صدى الشعب – برعاية معالي الأستاذ الدكتور محمد حامد الأكرم رئيس جامعة الإسراء نظمت كلية العلوم التربوية في الجامعة، يوم الثلاثاء ٧ كانون الثاني/ يناير ٢٠٢٥ ، محاضرة تثقيفية بعنوان “دور أدب الطفل في التنشئة الاجتماعية”، بحضور عميدة الكلية الدكتورة أسماء الخوالدة، وتقديم الدكتور عبدالله المجالي وأعضاء الهيئة التدريسية، وطلبة كلية العلوم التربوية .
شارك في الندوة الكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل، والكاتب الصحفي محمود الداوود، تناولا فيها أهمية أدب الطفل وأهدافه، ومفهوم أدب الطفل، ودور أدب الطفل في التنشئة الاجتماعية .
وافتتحت المحاضرة الدكتورة أسماء الخوالدة عميدة كلية العلوم التربوية وتحدثت عن أهمية أدب الطفل و دوره في التربية الأخلاقية. وأهمية عقد مثل هذه الندوات التي تربط بين المنهج الدراسي وبين الواقع من تجارب حياتية في مجال أدب الطفل، وتميزت كلمتها بالتشجيع على القراءة واستخدام أدب الطفل في عملية التنشئة الاجتماعية .
وقدم الدكتور عبدالله المجالي عضو هيئة التدريس، كلمة قيمة حول أهمية التنشئة الاجتماعية الصحيحة للأطفال من خلال استخدام أدب الطفل في التربية والتعليم، وأن اهتمام المجتمع بهذا الموضوع يرفع المنظومة القيمية في المجتمع .
وفي محاضرتها قالت الأديبة سارة السهيل أن الطفولة هي عماد المستقبل، ورعايتها صحيا ونفسيا وعاطفيا وتربويا واجتماعيا وثقافيا تعد فرض عين على كل المجتمعات، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة ومناسبة لنموهم وتطورهم المعرفي والاجتماعي والنفسي بشكل سليم خلال مراحل التنشئة الاجتماعية المختلفة .
وأضافت أن المؤسسات المختلفة تتحمل مسؤولية رعاية الأطفال بدءا من المؤسسة الأسرية مرور بالمؤسسة التعليمية التربوية والدينية والثقافية والإعلامية، غير أن مؤسسة الأسرة تمثل حجر الأساس في رعاية الصغار خاصة في مراحل العمر الأولي باعتبارها أول مجتمع يعيشه الطفل ويتشرب منه القيم والمعارف والسلوك .
مشيرة إلى أن طفل اليوم قد لا يجد الرعاية الكافية من الأسرة واحتضانه بالعاطفة الكافية والتنمية الاجتماعية اللازمة لضبط سلوكه وفق المعايير الاجتماعية والاخلاقية والتربوية والأساسية في تشكيل وعيه .
وقالت: بل صار طفل اليوم نهبا لشاشات الموبايل بكل ما فيها من مواد جاذبة للأطفال، وقد يكون ترك الأطفال فريسة سهلة للموبايل والكمبيوتر، محض اختيار من الأبوين بهدف حماية صغارهم من أي خطر جسدي او صحي قد يتهددهم من الاختلاط بالمجتمع او الاقران، ولذلك قد نجدهم يحفزون صغارهم علي الألعاب الالكترونية وتحقيق الفوز بها، متجاهلين حقيقة انهم قد ألحقوا بأطفالهم أضرارا خطيرة بعزلهم عن المجتمع مما قد يصيبهم بتشوهات سلوكية.
وأكدت السهيل أن أدب الطفل يسهم في تغذية عقل الطفل ووجدانه بالمعرفة واكتساب الخبرة؛ وتنميه ميوله ومواهبه بجانب إكسابه القيم والاتجاهات السلوكيات السليمة، اضافة الي تسليته وإمتاعه وتعريفه ببيئته وتنمية قدراته اللغوية والجمالية، كما يرسخ فيه الانتماء للوطن والعقيدة، ويساعد الأدب الأطفال على صقل سلوك الأطفال وتربيتهم على فضائل الأخلاق .
وأضافت أن أدب الأطفال يظل من أبرز الوسائل التربوية الفاعلة في تكوين الشخصية المتكاملة للطفل في جميع النواحي العقلية والنفسية والاجتماعية واللغوية، فمن خلال القصص والأناشيد أو المسرحيات التي تظهر قيمة الصداقة، وحب الصالحين وعطف الجدة، وأهمية التقرب من الآخرين، وبالتالي يكسب الأدب الطفل تفاعلا اجتماعيا يغذي خبراته الذاتية، ويعزز ثقته في نفسه، وفي المجتمع الذي ينتمي إليه.
من جانبه ركز الكاتب محمود الداوود في محاضرته على عدة أمور تلخصت في تعريف ادب الطفل ومن هو الطفل وسنوات الطفولة، وأشار الى كيفية تشكيل ثقافة الطفل، واثر النقلة النوعية والكبيرة في عالم الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي في حياة الأطفال وانعكاس ذلك على سلوك الطفل.
وتحدث الداوود عن أنواع أدب الطفل مستعرضا عددا من المؤسسات الأردنية التي تعنى بأدب الأطفال كالمكتبات العامة وأهمية مكتبة المدرسة، وألقى الكرة في مرمى الخبراء والتربويين لمعرفة وتشخيص أثر وسائل العلم الحديثة على ثقافة الطفل، مشيرا الى دور الدين والعادات والقيم الاجتماعية في تثقيف وتنشئة الطفل، مستعرضا المطلوب لتنمية ثقافة الطفل. ودور المجتمع في هذه الثقافة.
ودعا الداوود وسائل الإعلام إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بأدب الطفل وثقافته، واستثمار كافة الوسائل لتعزيز هذا الجانب.
وفي ختام المحاضرة كرمت عميدة كلية العلوم التربوية الدكتورة اسماء الخوالدة الكاتبة والأديبة سارة طالب السهيل والكاتب الصحفي محمود الداوود.