صدى الشعب – مع التطور الصناعي في البلدان، وتحديداً في المدن التي تكتنز بالمواد الأولية “الصناعية”، يبقى التحدي البيئي هو الأكبر لهذه المدن خصوصاً فيما يتعلق بمخلفات الصناعة، وانطبق هذا الحال بشكل جلي وواضح في مدينة العقبة “المينائية والصناعية” في ذات الوقت.
وتمثل التحدي البيئي الكبير في المدينة بجبل الجبص، ومن هنا، وانطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية، قررت شركة مناجم الفوسفات الأردنية أن تحول “جبل الجبص” إلى غابة خضراء، فقامت بغرسه بأكثر من 20 الف شجرة مثمرة وحرجية وزينة، ليكون متنفسا ومتنزهاً وطنيا ذات قيمة نوعية وسياحية لأبناء وأهالي مدينة العقبة ومرتاديها لا سيما وأن الجبل يقع على أعلى بقعة في العقبة، ويعد مطلاً على شاطىء المدينة الساحلية.
وبهذا فإن الشركة قضت على حالة الأرق التي كانت تنتاب كل الجهات المعنية في العقبة، وعملت على زيادة مساحة المسطحات الخضراء في هذه المدينة التي تعد المقصد الأول للزائرين من الباحثين عن الأجواء “البحرية” المميزة.
ومن الجدير بمكان أن نُذكّر بأن جبل الجبص هذا كان يؤرق العقبة وأهلها منذ عدة عقود مضت دون أملٍ بإيجاد حل، وقد تكوّن على مر السنوات من المخلفات الصناعة للأسمدة الفوسفاتية (الفوسفوجبسوم)، وهو اليوم يتحول إلى مشروع بيئي ريادي ومتنزه بيئي أخضر. ويتضمن المشروع في مرحلته الثانية زراعة (20) ألف شجرة حرجية ومثمرة من نوعيات مناسبة لبيئة المنطقة من حيث مقاومتها للحرارة، على امتداد نحو 100 دونم، كما سيتم التوسع فيها تدريجيا لتصل مساحة المنطقة المزروعة إلى مئات الدونمات.
وتولّدت فكرة المشروع بعد دراسة مشتركة بين شركة الفوسفات وسلطة العقبة الاقتصادية.
وتعد فكرة “التشجير”، الحل الأمثل للتخلص من تلك المخلفات وذلك بسبب صعوبة نقل كميات الجبس الكبيرة المتراكمة على مدار كل تلك السنوات.
وتنسجم فكرة “التشجير” مع رؤية سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة بإيجاد مواقع ترفيهية ومسطحات خضراء، كما تعد إضافة نوعية للسياحة بالعقبة.
وقد اعتمدت “الفوسفات” في تنفيذ المشروع على مواد صديقة للبيئة ومعاد تدويرها، بالإضافة إلى استخدام مياه الري المعالجة.
يذكر بأن شركة مناجم الفوسفات الأردنية قد دشنت المرحلة الثانية من مشروع تخضير جبل الجبس في المجمع الصناعي التابع للشركة في العقبة، وذلك بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وبمناسبة يوم الشجرة.