المعاني: يحدث متأخرًا أفضل من أن لا يحدث..بدران: المطلوب الخروج من النمط التقليدي للتعليم
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
منذ اللحظة الأولى لإعلان وزارة التربية نيتها تحديث نظام امتحان الثانوية العامة “التوجيهي” بدأت تدور الأحاديث في أوساط الجسم التعليمي بشكل عام والتربوي بشكل خاص حول آليات التطوير تلك حتى تفضي إلى الفائدة المرجوة منها.
خبراء ومختصون قالوا لــ”صدى الشعب”، إن نظام امتحان الثانوية العامة في المملكة بحاجة ماسة للتطوير، بينما يرى آخرون أنه من الأفضل بمكان الاهتمام بالمراحل المدرسية التي تسبق مرحلة الثانوية “التوجيهي”.
ويرى وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران ضرورة الاهتمام بتطوير المراحل السابقة لمرحلة الثانوية العامة “التوجيهي” حيث يكون الطالب أمضى نحو 11 عامًا بالمدرسة، مستدركًا أنها الفترة المناسبة لمرحلة التطوير .
وبحسب الدكتور بدران، فإن امتحان الثانوية العامة لا يمثل إصلاحًا في صلب التعليم ولكنه يشكل بوابة بالنسبة للكثيرين للولوج إلى التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن تقسيم المواد إلى سنتين لن يضيف شيئًا إلى التعليم لان المطلوب الخروج من النمط التقليدي للتعليم المدرسي والانتقال إلى قيام الطالب بالتفكير والاستيعاب.
وشدد بدران على ضرورة أن تنصب الجهود لجهة تطوير التعليم إلى الصفوف الأولى من التعليم المدرسي لتحسين أداء الطالب وتأهيل المعلم حتى يكون هناك تغير نوعي وتحسين جودة التعليم مشيرًا أن تقسيم المواد بحيث تكون كل سنة ثلاث مواد، فالطالب يجب أن يكون عند وصوله إلى الصف الحادي عشر متمكنًا من المواد التي درسها سابقًا وبالتالي يصل إلى المرحلة الثانوية “التوجيهي” لإضافة جزء آخر وإعادة التركيز ببعض المواد.
وأشار إلى أن إصلاح وتطوير امتحان الثانوية يجب إن لا يكون بتقسيم المواد إلى سنتين وإنما بإعطاء السنة الحادية عشرة والعاشرة جزءًا من العلامة النهائية التي بموجبها يدخل الطالب إلى الجامعة، ويرى أن المشكلة تتمحور بأن الامتحان خلال أسبوع يقرر مصير الطالب.
وبين بدران، أن تطوير امتحان الثانوي “التوجيهي” يبدأ بإعطاء عشرين علامة للطالب في الصف العاشر وعشرين علامة بالأول ثانوي وتكون العلامة بالمرحلة الثانوية 60 بالمئة، لافتًا بأنه يصبح نالك اهتمام كبير بهذه الصفوف وتصبح المدرسة والمعلم موضع الاهتمام بدلاً من الاعتماد على المراكز الثقافية .
وبين بأنه يجب أن ينظر لتطوير الامتحان بأنه إصلاح محتوى التعليم والتعامل مع التعليم وأن لا يكون الطالب متوترًا بل أن يكون جادًا على العمل وكذلك بأن يكون المعلم المحور الأساسي في هذه العملية.
من جهته، قال وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني، إن مشروع تطوير مرحلة الثانوية العامة التوجيهي على مدار سنتين تم طرحه سابقًا منذ عام 2009، مشيرًا إلى أن مشروع تطوير امتحان الثانوية درس مرات وبعهد أكثر من وزارة من وزارت التربية والتعليم وكذلك ومؤتمرات، وكان هناك لجنة وطنية للتوجيهي وتم تغير نظامه على هذا الأساس.
وأشار إلى أن النظام سيكون على مدار سنتين والمواد مقسمة فيها على مدار السنتين ولا يأخذها الطالب خلال مدة الامتحان فقط، لافتًا أن الطالب يأخذ مواد بأحد الصفوف، الصف الحادي عشر وينتهي منها ويبقى عليه بعض المواد يأخذها بالصف الذي يليه.
وأضاف، أن الوقت لكل مادة يكون أطول وأفضل لا يتمحور كله خلال أسبوعين ما يترتب عليه الخشية من الامتحان ، وحيث يبقى شكل الامتحان كما هو ولكن يتم تطويره وتقويته .
وأوضح، أن التحديث الذي سيتم على التوجيهي سيكون مريحًا للأهالي وكذلك للطلاب، لافتًا إلى أن الامتحان سيكون مثل ما هو متبع في الدول الأجنبية التي يمكن أن ينعقد فيها مرتان بالسنة، بحيث يتقدم الطالب عند الانتهاء من المادة للامتحان فيها دون الضرورة الانتظار لنهاية السنة .
ويرى المعاني، أن التطوير المتوقع على التوجيهي جيد ولو أنه متأخر ولكنه أفضل من أنه لا يحدث، مشيرًا أن التحديث والتطوير يقتضي تدريب المعلمين وتأهيلهم لتدريس المواد للطلاب بطريقة صحيحة وأفضل لأنها قد تكون مقسمة أو يتم تعديلها أو الاختصار لتتناسب مع أساليب التدريس.
وأكد المعاني، أن الناتج النهائي للتحديث والتطوير يكون أفضل بكثير مع الحفاظ على التوجيهي الأردني وهيبته في المنطقة.
من جانبه، وصف مدير مديرية الامتحانات في وزارة التربية محمد كنانة، إن الخطوط العامة لتطوير مرحلة الثانوية “التوجيهي” بأنها التفريع الأكاديمي والمهني الذي يبدأ من نهاية الصف التاسع وبداية العاشر، مشيرًا أنه سيتم اعتماد نظام بي تك للثانوية، والذي هو عبارة عن 480 ساعة للصف العاشر و360 ساعة للحادي عشر و360 ساعة للثاني عشر.
وبين بأن امتحان الثانوية العامة سيكون على مدار سنتين، والسنة الأولى، هي الصف الأول ثانوي يتقدم الطالب فيها بالمباحث المشتركة والسنة الثانية في الصف الثاني ثانوي ويتقدم فيها المباحث التخصصية.
وختم بالقول، بأن ما تم الإعلان عنه، هي الصورة العامة للخطة، لافتًا إلى أن هناك لجانًا تعمل على باقي تفاصيل الخطة وعند الانتهاء منها سيتم إعلانها بشكل أشمل.