صدى الشعب – كتب – سالم محمود الكورة – ان جائزة نيلسون مانديلا هي جائزة فخرية تمنح كل خمس سنوات لشخصين ممن قدموا للانسانية والبشرية خدمات جليلة تستحق التقدير والثناء على المستوى الدولي في حقوق الانسان ، اشارة الى ايقونة افريقيا نيلسون مانديلا الزعيم الافريقي الذي قاوم التمييز العنصري في جنوب افريقيا وقاوم الظلم والاستبداد والعبودية انذاك وواجه كل ذلك بقوة واصرار وارادة عالية مشحونة على مدى 27عام قضاهم في السجن وقد حصل على جائزة نوبل للسلام لما قدمه من عمل انساني عظيم سجل بصمة في تاريخ الانسانية والبشرية جمعاء فهو رمزا يحتذى به عالميا في مجال حقوق الانسان ومقاومة الظلم والاستبداد .
ان مهنة الصحافة هي مهنة من المهن الانسانية الخطيرة والتي يتعرض صاحبها للقتل والاغتيال احيانا على ايدي الجبناء الذين يخشون من النور والحقيقة ويعشقون السوداوية ، وهي رسالة انسانية نبيلة تعمل على نقل الحقيقة للمجتمع الدولي بكل مصداقية نعم ايها الصحفيون الابطال من عمان بلد الحشد والرباط اقول لكم امثالكم ترفع لهم القبعات ، تستحقون الكثير من الجوائزوالاوسمة والدروع والثناء على مواقفكم الرجولية والبطولية وانتم في ساحة المعركة فقد اصبحتم حزء لا يتجزء من هذه الارض المقدسة والتي اصبحت تشهد على حرب ابادة لم ترحم البشر ولا الحجر ولا الشجر ايضا. ايها الصحفيون انتم شهداء الحقيقة اصحاب الكلمة والقلم الحــــر .
بدات الحرب على غزة منذ طوفان الاقصى 7اكتوبر 2023وقد حصدت الارواح البريئة فلم تفرق بين طفل وامراة وعجوز ومدني ومقاوم وعسكري للاسف الشديد فقد بلغ عدد القتلى 60 الف وفوق اظافة الى عدد كبير من المصابين الذين لديهم اصابات واعاقات مختلفة هنا وهناك .
ان الالة العسكرية الصهيونية الوحشية لاتعرف بابا للانسانية بل تعرف طريق الحرب والابادة الجماعية فهو تاريخ الكيان الاسرائيلي السودوي فلا يمكن اخفائه والمشهود له تاريخيا .
ولقد كان هدف من اهداف قوات الاحتلال الاسرائيلي قتل الصحفيين والتربص لهم من اجل اخفاء الحقيقة واعاقة ايصال ما يجري على ارض الواقع للعالم من جرائم بشعة في حق اهل غزة وفلسطين فقد بلغ عدد شهداء الحقيقة 238 صحفيا لغاية الان والعشرات من الصحفيين والاعلاميين يعانون من اصابات متفرقة ، علما بان جميع القوانين في الامم المتحدة تحرم وتمنع الاعتداء على الصحفيين وان يعاملوا بالحرب كمدنيين .
لقد عمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي في مطاردة الصحفيين والترصد لهم من اجل قتلهم وواد الحقيقة وتكميم الافواه وانهاء دورهم الوطني والانساني النبيل ، ان وجودهم يشكل دعما للصمود الفلسطيني ورمزا للتضحية والفداء من اجل القضية الفلسطينية المباركة المقدسة .
لقد اتت جائزة نيلسون مانديلا لحقوق الانسان من اتحاد “يونيفور ” الكندي تكريما وتقديرا للصحفيين الفلسطينيين وهو من ارفع الاوسمة التي يمنحها الاتحاد ،وذلك تقديرا لتغطية الصحفيين الميدانية الشجاعة في ساحة المعركة وتعريض انفسهم للخطر، رغم كل المخاطر المحيطة بهم من قصف عشوائي وقتل وتدمير وهدما للمنازل والبيوت .
للاسف الشديد مازالت اسرائيل في بطشها وعنفوانها الذي لايواقفه امرا ان كان قانون دولي او محكمة الجنايات الدولية او دعوة اممية لايقاف الحرب ، فما تقوم به هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الانساني ،فعذرا للقانون الدولي وعذرا من منظمات حقوق الانسان على ما يجري في الشرق الاوسط من اختراقا لحقوق الانسان والتي اصبحت حبرا على ورق ، فقد حكم على القانون الدولي الانساني بالاعدام في غزة ،ووقف المجتمع الدولي عاجزا من التصرف او ايقاف حرب الابادة الوحشية في غزة فعذرا للانسانية التي تقتل كل يوم في غزة .وفي ضوء هذه المعطيات والتي لاتبشر بخير وسلام للمنطقة فان الشرق الاوسط لن ينعم بالسلام المنشود لدى المواطن العربي. فالمصاب جلل والقتل والخراب اصبح لدى الاحتلال الاسرائيلي ممنهجا حسب برنامج نتنياهو الحربي الغير قابل للسلام بتاتا .
ان ما يقوم به الصحفي الفلسطيني هو عمل بطولي مشرف على الصعيد الاقليمي والعالمي ،فما يشهد العالم بما يجرى على ارض غزة هاشم من حرب ابادة جماعية وقتل وتهجير واستيطان واحتلال من جديد والذي تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي ما هوالا خرق لجميع القوانين الدولية والانسانية والشرائع السماوية الثلاث ، فصمود الصحفيين في ارض المعركة هو تجسيدا لانتمائهم وحبهم لقضيتهم ورفضهم للاحتلال الصهيوني . سائلا الله العلي القدير ان تعود فلسطين عربية كما كانت على الدوام .
الكاتب سالم محمود الكورة
عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين
