صدى الشعب – كتب علاء الذيب
ليس غريباً أن نشاهد اليوم حدثاً غريباً في ظل الظروف التي يعيشها الشعب الأردني من قلة العيش وضنكها، وزيادة البطالة وتكدسها ، وتراكم الهموم فوق رؤوس الناس حتى صارت الحياة سباقاً يومياً بين الصبر والانفجار.
الحكومة بتضحك ، نعم تضحك ، بكل راحة بال ، وكأن شيئاً لا يحدث ، وكأن الأسعار لم ترتفع ، وكأن المواطن مشغول في نزهة على شاطئ العقبة ، وليس في طوابير الانتظار أمام البنوك والدوائر والمؤسسات يبحث عن بصيص أمل في وظيفة أو دعم أو حتى فتات كرامة.
الحكومة بتضحك، حيث شوهد رئيس الوزراء و مرافقه ووزير العمل و الوفد المرافق يضحكون ضحكة عريضة أمام الكاميرات ضحكة كأنها رسالة للعالم أن الأردن يعيش أجمل أيامه وأن الشعب سعيد ومبسوط ومطمئن ومرتاح البال.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي يضحكهم ؟ فعلاً هل ضحكوا لأن مشاكل الأردن انحلت أم لأن المواطن صار يتحمل كل شيء بصمت دون أن يسأل أم لأنهم اكتشفوا طريقة جديدة لجعل الناس تبتسم بدون سبب؟!
لماذا لا يضحك الشعب مثلهم؟ ما الذي يمنع المواطن من الضحك؟ أهو قسط السيارة الذي يطارده كل شهر أم فاتورة الكهرباء التي صارت كأنها عقوبة جماعية أم إيجار البيت الذي يبتلع نصف الراتب أم رغيف الخبز الذي صار يقيس عليه مستوى الصبر؟!
شو سر الضحكة عشان نضحك زيهم يمكن السر في الكرسي ، يمكن في المكيفات الباردة ، يمكن في الراتب العالي ، يمكن في امتيازات المنصب ، يمكن في الغياب التام عن الشارع من بعض المسؤولين ، وعن نبض الناس ، يمكن في العيش في عالم مختلف عن عالم الشعب.
الحكومة بتضحك والشعب يعد الأيام بالحسرة كل يوم يمر وهم يزيدون وعدا جديدا لا يتحقق وتصريحا جديدا لا يغير شيئا لكنهم يضحكون ، لأنهم ببساطة تعلموا أن الضحك أرخص وسيلة لإخفاء العجز وأفضل طريقة لتجميل الفشل .
يارب نضحك زيهم ..






