صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
أصبح إدمان مواقع التواصل الاجتماعي من الظواهر البارزة في العصر الحديث، حيث تحولت هذه المنصات من مجرد أدوات للتواصل والترفيه إلى جزء أساسي من حياة الكثيرين خاصة مع تطور التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تسيطر على وقت الأفراد وتؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
وتتجلى آثار هذا الإدمان في العديد من الجوانب النفسية مثل زيادة مستويات القلق ، والاكتئاب، وانخفاض مستوى الرضا عن الحياة واضطرابات النوم بالإضافة إلى تراجع العلاقات الاجتماعية الواقعية.
وتحدثت الدكتورة أمل الكردي استشارية العلاج النفسي والسلوكي، لـ “صدى الشعب” حول ظاهرة إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الكبير على الحياة اليومية للأفراد والمجتمع، ووصفت هذا الإدمان بأنه أحد التحديات النفسية والاجتماعية الملحة التي تستدعي الاهتمام والعلاج.
وأوضحت الدكتورة الكردي، أن قضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يصل لمرحلة الإدمان، مما يعطل حياة الفرد اليومية، مشيرة أن الإدمان هنا لا يقتصر على الاستخدام المفرط، بل يشمل التأثير السلبي على الأداء المهني الأسري والاجتماعي.
وتقول الدكتورة أمل الكردي : “قد يؤجل الشخص أعماله أو يتخلى عن مهامه الأساسية بسبب انشغاله بهذه المواقع، سواء كانت هذه المهام منزلية مهنية، أو حتى شخصية”.
من أخطر آثار هذا الإدمان، بحسب الدكتورة الكردي هو الانسحاب من المحيط الاجتماعي الواقعي إلى العالم الافتراضي، فالمدمن يكون حاضراً بجسده لكنه غائباً بعقله وتركيزه مما يسبب مشكلات في التواصل مع العائلة أو الأصدقاء.
وأضافت أن هذه الحالة قد تؤدي إلى شعور بالعزلة والانغلاق على الذات، مما يؤثر بدوره على طريقة تعامل الدماغ مع المعلومات وحل المشكلات اليومية.
أثر الإدمان على الحياة الأسرية
وتطرقت الكردي إلى الآثار السلبية على العلاقات الأسرية، قائلة: “إدمان مواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى الجفاء بين الأزواج وخلق فجوة في التواصل الأسري”. وأكدت أن غياب التفاعل اللفظي والبصري كالاتصال بالعين أثناء التحدث يجعل الطرف الآخر يشعر بالإهمال أو قلة الاحترام خاصة بين أفراد العائلة كبار السن الذين يعانون من شعور بالإقصاء عندما يلاحظون أبناءهم منشغلين بهواتفهم بدلا من التفاعل معهم.
كيف يمكن مواجهة هذه المشكلة ؟
واقترحت الدكتورة الكردي عدة استراتيجيات للحد من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، منها:
تقنين الاستخدام دعت الأهل إلى تحديد أوقات محددة لاستخدام هذه المواقع، مع فرض عقوبات عند تجاوز الوقت المسموح به، ومع مراعاة أن تكون العقوبات ذات طابع تعليمي کحرمان من أمور ترفيهية.
بالاضافة الى توفير البدائل: شددت على أهمية إيجاد أنشطة بديلة مثل الرياضة القراءة، أو المشاركة في الأنشطة الأسرية، لتعويض الوقت الذي يقضيه الأفراد على الأجهزة.
وايضاً التواصل الأسري: أوصت بالعودة إلى العادات التقليدية التي تعزز التفاعل الأسري مثل تناول الوجبات معا سرد القصص للأطفال
أو ممارسة ألعاب جماعية بالاضافة إلى طلب المساعدة المهنية نصحت الأشخاص الذين يشعرون بعدم قدرتهم على التحكم في استخدامهم لهذه المواقع باللجوء إلى متخصصين في العلاج النفسي لتلقي الدعم اللازم.