الخزاعي لـ (صدى الشعب) التحقق من الخبر قبل مشاركته مسؤولية أخلاقية ومجتمعية لا يمكن التهاون بها
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونة
في عصر السرعة والانفتاح الرقمي، لم يعد تداول المعلومة حكرًا على المؤسسات الإعلامية الموثوقة، بل باتت وسائل التواصل الاجتماعي منبرًا مفتوحًا ينشر فيه المستخدمون كل ما يصلهم دون تحقق ومع هذا الانفتاح، ظهرت ظاهرة الأخبار الزائفة، التي باتت تشكّل تحديًا حقيقيًا للمجتمعات، نظرًا لما تحمله من معلومات غير دقيقة أو مضللة، تشوّه الحقائق، وتُحدث ارتباكًا كبيرًا بين الناس.
وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور حسين الخزاعي، أستاذ علم الاجتماع، أن الأخبار الزائفة وغير الحقيقية تكون غالبًا مجهولة المصدر، لأنها تهدف أساسًا إلى تضليل الرأي العام، والتأثير على بنية المجتمع وتماسكه، بل وتعمل على خلق فجوة بين الرواية الرسمية التي تصدر عن الحكومة والجهات المعنية، وبين الروايات الملفقة التي تروج لها هذه الأخبار الكاذبة.
ويُضيف الخزاعي أن هذه الظاهرة لا تهدد فقط وعي الأفراد، بل تنسف ثقة المواطن بمؤسساته، وتفتح الباب أمام الانقسام والشائعات لذلك، فإنه من الضروري، بل والملحّ، أن يتوخّى أفراد المجتمع الحذر الشديد في التعامل مع أي معلومة مشكوك بصحتها، لا سيما إذا كانت من مصادر مجهولة أو من قنوات ومواقع تفتقر إلى المصداقية.
ولعل الخطوة الأهم التي يجب أن يتحملها كل فرد، بحسب الدكتور الخزاعي، هي الامتناع عن إعادة إرسال هذه الأخبار أو التحدث بها أو نشرها عبر مجموعات الدردشة أو صفحات التواصل الاجتماعي، حتى لا نُسهِم دون قصد في نشرها على نطاق أوسع داخل المجتمع.
كما يشدد، على أهمية عدم إعادة نشر مثل هذه الأخبار أو تصديقها، لأن ذلك يساهم بشكل مباشر في ترسيخها وتضليل الآخرين بها .
إن أهمية محاربة الأخبار الزائفة لا تنبع فقط من خطرها على وعي الأفراد، بل من تهديدها لاستقرار المجتمع بأكمله فالمعلومة المغلوطة قد تُثير الذعر، أو تُسيء لأشخاص ومؤسسات دون وجه حق، أو تُحرّف الوقائع بما يخدم أجندات مشبوهة
ومن هنا، تصبح عملية التحقق من صحة الخبر قبل مشاركته مسؤولية أخلاقية ومجتمعية لا يمكن التهاون بها.
وبالتالي، فإن بناء مجتمع واعٍ، يحترم الحقيقة ويعتمد على مصادر موثوقة، يبدأ من كل فرد، ويترجم من خلال وعيه بمسؤوليته في التصدي لهذا النوع من التلاعب الإعلامي فالحقيقة، في زمن الضجيج، هي أثمن ما يمكن أن نتمسك به.