صدى الشعب – فايز الشاقلدي
اعتاد الأردنيون أن يبدأ موسم قطاف الزيتون ، خلال النصف الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أن التوقيت اختلف هذا العام، بسبب التغيرات المناخية التي مرت بها المملكة في الآونة الاخيرة، التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة صيفا، وتأخر موسم الشتاء مع تراجع نسبة الأمطار، ما أدى إلى اختلال واضح في الدورات الزراعية، وتغير مواقيتها السنوية.
وتبدأ مراسم يوم القِطاف، والذي تتجمع فيه العائلة، برفقة من يود مُساعدتها من الجيران أو المجموعات الشبابية، بالفطور التقليدي المكون من الزيت والزعتر والأجبان والخضروات، وشرب الشاي والقهوة المصنوعة على نار الحطب، ومن ثم جمع “الزيتون”.
وتصف الحاجة ام رائد في حديث خاص مع “صدى الشعب” ان موسم قطف الزيتون عبارة عن عُرس تراثي اعتاد عليه الناس في بلاد الشام عامةً والاردن خاصةً، ويشارك به الكبار والصغار والجيران والاحباء ، إلا ان الشيء الوحيد الذي يختلف من عام الى آخر هو ارتفاع الاسعار الجنوني، فَبات هذا الشي يؤرق المواطن الاردني.
وتقول أم رائد إن موسم القطاف هو موسم سعادة يتكلل به صناعة المخلل والزيتون ، تشهد فيه العائلة طقوسًا احتفالية فلكلورية جميلة ، تبدأ بالغناء والاهازيج وخَبز الطابون والشراك، حيث اعتبرت أن صناعة المخلل وعصر الزيتون هي مونة المواطن الاردني طوال العام.
واشتكى بعض المواطنين من ارتفاع الاسعار مقارنةً مع العام الماضي، وأشار أحد اصحاب معاصر الزيتون الشيخ ابراهيم بني فواز ان العام الماضي كان انتاج الزيت ما يقارب 20 الف طن، ومن المتوقع بعد الحصاد ان ينخفض 3 الاف طن، بسبب الظروف الجوية التي سادت المملكة، وحالات الانجماد والثلوج التي رافقتها تلف في بعض الاشجار والثمار.
وفيما يتعلق بسعر بيع التنكة داخل المعاصر فتراوحت من 90 دينار الى 95 دينارا علماً ان الحكومة قامت بتسعير التنكة كحد أقصى 85 دينارا ، وقال احد المواطنين: “ان الحكومة تاركة التجار تسرح وتمرح فينا ، بالمختصر لا رقيب ولا حسيب … حسبي الله ونعم الوكيل”.
ويُذكر ان الأردن ينتج زيت الزيتون بمواصفات تضاهي الأصناف العالمية، وبات يستقطب استثمارات دولية لهذا القطاع، وينقل التجارب العلمية خارج المملكة بهدف تعزيز التجارب المحلية من خلال معارض الزيتون السنوية التي تنظمها وزارة الزراعة.