ديوان ثمانيات
صدى الشعب – هو مؤلف من عشرين قصيدة كل قصيدة مكونة من عشرين بيت شعر ..أستوحيت قصصها من عدة حضارات…..و هو نتاج عدة مؤثرات عملت معا في نفسي في وقت واحد …..حيث أن..
الخيام كتب الرباعيات فكانت فكرة وبصمة في تاريخ الأدب كادت تكون كالخال في خد عروس بأسلوب باهر الجمال ،..وحذى حذوه البستاني فخطَّ سباعيات كانت لها مكانتها وقدرها الأدبي الذي لا يمكن تجاهله. واليوم، أنا أضع بين يديكم الثُمانيات لعلها تُذكر بينكم ذات يوم كذكر رباعيات الخيام وسباعيات البستاني.
…..
فهناك عشق قديم لرباعيات الخيام ومالاحظه الدارسون حول العلاقة الفنية الروحية بين رباعيات الخيام وفلسفة أبي العلاء الشعرية، وأنا عاشقة لرهين المحبِسَين … بعد ذلك رسخ في وجداني ترجمتان عظيمتان الرباعيات ترجمة أحمد رامي وترجمة أحمد صافي النجفي ومابينهما من اتساق شاعرية الشاعرين مع روح الخيام .. وفي سباعيات البستاني وهو أيضا ترجم الرباعيات شعرت بسحر حركة الارقام في وجدان الشعراء ، وبالنسبة لي شخصيا للرقم ثمانية لعبة خاصة معي بدأت منذ توجه اهتمامي إلى عالم الأسطورة كمادة معرفية شدتني ، ولاحظت وجودا مركزيا للرقم ثمانية ، حتى وجدته رقما له حضور في الحقائق العلمية والدينية ولا أعلم ـ وربما ليس على الشاعر أن يعلم ـ كيف غاص هذا الرقم فيَّ وغصت فيه ، مع رغبتي القديمة وأمنيتي أن احاكي شعراء كبار من حضارتين أدبيتين عربية وفارسية ، كل هذا تمازج على نحو غريب ، بين تأثري بسحر الرقم ثمانية في ثقافة الشعوب وانبهاري القديم بالرباعيات وترجمتها والسباعيات وهذه العناوين العددية في منجزات أدبية .. فكانت الثمانيات
…..
سأقدم لكم الآن تقديم ديواني الشعري ثمانيات
التقديم
إلى روح أبي العلاء المعري ، فارس الكلمة الوجدانية الرفيعة، وهو يعبر الأدب العالمي فيؤثر في عباقرة الأدب من لغات مختلفة، حتى جاء عمر الخيام ليكتب من أثره ويشرب من نبعه، ويخرج رباعياته بلغته الفارسية الأنيقة،فغدت بين الآداب خالاً على خد عروس باهرة الجمال ، إلى المبدع الكبير أحمد رامي و الشيخ أحمد صافي النجفي وهما يخطان لرباعيات الخيام طريق عودتها إلى منهلها العربي العلائي ، في ترجمتين عظيمتين سُكب فيهما من روحيهما الشاعرتين ما يزيد الذهب بريقا، إلى رائد الترجمة والتعريب وديع البستاني وهو ينهل من رباعيات الخيام سباعيات البستاني على نحو أصيل لتكون سباعياته علامة في فلسفة الجمال والشعر .. إلى آبائي الفخام وإلى كل ذائقة تحب وتنتمي إلى بيان العرب وديوانهم ، أقدم
ثمـانيات .
كتب ذات يوم لأجل التاريخ والزمن ،بقلمي، واخترت لكم اليوم هذه القصيدة من ديواني الجديد ثمانيات
ثُمانية العقل البشري
قدم العقل العربي للبشرية الرقم المعجزة “8” ليكون مرتكز الثورة الرقمية لكونه متعدد الزوايا وهو يتركب من زوايا متعددة ، لقد جلب العرب هذا العدد من عالم الخرافات والأساطير الجميلة إلى لغة الواقعية والحساب والثورة العلمية .. القرآن الكريم وتحديدا في الآية 88 من سورة الإسراء يتحدى البلغاء من كل أمة أن يأتوا بمثل هذا القرآن :
الآن عقلي عاد لي
وكففتُ عنك جداولي
الآن أرقامي مجدولٌةٌ
بكل منازلـي
لا لن أكون مدىً مباحًا
كلما أومأت لي
لا شيء في كلماتكَ الرعناءِ
غيرُ تمحّـل
لا تَلغُ عن لغة المجاز
فلستُ بالمتأولِ
قاموسيَ الفصحى وعنها
لستُ بالمتحول
أعذرتُكَ الحِقَبَ الثمانيَ
في ارتقابِ مُؤمّلِ
الفصل في قولي ولا هَزْلٌ
فقل .. لاتهزلِ
الثُمانية الصينية
يتفاءل الصينيون بالرقم ثمانية ، ويقسمون مراحل اليوجا إلى ثمانية مراحل، ويرون أن قواعد السلوك ثمانية :
ثمّنت فيك قصائدي
وحصرت فيك قواعدي
وجعلت وردتك التي
أهديت فوق قلائدي
وعرفت لن تنسى شذاك
خواطري ووسائدي
أجلست كالأغراب تمدحني
وحلوَ قصائدي؟
تثني كأني لست فيك
أصوغ لون فرائدي
أنا لا أعيد الأمس لكن
لا أعـق مواعدي
قد قلتَ إما الوصل أو
حلم بليل بارد
زرني ولاتُشمت بحلمي
في المنام حواسدي
ثُمانية بابل
التنين البابلي له ثمانية رؤوس، الثمانية رمز الشر لأن دورة الكمال تنتهي بالرقم سبعة وأما الثمانية فهي بداية الزيف والزيف هو الشر الحقيقي:
لست زيفاً لست شرا
أيها المضمر سرا
كلما أحببت غيري
قلت لي سبعين عذرا
لست تنينا من الزور
على الأخيار أزرى
أنت من علمتني الحب
تلاوينَ ومكرا
وكفاني أنني ماكنت
رغم الجرح أخرى
مر هذا ثامن الأيام
أستجديك نزرا
صدّقت بابلُ فينا
ظنها سطرا فسطرا
بعد هذا اليوم لن
ألقاك يا ظلي : فشكرا







