية. وأكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) نبيل عساف، أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي باستخدامات المضادات الحيوية والصحة الواحدة بالتزامن مع تنفيذ مشروع الأمن الصحي العالمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأشار إلى أن المشروع يتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الزراعة، وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بما في ذلك وزارتا الصحة والبيئة، والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، بهدف دعم البلدان في بناء أنظمة صحة حيوانية مستدامة، وقدرات “صحة واحدة” للتخفيف من المخاطر الناجمة عن الأمراض الحيوانية المنشأ، ومقاومة مضادات الميكروبات في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأوضح عساف أن المشروع يساهم في الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة من خلال محورين: “إنتاج أفضل بنسبة 50%” و “حياة أفضل بنسبة 50%”، كما يعزز الوقاية من الآفات والأمراض، وإدارة المخاطر الصحية، بما في ذلك مقاومة مضادات الميكروبات، ويساهم في تزويد البلدان المعرضة لانعدام الأمن الغذائي بمساعدات عاجلة. وفيما يتعلق بالأردن، أشار عساف إلى أن القطاعات الحكومية المختلفة، بما في ذلك وزارات الزراعة والصحة والبيئة، تعمل على إدارة بقايا المضادات الحيوية والمقاومة لتعزيز الممارسات السليمة، مؤكدا أهمية الاستخدام الموجه لمضادات الميكروبات بممارسات تربية جيدة، نظراً لتطور البكتيريا المقاومة التي قد تنتشر إلى البشر والبيئة.
في تصريح خاص لـ”صدى الشعب”، أكد عساف أن المؤتمر الرابع الذي تنظمه الشركة بالتعاون مع وزارة الزراعة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والسلطات المعنية والجامعات، يعد حدثًا ذا دلالة قوية.
وأوضح أن هذا المؤتمر يسلط الضوء على أهمية الغذاء الذكي والغذاء الوظيفي، مشددًا على ضرورة تعزيز ثقافة الغذاء بين أفراد المجتمع، حيث يرتبط الغذاء ارتباطًا وثيقًا بصحة الجسم ووظائفه، بما في ذلك العقل.
وأضاف عساف أن الغذاء الذكي يلعب دورًا محوريًا في تحسين الصحة العامة والقدرات الجسدية والعقلية، ويساعد الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية على تحسين حالتهم.
ولفت إلى أن المؤتمر سيساهم في رفع الوعي حول أهمية الغذاء الذكي من خلال عرض أوراق علمية ومناقشة محاور متعددة تشمل الصحة الواحدة وموضوع متبقيات المضادات الحيوية، والتي أصبحت مسألة حيوية تستدعي التركيز وتسليط الضوء عليها، كما سيستعرض المؤتمر التقدم العلمي والخطة الوطنية للأردن فيما يتعلق بمقاومة المضادات الحيوية.
فيما أكد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الغذاء المهندس أنور حداد أن المبادرة الأردنية للغذاء الذكي والوظيفي التي طرحت على مدى الدورات الثلاث الماضية، تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف صحية واقتصادية.
وأشار إلى أن هذه الجهود يجب أن تكون مدعومة من قبل الدولة وبمساندة دولية، مؤكداً أن المبادرة نجحت في جذب اهتمام القطاع العام الأردني ومنظمات المجتمع الدولي، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم الحكومي والدولي لتحقيق أهدافها الكبيرة.
وأكد حداد أن النسخة الرابعة من المؤتمر تعكس أهمية توجيه الجهد الوطني نحو محور الغذاء الذكي والوظيفي كأداة لتحقيق الأمن الغذائي والحد من الجوع، مضيفا أن العالم بات على عتبة هذا النمط من الغذاء، مما يستدعي توجيه الجهود نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية والصحية.
تعزيز الوعي ودعم الصناعة الوطنية
من جانبها، أوضحت مديرة المؤتمر المهندسة رانيا البابلي أن المؤتمر يعكس الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، ضمن توجهات رؤية التحديث الاقتصادي.
وأضافت، إن رؤية الغذاء الوظيفي الذكي تعد وسيلة للتقليل من هدر الغذاء والاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية، ما يشكل ركيزة للأمن الغذائي المنشود، من خلال نشر الوعي والإرشاد وتأطير سبل توجيه الأسر المنتجة والجمعيات للاستثمار في الصناعات الغذائية.
من جهته قال الدكتور أمجد الرشايده، مدير مديرية الغذاء في مؤسسة الغذاء والدواء، أن المؤتمر الذي تنظمه المؤسسة يركز على “الأغذية الوظيفية” أو “الأغذية الذكية”.
وأوضح خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن هذه الأغذية تحتوي على مواد غذائية غنية مثل الفيتامينات والمعادن، التي تلعب دورًا في تعزيز المناعة وحماية الجسم من الأمراض المختلفة.
وأضاف الرشايده أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز صناعة الأغذية الوظيفية والترويج لها، مؤكدًا على أهمية توعية المستهلك الأردني باتجاه اختيار هذه الأنماط الغذائية الصحية.
وأشار إلى أن زيادة الوعي حول الأغذية الوظيفية يمكن أن تؤدي إلى تغيير إيجابي في عادات الغذاء لدى المجتمع، مما سينعكس على الصحة العامة.
كما أشار إلى أن المؤتمر سيسهم في دعم الصناعة الأردنية من خلال تعزيز إنتاج هذه المنتجات الغذائية، مما سيؤدي إلى توافرها على الأرفف الأردنية ويحقق تأثيرًا إيجابيًا على صحة وسلامة المستهلك.
يشار الى ان المؤتمر الذي يستمر حتى غد يعقد في ظل الأزمات الممتدة والتغير المناخي والحاجة إلى الاستثمار الأمثل في الغذاء بحضور عالمي، وسيناقش ملفات تتعلق بحاجة العالم للأغذية الذكية.